|
بمناسبة السنة الجديدة .. فلتكن سنة التجديد والبناء بعيدا على الوصاية
فتحي بالحاج أتقدم لكل الأصدقاء والإخوة، بأحر التهاني وأخص الشباب القومي العربي التقدمي الذين نجحوا في إطلاق حوار طيلة 2009 حول الثوابت والتجديد، ونجحوا في التمييز بين التمسك بالتراث النضالي للتيار القومي العربي، بين الدعوات الدخيلة الغريبة عن تاريخه، التي تسعى إلى تدجين القوميين وترويضهم للسلطان. لئن بدت بعض الحوارات عنيفة إلا أنها حرصت كلها على مبدأ التمسك بالاستقلالية وبالأسلوب الديمقراطي الأسلوب الوحيد الذي يطور أداء العمل القومي، وأكدت كلها على ضرورة تجديد الخطاب والأداء القوميين. طالبت بنكران الذات وتغليب الروح الجماعية، و وعدم التسرع ضرورة استكمال الحوار القومي على أسس ديمقراطية سليمة بعيد على أسلوب الوصاية والتهريج والتسرع، الذي ساد في السنوات الأخيرة. لقد كانت السنة صعبة بكل المعايير على الأمة وهي تواجه الاحتلال والاستبداد والفساد، إن بوادر الأمل بدأت تظهر. فبقدر ما يستعيد التيار القومي عافيته ويفتك دوره فإن شعار التحرير والتغيير يتقدم ويتحقق. إن ما أحدثه الشباب القومي التقدمي من حراك، لا يمكن الاستهانة به، ويؤشر لنهضة شاملة للتيار القومي، تمكنه من استعادة دوره. لقد جاءت بوادر التجديد من سوريا، ومن لبنان أما في تونس العربية، فإن الحراك استهدف وضع الإصبع على بعض الجراحات التي كادت أن تتحول إلى تشوهات دائمة في الجسد القومي، فكانت دعوته ويصح أيضا أن نقول انتفاضته دعوة لتجاوز التحنيط والصنمية، وكل مظاهر الانحراف، التي حاولت التسلل إلى الفكر القومي الذي بطبيعته فكرا ناميا متطورا، مناضلا شامخا ضد كل مظاهر الاستبداد والاستخفاف بالإنسان.. ..إن عملية التجديد ليست سهلة لكن المتأكد أن التيار القومي الآن على الطريق الصحيح وأن شبابه قد وضعوا معالم في الطريق إلى التجديد، تجديد الفكر والأسلوب، تجديد من داخل المنظومة الفكرية، تجديد الإضافة لا تجديد الانتقاص، دلك أن عملية التجديد هي إضافة إلى وليس انتقاصا من. الشباب القومي لا يرفض التعدد داخل التيار القومي العربي بل يعتبرها ظاهرة طبيعية وصحية، طبيعية دلك أنها تعبر عن حقيقة موضوعية وهو أن تعدد الرؤى واختلاف الآراء هو ننتاج عوامل عدة ترتبط بالتربية والتكوين والتخصص. ، ونعبر عنه باختلاف المقدرة الجدلية للأفراد. وهي صحية، من حيث أنها تدفع الجدل الاجتماعي إلى أقصاه.، من حيث أنه يدفع الحوار مع الكل، مما يسمح بطرح المشكلات من كل الأوجه..لكن الشباب القومي نبه على بعض من مظاهر التعدد يخفي انحرافا، غريبا على الفكر القومي والقوميين، وعن تاريخهم النضالي من اجل الوطن والمواطن..أمام ضخامة ما يجري..اعتقد أنه لقد دقت ساعة نزول البعض من فوق الربوة التي لازموها مند سنوات، و ضرورة دخولهم معترك النضال القومي، فلم يعد مقبولا اليوم من أي قومي، تحت أية تعلة إن يتردد أو يتقاعس، وأن يكون محايدا من الحراك السائد في الحقل السياسي... دلك أن الأوضاع تتغير بسرعة غريبة، ولن نريد أن نبقى نتابع حركة التاريخ، نفاجأ كما فوجئنا في السابق. إن الخارطة السياسية سوف لن تبقى على ما هي عليه الآن وأن بوادر التغيرات القادمة بدأت تظهر ملامحها، وأن سياسة تغيير الكراسي التي يتفنن فيها البعض بدأت تلوح .. .بمناسبة هده السنة الجديدة ندعو إلى ضرورة دعم هدا الحراك الذي أحدثه الشباب القومي التقدمي،. فالتيار القومي العربي يستحق أكثر مما هو فيه الآن. ندعو إلى أن تكون سنة 2010 سنة التجديد..سنة الوضوح، سنة استكمال الحوار بين القوميين بعيدا على التسرع والتهريج والصخب..سنة يعبر فيها القوميين عن ذاتهم بالأسلوب الديمقراطي. سنة يفرض فيها القوميين أنفسهم في ساحة المعترك السياسي.. إن حجم التضحيات التي قدموها كبير..لتكن سنة 2010 سنة البناء والوضوح والتجديد.. إن كل هدا لن يتحقق إلا بالانخراط داخل المعارك اليومية التي يخوضها شعبنا ضد الاستبداد الداخلي والاحتلال الخارجي، فموقع القوميين الطبيعي هو بين صفوف قوى الشعب العاملة من عمال وفلاحين ومنتجين، وطلاب في مواجهة البيروقراطية والوصاية .. شكرا لكم يا شباب .. فإلى الأمام يا شباب الأمة..من أجل الحرية والوحدة والاشتراكية.
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |