|
السياسة الحسينية .. (10) الحاج هلال فخرالدين اعتراف مشين وعمل بغيض الملاحظة الواضحة على منهج مدرسة السقيفة ورموز زمر معمميها وكتاب السلفية سواء قديما ام حديثا في اطارها العام لاتخرج عن وأد الفكر وقمع الحوار وتأويل النصوص تبعا للعصبية و العداء على جوهر المبادىء حيث ادى ظاهر الالتزام بها الى الخروج عن ميزان الشرع حتى اصبح النص الوارد في الكتاب او السنة عند بعضهم لايعمل به إن خالفه رئيس المذهب الذي اصبحت اقوله سنة ومن غير دليل شرعى او حجة معتبرة ومخالفته بدعة وعدم اتباعه كفرا حتى قالوا أن كتاب الله تنسخه مخالفة أقوال علماء المذهب وقديماقال احد اعلامهم عبيد الله بن الحسن الكرخي :(الاصل ان كل اية تخالف قول اصحابنا فانها محمولة على النسخ او على الترجيح والاولى على التاويل من جهة التوفيق .الاصل ان كل خبر يجيىء بخلاف قول اصحابنا فانه يحمل على النسخ او يحمل على انه معارض بمثله ثم صار الى دليل اخر او ترجيح فيه بما يحتج به اصحابنا من وجوه الترجيح او يحمل على التوفيق )الدكتور مصطفى سعيد الجن نقلا عن اصول الكرخي ص84 القاهرة 1972 يبين لنا هذا النص مدى الارتباط بالمذهبية او التقليد لاقوال السلف وان جانبت الحق والصواب والضرب بالحاط بكل النصوص لانها لاتوافق راى معمم وان شطط شططا بعيدا وهذه هي العصبية الجاهلية التى يمقتها الله والعصبية التى حاربه الاسلام ودعى الى نبذها وعلى الانسان ان يكون حرا ويعمل تفكيره وعقله ان كان له عقل او تفكير ..وان الالتزام باقوال علماء المذهب حتى وان خالفت النصوص بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار مهما زينوها اوتمحلوفيها لانها وبكل وضوح هو اخضاع الكتاب لموافقة اقوالهم وعند امتناع النص القراني فانهم ينسخونه ويعملون بما جاء عن اصحاب المذهب ..وحديثا يقول الدكتور مصطفى سعيد في اثر الخلاف في قواعد الاصول ص9 ((فهم مدفوعون وراء المذهبية تعصبا ويطرحون الدليل ويأولونه تاويلا بعيدا لا يتفق مع الحقيقة فهذه هي المذهبية التي يبغضها الله ورسوله )..!!
الفرق بين عبودية السلطان وعبودية علماء السوء ان مفهوم العبوية واحد بان يخرج الانسان من فضاء حريته المقدسة ويعبد البشر ويلغي مامنحه الله من نعمة العقل وهبة الحرية ....فالنوع الاول من العبودية مبني على القهر والغلبة والطمع كما استعبد الفراعنة بني اسرائيل او صدام الشعب العراقى ... والثاني مبني على الخداع والتدليس والتزيف والكذب بتملك العواطف الساذجة والقلوب الغافلة واستعبادها بان يتخذوا احبارهم ورهبانهم وشيوخ الشياطين اربابا من دون الله وهذا مايؤكد الامام جعفر بن محمد الصادق عن ابي بصير عن ابي عبد الله قال : قلت له:(اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله ) التوبة:31 فقال:أما والله ما دعوهم إلى عبادة أنفسهم ولو دعوهم ما أجابوهم ولكن أحلوا لهم حرما وحرموا عليهم حلالا فعبدوهم من حيث لايشعرون الكافي للكليني ج1 ص35 وهناك احديث كثيرة في هذا الباب ...كما وان الجبابرة والطغاة دائم يستخدموا علماء السؤ لتعضيد تسلطهم وتبرير جرائمهم ..وهنا يحذر بطل الاسلام وفاقع عين الفتنة الامام على (ع) بلزوم التصدى الفاعل للمجرمين والطغاة ومن دون هوادة :(ايها المؤمنون إنه من راى عدوانا يعمل به ومنكر يدعى اليه فانكره بقلبه فقد سلم وبرىء ومن انكره بلسانه فقد أجر وهو افضل من صاحبه ؛ومن انكره بالسيف لتكون كلمة الله هى العليا وكلمة الظالمين هى السفلى فذلك الذي اصاب سبيل الهدى وقام على الطريق ونور في قلبه اليقين ) كان ولازال يخطط لمحاولات لطمس النهضة الحسينية او تفريغها من محتواها الالهي وابعادها الانسانية واهدافها الرسالية كان يحصروها في بعد الخلاف بين بني هاشم وعبد شمس او تناحر على السلطة او انها عفوية ساقتها الظروف وانحدر اليها المصير المحتوم او انها خروج على الشرعية وحتى ان الحسين قتل بسيف جده كما يصفها احد الضالين المضلين من السلف الطالح الذين وظفوا كل جهودهم لاخفاء نور الشمس ...لكن اذا تطلعنا في نصوص النهضه الحسينية التى اختطها الحسين نلاحظ وبكل وضوح من خلال مواقفه ورسائله وخطبه وبيانه الاول الذي بثه على الملىء يفصح عن سموا معاني نهظته الاصلاحية ومشروعه التغييرى قائل (اني لم اخرج اشرا ولا بطرا ولا مفسدا ولا ظالما وانما طلبا للاصلاح في امة جدى رسول الله فمن قبلني بالحق فالله اولى بالحق )وخطبة مكة المكرمة التي شرح فيها فلسفة الحياة والعطاء والتصدى للظالمين لاقامة مجتمع الكرامة والحرية (خط الموت على ولد ادم مخط القلادة على جيد الفتاة......) وكذلك في خطب مسيره واخرها خطبة يوم الطفوف في العاشر من المحرم (... وان من رضى بعمل قوما حقا على الله ان يدخله مدخله وان من رضى بعمل قوم حشر معهم الم تبيد الخلافة قطعان الناس في نزوات الخلفاء
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |