|
الرهان الخاسر على اسقاط نظام الجمهورية الاسلامية في ايران!
حميد الشاكر هل سوف تسقط الجمهورية الاسلامية في ايران ؟. هذا سؤال ربما يرّوج له الكثير،من هنا وهناك، ولغايات سياسية ونفعية اعلاميا يعلم غاياتها القليل من ذوي الكفاءة الفكرية والسياسية القادرين على ادراك ماهيات الحدث وكيفية صناعته وامكانيات حدوثه او استحالته ؟!. والحقيقة ان الشأن الايراني اليوم اصبح ومن خلال التداخلات العالمية الجديدة،حاله حال شأن اي دولة مهمة في هذا المحيط الجغرافي العربي والاسلامي هو من الشؤون التي تمس بعمق حياة الاستقرار والسلام والامن في هذا العالم، وتناوله والبحث فيه واستقراء مستقبله لايبعد كثيرا عن قراءة مستقبل اي من دولنا المحيطة في ايران بصورة عامة او العراق بصورة خاصة، وعلى هذا يكون الحديث حول الشأن الايراني هو ليس ببعيد ابدا عن الحديث حول الشأن العراقي والاخر اللبناني او الثالث المصري .. في الاستقرار والامن والمستقبل والاقتصاد والتداخلات وغير وذالك !!. نعم بين الفينة والاخرى تهب موجات تسونامي سياسية اعلامية مضادة لاستقرار وامن الجمهورية الاسلامية الايرانية يكون معظمها نابعا من المصادر الغربية والاميركية بالاساس ويشارك فيها الكيان الصهيوني الاسرائيلي بشكل خفي،ويطبل ويزمر وينفذ لها اعلاميا فضائيات حكومات عربية تابعة للحماية الغربية مضافا اليها اقلام مأجورة تنعق لكل من يدفع ضد مصالح استقرار وامن منطقتنا بشكل عام، وعادة مايكون محور هذه الموجات الاعلامية موجها الى زاوية عميقة واحدة لاغير تحمل سؤال: هل سوف تزول جمهورية ايران الاسلامية من الوجود، ليحلّ محلها نظاما علمانيا مواليا للغرب، وخاضعا لرغباته الاستعمارية في الافق السياسي المنظور ؟. أم إن ايران الاسلامية هذه اقوى بكثير مما يصوره الاعلام السياسي الموجه،واثبت اركانا وأساسا مما يزعم له دعائيا اعداء ايران والاستقرار والامن في في هذه المنطقة العربية والاسلامية على الحقيقة ؟؟. طبعا مع هذه الموجات الاعلامية يكون هناك عملا بسيطا على الارض الايرانية يتمظهر بشكل مطالبات او اشكاليات يخلقها ما يسمى في الماضي بالتيار الاصلاحي، الذي تحول اليوم بالفعل الى (تيار فوضوي يمارس العنف، ويمتهن الاعتداء على المال العام،ويتجاوز على القانون والامن) لاحداث ظاهرة صوتية تحاول اسماع الخارج الايراني وليس الداخل بكل وسيلة وهي في حقيقتها مجرد ظاهرة صوتية اعلاميا اكبر من حجمها الفعلي بكثير جدا !!!!. ان الحديث عن اسقاط الجمهورية الاسلامية في ايران بعد اكثر من ثلاثة عقود على قيامها وتمتين اسسها واستقرار نظامها السياسي، لايخلوا من معنىٍ سياسيا يطول الحديث حوله ومن عدة زوايا وجهات مختلفة، ولكن يكفي الان الى ان نشير الى ثلاثة محاور اساسية لندرك واقعية او عدم واقعية هذا الطرح في هذه الموضوعة الايرانية وهي : اولا : محور الاسقاط وهل من الممكن اسقاط او سقوط النظام الاسلامي في ايران ؟. ثانيا : المحور الخارجي لايران وهل ان نواياه بالفعل تتجه لاسقاط النظام الايراني ام لابتزازه فقط ؟. ثالثا:المحور الداخلي الايراني وكيف ان الفوضويين تحوّلوا، لمادة ازعاج للنظام لاغير بينما هم ابعد شئ عن احداث تغيير فعلي داخل ايران . ولنبدأ من محور الاسقاط العام الذي يرّوج له اعلاميا عالميا لنظام جمهورية ايران الاسلامية ولنسأل : هل هناك اي مؤشرات سياسية او اجتماعية او اقتصادية او ايدلوجية فكرية واقعية تبشّر بقرب مرحلة زوال النظام الاسلامي في ايران ؟. الحقيقة انه ليس هناك اي مؤشرات سياسية واقعية تؤكد فرضية تآكل النظام الاسلامي السياسي في ايران لنتوقع انهياره كما نعم قياس قوّة الانظمة السياسيةاو ضغفها لها عوامل وزوايااخرى بالامكان اخذها بنظر الاعتبارمن قبيل قوّة النظام السياسي عسكريا وامنيا وسيطرة الدولة على هذا العصب العسكري ؟، وهل هو نظام عقائدي ايدلوجي يؤمن به المجتمع، او ليبرالي اقتصادي ينظر له المجتمع بنفعية لاغير ؟وهل هو نظام يتعدى بحجمه السياسي محيطه الجغرافي الوطني لتكون ارادة وقرار زعزعته من الخارج او الداخل ايضا ممتدة الى محيطه الخارجي وليس الداخلي فحسب ؟أم انه نظام سياسي متقوقع على ذاته ومنحصر في جغراقيته، ومن ثم يكون قرار ازالته محليا او خارجيا بسهولة ويسر ؟.....الخ . كل هذه عوامل تُدرس قبل ان يقرر ان هذا النظام السياسي سوف يزول او انه لم يزل يتمتع بمقومات الحياة والاستمرارية في الوجود، والواقع ان النظام السياسي الاسلامي الايراني ليس هو اليوم من القوّة بحيث ان الحديث عن سقوطه مجرد ترويج اعلامي سمج ومغفل ولاينطلي الا على البسطاء جدا من بني البشر، بل انه حديث لايصدقه الا من عاقبه الله سبحانه وتعالى بكمية غفلة لاحدود سياسية لها، وإلاّ يكفي ان يدرك القارئ وبغض النظر عن كل العوامل الايجابية السياسية التي ذكرناها لصالح النظام الاسلامي في ايران، ان الجمهورية الاسلامية الايرانية تمتلك فقط من قوات الطوارئ وحماية النظام السياسي القائم مايعادل (( سبعة ملايين فدائي )) على استعداد تام للنزول للشوارع،للحفاظ على الثورة والنظام في حال تعرض النظام للخطر، وهذه القوات العسكرية لهذه اللحظة،لم يُفكر النظام الايراني السياسي حتى بالتفكير بامكانية تحريكها لادراك النظام انه نظام مستقر وبعيد عن اي خطر فعلي داخلي او خارجي يهدد وجود النظام او يضعضع من مكانته العالمية، فما بالك ان ادركتَ ان المعظم من الجمهور الايراني العام هو لم يزل يحتفظ بكمية ولاء كبيرة جدا لنظامه السياسي الاسلامي الفتي مضافا الى ان هذا النظام استطاع وبفترة وجيزة خلق نجاحات عسكرية ودفاعية واقتصادية واجتماعية وعمرانية كبيرة وكبيرة جدا تحسب لصالح هذا النظام، ومكانة استقراره،التي بالاضافة الى انه استقرار لايران بالداخل كذالك هو نظام واستقرار مرتبط باستقرار منطقة واستقرار توازنات عالمية عابرة للقارات تشكل ايران احد اعمدتها العالمية الكبيرة ؟. ان الحديث عن استقرار نظام الجمهورية الاسلامية سياسيا في ايران من جانبنا، هو ليس حديثا وهميا اعلاميا او ترويجيا كما يطرحه الجانب الاخر من الاعلام المناهض لفكرة استقرار النظام السياسي في ايران، فهنا نحن نتحدث عن دوائر علمية في القراءة السياسية التي بالامكان قياسها علميا على الوضع السياسي في ايران، بينما الترويج الاعلامي الاخر عن حالة سقوط نظام سياسي في ايران او قرب منيته مع عدم الالتفات الى اي مؤشرات علمية واقعية لمثل هذا الطرح، يجعلنا نتيقن انه حديث لايستند على حقائق ووقائع، وليس هو الا مجرد اوراق اعلامية ليس هدفها في الواقع التوعية الجماهيرية بقدر ماهو خطاب سياسي نفعي يهدف الى الابتزاز السياسي لأيران اكثر منه نقل حقائق واقعية للمتلقي وللطالب للمعرفة !!. بمعنى مرادف: ان فهمنا للواقع السياسي الايراني على حقيقته،وانه واقع سياسي قوي وثابت ومستقرّ وبعيد بالفعل عن كل مايطرح اعلاميا غربيا ومن ثم عربيا، يدفعنا فيما بعد للتساؤل حول الغاية التي يستهدفها هذا الاعلام ضد نظام الجمهورية الاسلامية السياسي في ايران ؟. وهل هو اعلام مجردا من كل موضوعية ولايستهدف الا التشويش على النظام السياسي في ايران فحسب ؟. أم ان هناك ماهو ابعد من مجرد التشويش على هذا النظام السياسي الذي يبدو انه تطوّر الى نظام شبه عالمي ؟. الحقيقة ان هناك ماهو اكثر اعلاميا وسياسيا من التشويش على النظام السياسي الاسلامي في ايران، بل هناك ترصّد اعلامي غربي وسياسي متعمد لتشويه تجربة النظام الاسلامي في ايران من جهة، واستهداف استقرار هذا النظام ببروبجندة السقوط المحتمل لنظام جمهورية ايران الاسلامية الوشيك ؟. اي ان وتيرة الاعلام التي تبشّر بسقوط النظام السياسي في ايران هي تخفي خلف جداريتها الظاهرية في الحقيقةظواهر رعب بادية للعيان، ان تمعن النظر اي قارئ للمشهد السياسي الايراني مع الغرب الاستعماري، من نجاح هذه التجربة السياسية ومحاولة مدّ اذرعها للخارج الايراني سياسيا، وهذا في الواقع مايربك كل الحسابات الغربية تجاه ايران الاسلامية باعتبار ان الاستمرارية التي اظهرها النظام السياسي الاسلامي في ايران، (( هنا التركيز على النظام وليس على ايران كوجود)) مضافا للنجاحات المتوالية والصاعدة لقدرة النظام الاسلامي على التعايش مع الحياة وتقديم المنجزات في سياقها، وهكذا الى تقزيم دور الصهاينة في اسرائيل وتحجيم تفوقهم العسكري المطلق في المنطقة،وايضا ما خلقه النظام الاسلامي في ايران من تأثير امتدّ الى اكثر من افق عربي، واسلامي مؤثر على المجتمعية العربية والاسلامية ....، كل هذا جعل من ايران نموذجا عالميا وليس محليا عربيا واسلاميا فحسب، مما دفع قوى النفوذ الغربية بشكل عام والصهيونية الاسرائيلية بشكل خاص في العالم لتنظر الى ايران بعين التنافس والريبة، وبعين وجوب خلق القلاقل وعدم الاستقرار ايضا لنظام جمهورية ايران الاسلامية السياسي الذي في استقراره تتخلق حتميته تطوره وامتداده يوما بعد يوم في المحيط والعالم المحتضن لايران !!. وعلى هذا الاساس بدأت استراتيجية ( شيطنة النظام الاسلامي في ايران ) نوويا عالميا وطائفيا محليا من جهة،وفي المقابل طرح ورقة إمكانية اسقاط النظام اعلاميا من جانب اخر !!. نعم للذين لايريدون ان يقرأوا المشهد السياسي العالمي الخاص بايران بصورة واقعية،نقول لهم بعد ان اكدنا ان فكرة سقوط