|
السياسة الحسينية .. (11) الحاج هلال فخرالدين الفرق بين ادعياء الدين والفكر والعروبة ودعاته ومما يساعد كثيرا على تفشى العرف الجاهلي والتعصب البدوى لحد الان في مجتمعاتا هو نتيجة لغياب الوعى وابعاد الفهم الفكرىالسليم والاسلام قام على الغاء العادات الجاهلية المقيته واحياء قيم الرسالة الانسانية حيث جعل المعيار هو العمل الصالح فقد رفع الاسلام سلمان الفارسى وصهيب الرومى وبلال الحبشى واحط شيوخ الجاهلية من قريش ..وكانت ولازالت النخوة الجاهلية بكل ظلاميتها ضاربة اطنابها في مجتمعاتنا المتخلفة وان تمتعت بوسائل التكنلوجيا الحديثة ...ففى السابق كان ادعياء الدين سلاسل من مرتزقة المعممين يقضمون مايرميه اليهم اسيادهم فيفتونهم وفق مايشتهون وهذا ديدنهم في كل حين ...وكان ولازال من يحيى النعرات الجاهلية هم ادعياء العروبة وفرسان الرذيلة امثال زياد بن ابيه والمغيرة بن شعبة والطلقاء وابن زياد وشمرا وحرملة ومن لف لفهم حيث خاطبهم الامام الحسين في يوم العاشر قائلا لهم :ان لم يكن لكم دين وكنتم لاتخافون المعاد فرجعوا الى احسابكم وانسابكم ان كنتم عربا كما تزعمون ) اي ان هؤلاء وامثالهم يزعمون انهم عرب ..والعروبة شهامة وكرم وفروسية ووفاء ..وقد استوقفنى ردحا من الزمن موقف شيخ قبيلة عربية كبيرة وافراد اسرته المواقفهم الرذيلة والدنيئة الموغلة في الغدر والخبث التى ليست من الشيم العربية ويترفع عنها العرب واصحاب الاصول الرفيعة الا وهو (الاشعث بن قيس )زعيم كندة حيث اسلم ثم ارتد وعنما حاصرته القوات الاسلامية هرب وترك قبيلته للسيوف والاسنة وبعد ذالك جاء الى الخليفة ابو بكر واعلن اسلامه مرة ثانية ولهذه الشخصية القذرة ادوار مشينة كثيرة في خلافة الامام على ..واراد ان يرشى الامام مرة فقدم له طبق حلوى ..فقال له الامام (عجن بسم حية ) وكان يثير القلاقل والاضطرابات في داخل الكوفة اشغالا للامة من الوقوف صفا واحدا في مواجهة التحديات ..وكان عميلا مأجورا لمعاوية حتى قال له لامام على (كافر بن كافر حائك ابن حائك ) ويستمر مسلسل هذه النطفة النكدة في البغى والكيد والمكر فكان (محمد ابن الاشعث) الغدار الكبيربسفير الحسين مسلم بن عقير وحتى عدم ائتمانه على وصية مسلم فافشاها الى ابن زيد الذي قرعه قائلا:ماخان الامين ولكن يخون المؤمتمن ..وسمت الانتهازين والمتملقين دائما حاضرة وبالخصوص في الازمات والمواقف لكى يشهدوا له عند الامير ليفوز بالحظوة فقال قيس ابن الاشعث للحسين يوم العاشر انزل على حم ابناء عمك فلا تلقى الا خيرا منهم فقال لهم الحسين : (ألا وإنّ الدعيّ ابن الدعيّ قد ركز بين اثنتين، بين السلّة والذلّة، وهيهات منا الذلة، يأبى الله لنا ذلك ورسوله والمؤمنون، وحجور طابت وطهرت، وأنوف حميّة، ونفوس أبيّة، من أن نؤثر طاعة اللّئام على مصارع الكرام). وقال لهم بكلّ شجاعة وقوّةٍ في الموقف: (لا والله، لا أعطيكم بيدي إعطاء الذّليل ـ فالعزّة لله ولرسوله وللمؤمنين ـ ولا أقرّ إقرار العبيد)وكذلك ظهرت حقارة قيس ابن الشعث يوم الطفوف حيث نزل الى جسد الحسين وهو اشلاء ممزقة بد ان طحنته خيول الاعاريب وسلف قطيفة الحسين وهى مرملة بدماء فسمى (قيس قطيفة )..والخبث مستشرى فيهم (فجعدة بن الاشعث ) سمت الامام الحسن ..ولم يكن الامام على في صدد جواز ابنه الحسن منها لكنها فرضت عليه بمكر من ابيها وهذه لها بحث خاص ..الى ثورة القراء وخيانة قائدها (عبد الرحمان بن الاشعث ) ...الخ فكنت غير مقتنعا ابدا بان هذه ليست ارومة عربية والا اصولها عريقة فقمت بالتحقيق في كتب التراجم والتاريخ والسؤال من اصحاب الباع فلم اظفر بالطلب ولم احصل على امنية ترشدنى يستقر اليها العقل او تطمأن الها النفس وتفى بالبحث حتى وجدت ضالتى في احد كتب المسالك والممالك القديمة وهى تؤشر الى شيخ قبيلة كنده بانه ليس عربى وانه من (الزط دخل بلاد العرب وتكاتب مع كندة وباحابيله ومكره تمكن من استغواء القوم والتزعم عليهم ) ..وقس على هذا اضرابه امثال ابن زياد وابن ملجم ..وفى العصر الحيث يطل علينا من جديد ادعياء العربية ولافلاسهم وشعورهم بالمركب النقص نراهم يعقون صراخا بدفاعهم عن العربية حتى ليخيل اكثر من العرب انفسهم وينافقوا بها استغواءا للرعاع والهمج وبالصعود والظفر بالمناصب باسم العروبة والدفاع عنها امثال صاطع الحصرى وبهجت الاثرى والهاشمى والسنوى وكلهم من حثالات العثمانيين وما كانوا يحسنوا التحدث بالعربية بل يرطنوا بالتركية ولازالت لترثتهم طفيليات وزعانف ..وفى اهؤلاء الادعياء يقول الامام على :(وآخر قد تسمى عالما وليس به فاقتبس جهائل من جهال وأضاليل من ضلال ونصبهم للناس أشراكا من حبائل غرور وقول زور ؛قد حمل الكتاب على آرائه وعطف الحق على اهوائه يؤمن الناس من العظائم ويهون كبير الجرائم يقول: أقف عند الشبهات وفيها وقع ؛ويقول: أعتزل البدع وبينها آضطجع فالصورة صورة إنسان وآلقلب قلب حيوان لايعرف باب الهدى فيتبعه ولاباب العمى فيصد عنه .وذلك ميت الاحياء!..والمؤسف حقا انه لازالت وسائل الاعلام العربى تهريجية عاطفية غير منطقية وتروج للنكرات والمجرمين وادعياء العلم والثقافة والعروبة وتفتخر بما ارتكبوه من فضائع وفتن بل تجعل لهم هالات التبجيل وايات التقديس ولو سلمت عقولهم وصفت نفوسهم لما فتحوا جيفا تشمأز منها كرائم النفوس الابية وخبائث ترفضها القيم الاصيلة فى الوقت الذي تكال فيه التهم الباطلة واراجيف النفاق حيال المجاهدين والصامدين والشرفاء والامام الرضا (ع)يقول لصاحبه شاه عبد العظيم ابلغ مواليي عني السلام واوصهم بتقوى الله وان لايشغلوا انفسهم بتمزيق بعضهم بعضا فان من فعل ذلك واذى وليا من اوليائي دعوت الله ان يعذبه عذابا شديدا في الدنيا وكان في الاخرة من الخاسرين..فكيف من يمزق جمهورالامة وصلحاء الاسلام وحصن الاسلام ... جاء فى تنبيه الخواطر ج2ص:123 عن رسول الله (ص):(خير اخوانك من اعانك على طاعة الله وصدك عن معاصيه وامرك برضاه) ..وجاء فى عوالى اللئالى ج4ص:78 عن رسول الله (ص)قال:( قال الحواريون لعيسى (ع) ياروح الله من نجالس؟ قال:من يذكركم الله رؤيته ويزيد فى علمكم منطقه ويرغبكم فى الاخرة عمله) واخيرتبقى مدرسة محمد (ص) واهل بيته ومن اقتدى بهديهم وسار على خطهم الاصيل هو المحتضن للرسالة والعروبة والمدافع عن السنة النبوية الشريفة واثرى الحضارة العربية امثال مصعب بن عمير وعمار وحذيفة وهاشم المرقال ومالك الاشتر وحجر بن عدى وحبيب بن مظاهروبرير وعبد الله بن عفيف والفراهيدى وزرارة وجابر بن حيان والحسن ابن الهيثم وبن سينا وبن مسكوية والمفيد والطوسى والانصارى وبحر العلوم وكاشف الغطاء والحكيم والصدر والسيستانى ...الخ .
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |