بنت الرافدين

دعوة للتواضع

حسين الفنهراوي

لست من هواة حب المسؤولين والتعلق بهم لأنني دائما ما أصطدم معهم بعد أول تقصير أكتشفه لديهم وتبدأ القطيعة .. ولكنني أحب البعض وحبي فقط للمتواضعين منهم ولكن بدون أن أعلنه لهم ويبقى سرا ولربما من طرف واحد .. أقول قولي هذا بعد أن رأيت موقفين في يومين متتاليين الأول هو حضور أحد أعضاء البرلمان لمجلس فاتحة وقد أحضر معه عدد غير قليل من سيارات الحماية التي أغلقت الشوارع وبدأ التذمر من قبل الناس وخاصة من كان قريبا من مكان إقامة مجلس الفاتحة ودخول رجال الحماية بأسلحتهم الى المكان ووقوفهم بقربه طيلة جلوسه في مجلس الفاتحة والموقف الآخر هو طرق باب مكتب الصحيفة من قبل وزير سابق وعضو برلمان حالي وقيادي في الحزب الذي ينتمي اليه لنأذن له بالدخول وحضر بدون حماية ولا صفارات إنذار ولابدلة إيطالية ولاربطة عنق وحتى بدون سيارة .. دخل علينا وجلس بيننا يتحدث بحديث مليء بالعبر والحقيقة والتواضع الذي يجعله يستأذن حتى في الرد على الهاتف.. وأتصور ان الفارق بين الموقفين كبير ولدينا في محافظتنا أمثلة مشابهة لهذين الموقفين فبعض المسؤولين من مدراء الدوائر وبعض أعضاء المجلس وبعض مسؤولي الأحزاب يتصرفون مثلما تصرف عضو البرلمان الذي كان زائرا ثقيلا على شوارع المدينة بينما هناك آخرون يتصرفون مثلما تصرف الوزير السابق وعضو البرلمان الحالي الذي أعطانا درسا في التواضع حيث نراهم مواطنون عاديون وهم يحضرون مجالس الفاتحة وزيارة المستشفيات وحضور التجمعات دون حمايات ولا زعيق صافرات هؤلاء يجبرونك على إحترامك وحبك لهم والأعجاب بتصرفاتهم ودائما ما تجدهم مليئين بالعلم والمعرفة والثقافة والنجاح .. أما من يبحث عن (الفخفخة) والظهور على أنهم مسؤولون ويجب أخذ الجانب ليمر موكبهم وينظروا الى الناس بتعالي فهؤلاء متكبرون قال عنهم الأمام علي عليه السلام (المتكبر كالرجل الذي يقف على قمة جبل يرى الناس صغار ويرونه صغير) ودائما ماتجدهم فارغين من كل شيء فينطبق عليهم قول الشاعر(ملئى السنابل تنحني بتواضع .. والفارغات رؤوسهن شوامخ) دعوة خالصة لكل المسؤولين للتواضع والأبتعاد عن الأنا وحب الذات والظهور بأنهم أبطال .. أبعدنا الله عن التغطرس والتكبر وإهله .. وتحية من القلب لكل متواضع يرى الناس كبار ويرونه كبير.

العودة الى الصفحة الرئيسية