او اسقاط النظام السياسي الاسلامي في ايران وهمٌ اعلامي غايته العظمى فقط ابتزاز الايرانيين لتقديم تنازلات سياسية للغرب والصهاينة فحسب، انه من مصلحة الغربيين والمتصهينيين اضعاف ايران الاسلامية وتحجيم تطلعاتها العالمية فقط، وليس اسقاطها على الجملة وهذا ليس بامكانهم اليوم وذالك من منطلق ان الاستراتيجية الصهيونية الغربية كانت تهدف بعد احتلال العراق الى خلق استراتيجية ( الاحلال ) للعدو في منطقتنا العربية والاسلامية، من كون الخطر الحقيقي متجسدا في الاحتلال الصهيوني والطامح للسيطرة على منطقة الشرق الاوسط كلها سياسيا وعسكريا واقتصاديا واعلاميا .......الى العدو الطائفي الشيعي الاسلامي بقيادة ايران، لتكون عملية اضعاف ايران والمنطقة والعرب والمسلمين من الداخل قبل ان تكون من خارج ايران والعالم !!!. وبهذه الاستراتيجية تحركت ماكنات الاعلام العربية الذيلية للاستعمار الغربي والصهيوني، بالاضافة لماكنة الاعلام الغربية والصهيونية ايضا عندما روّجت للخطر الايراني الذي هو اكبر واشدّ واعنف من الخطر الصهيوني والاستعماري على النظم والمنطقة العربية والاسلامية، وفي ذهنها هدفدفين اثنين واضحين : الاول : هدذف تحجيم الامتداد والنفوذ الاسلامي للنظام السياسي الايراني على المحيط الاقليمي لايران وللمنطقة ؟. الثاني : نقل حالة الصراع والعداء من بين العرب والمسلمين والصهاينة المحتلين، الى حالة الصراع والعداء لايران والعرب والمسلمين من جانب اخر ليكون الحلف عربيا ( سنيا ) صهيونيا من جهة، وايرانيا ( شيعيا ) من جانب اخر !!!. وبالفعل عند نمطيات هذه الاستراتيجية السياسية الغربية الصهيونية لاشك سوف تتحقق عدة اهداف سياسية قيمة للصهاينة ولقوى الاستعمار والاستحمار في منطقتنا العربية والاسلامية، ومن اهمها طبعا هدف تحجيم التوسع والنفوذ والامتداد للنظام الاسلامي في ايران داخليا، وانقباض المنطقة العربية والاسلامية طائفيا عن ايران، وحصرها اعلاميا في داخل دائرة عدم الاستقرار السياسي ومن ثم شيطنة ايران من كونها شقيقة للعرب والمسلمين الى كونها الخطر الاعظم على هذا العالم العربي والاسلامي الذي سوف تحميه الصهيونية بتحالفها مع العرب من الغول الاايراني الطائفي البشع !!. نعم يبقى ونحن امام هذه الاستراتيجية الصهيوغربية ضد النظام السياسي الاسلامي الايراني ان نسأل : اذا كان مقدرا سياسيا صهيونيا، وغربيا لايران ان تأخذ دور الشيطان والعدو الاول ضد العرب في منطقتنا العربيةوالاسلامية ليضرب الغرب عشرة عصافير بحجر ايراني صدئ واحد، فهل يعني من جانب اخر ان من مصلحته اسقاط ايران نهائيا اليوم ليبحث من جديد عن عدو يحلّ محل العدو الصهيوني للعرب والمسلمين؟. أم ان السياسة الغربية والصهيونية الحكيمة تقتضي فقط تحجيم القوّة والدور والنفوذ الايراني فحسب، بحيث انها لاتريد بالفعل اسقاطه من الوجود نهائيا بل اضعافه على الدوام ليضمن عمل وينتفي عنه عمل اخر ؟. يبدو هنا ان الجواب واضحا تماما في انه وببعض مفاصل المصالح الصهيونية والغربية هم بحاجة الى ( تنين ) يرهب نظم السياسة في المنطقة العربية، الضعيفة، والايلة للسقوط والدكتاتورية الفاسدة والفاقدة اساسا للشرعية في وجودها والطالبة بطبيعة الحال للحماية من خارجها وخارج شرعية شعوبها والتفافها حولها،ولا تنين ينفث نارا شرقية اليوم كالتنين الفارسي الايراني الذي شيطنته بعض وسائل الاعلام العربية والعالمية الغربية والصهيونية الى حد الصراخ العلني وبلا حياء من قبل اعلام عربي ومسلم الى ان العدو الحقيقي هو ايران وليس اسرائيل او غيرها في منطقتنا العربية والاسلامية !!. ومن هنا نقول انه ليس بصالح الصهاينة ولا الغرب الاستعماري على المدى المنظور اليوم الاطاحة المطلقة بالنظام الاسلامي السياسي لايران باعتباره من هنا وهناك يشكل مصلحة في بقاءه كعدو مرعب لنظم الخليج، لتعود من جديد ولتبحث لها عن شمّاعة جديدة لابتزاز المنطقة العربية والاسلامية واستنزاف طاقاتها وضرب استقرارها في حال اسقاط هذا النظام الاسلامي القائم، ولتبدأ من جديد في التفكير بمن هو العدو القائم ؟. والحقيقة انه اذا سألنا انفسنا جميعا اليوم : في حال اسقاط الصهيونية والغرب الاستعماري المنافق لنظام جمهورية ايران الاسلامية، فياترى هل هناك نظام سياسي اخر في المنطقة والعالم يصلح لان يكون يأخذ دور التنين الذي يرعب العرب ويدفعهم سياسيا دفعا لتبرير خيانتهم بالتحالف مع الصهاينة وتوفير كل الثروة العربية لاغراض صهيونية غاية في الدناءة والخيانة ؟. أم ان النظام السياسي الاسلامي في ايران بالامكان اضعافه وابقاءه كشمّاعة للتواجد الاستعماري والتغوّل الصهيوني على المنطقة ؟. صحيح ان نظام الجمهورية الاسلامية مدرك لهذه الاستراتيجية الاستعمارية الغربية والصهيونية، وهو عامل على تذويب اي جذور للقلق من تجربته ونظامه السياسي في محيطه العربي والاسلامي، لكن هذا لايمنع انه ومع وضوح هذه الاستراتيجية الا ان هناك نظما سياسية عربية واخرى عالمية تعمل بالضد من اي التقاء او تفاهم عربي اسلامي يضم ايران وجواره في المنطقة تحت مضلة مصالح واحدة واستقرار وامن دائم، وهذا كله بسبب ان اي استقرار او امن للمنطقة العربية والاسلامية فهو حتما سيكون بالضد من مصالح الصهيونية والاستعمار باعتبار ان ارضية وجودهم على الخارطة لايكون الا من خلال عدم الاستقرار وضرب الامنن في هذه المنطقة الثرية والحيوية للعالم كله !!. وعلى هذا الاساس بامكاننا ان نفهم ايضا، المشهد الايراني الداخلي، وكيف انه مرتبط حتميا بالمشهد الاقليمي، والعالمي بالنسبة لايران اليوم فالمشهد الايراني الداخلي وما تقوم به قوى الفوضى والتخريب الصوتية لابد ان نقرأها على اساس انها ((انعكاس لاصوات الخارج الايراني)) اكثر منها منتج ايراني محلي يهدد بالفعل النظام السياسي القائم في ايران، فالايرانيون لم تخلق داخلهم ارضية محلية تتطلب التمرد على النظام السياسي القائم، لنقرأ مشهد التخريب الفوضوية داخل ايران على اساس انها منتج ثورة محلية وانها حركة بالامكان قرائتها من خلال الخلل السياسي او الاقتصادي او الاجتماعي في ايران بل ان كل المؤشرات السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية الايرانية، تدلل على ان هناك استقرارا ملحوظا بمستويات المعيشة الاقتصادية للفرد الايراني وهناك تعبير سياسي حرّ غير موجود ولامسموح به في المحيط الاقليمي العربي او الاسلامي بحيث ان مايسمى بالمعارضة تدعو للفوضى والاضطراب والخروج على القانون علنا ...الخ ومع ذالك لم تتخذ السلطة التنفيذية اي اجراءات عقابية قاسية ضد رموز وقادة هذه الفوضى المفتعلة، وهكذا اجتماعيا فليس هناك مايدلل على ان حالة الاضطراب والفوضى هي وليدة منتج ايراني اجتماعي محلي الصنعة بدليل ان صنّاع الفوضى يقومون بها ليلا،ليختفون نهارا خجلا من عار الاجتراء على القانون وتدمير الممتلكات العامة نكاية بالاستقرار في ايران !!. اذن لايبقى امامنا الا قراءة المشهد الفوضوي في الداخل الايراني،ونحن نريد ادراكه وفهم معانيه ودوافعه الا على اساس انه منتج خارجي وصدى لصوت معادي لتوجهات السياسة الايرانية العامة، وانعكاس يمارس سياسة ابتزا ز ايران من الخارج وليس هو مطالبة سياسية واقعية من الداخل الايراني بامكانها ان تخلق روح الثورة التغييرية الواقعية والانقلاب على نظام الحكم الاسلامي السياسي في ايران، وهذا حتى لنعلم هل ان ماترّوج له ماكنات الاعلام المعادية لايران هو فعل وحقيقة على الارض ؟. ام انه مجرد وهم وابتزاز ترّوج له ماكنات الاستعمار الغربصهيونية لابتزاز المواقف السياسية الايرانية ليس الا ؟!. الخلاصة : هو اننا عندما اردنا استكشاف المشهد الايراني برمته لم نشأ الطرح العاطفي او الاعلامي الغوغائي الذي يرّوج لاجندات سياسية خبيثة ولعينة ومستغفلة لعقليات البسطاء من الناس لاتخاذهم وقود حرب للضغط على النظام السياسي في ايران، بل اردنا قراءة المشهد بواقعية وسياسية حرفية وموضوعية، ولنبدأ بقوّة النظام القائم، ثم لننتهي عند الغايات والاهداف الاستعمارية الداخلة والممتزجة مع المشهد الايراني لنصل الى نتيجة القراءة الواعية الواضحة التي تستحق ان يبني عليها اي مثقف او سياسي او كاتب تصوراته للمستقبل الايراني الواعد !!. نعم ايران اليوم تقاتل اعدائها في الخط الذي احتلته بموقعها السياسي المتقدم جدا على خطوط التماس الجغرافية لحدودها الواقعية، وعندما تشعر ايران الاسلامية ان العدو قد اقترب فعلا من حدودها الجغرافية المماسة لها فان فعلها سوف يكون مدمرا بكل ماتعني كلمة تدمير في الحرب والسلم، وعلى الذين اصيبوا بحوَل وعور في القراءة السياسية للمنطقة والعالم ان يدركوا ان قولنا بان ايران اقوى بكثير مما يرّوجون له اعلاميا لايدخل مطلقا في باب التعاطف مع النظام الاسلامي او الاعجاب بتجربة ايران الثورية، بل انها قراءة تدرك بدقة اين مكامن قوى النظام في ايران، واين مكامن الضعف في جسد اعدائها، مضافا الى معرفة اين مكامن الازعاج في الجسد الايراني واين مكامن المقتل لهذا النظام !!. اذا رايتم سبعة ملايين فدائي نزلوا لشوارع طهران لحماية النظام فاعلموا ان النظام السياسي في خطر، وبغير ذالك لاتلتفتوا لمن يكتب اصلا حول اسقاط النظام الاسلامي في ايران !!.
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |