|
لضمان حقوق الناخب لنلون الوسطى بالبنفسجي بدل السبابة
عماد خليل بِله/ عراقي في المنفى بسبب الاضطهاد جلب تغيير النظام ممارسات جديدة لم يألفها العراقيين سابقا، لعل ابرزها في النظام السياسي اجراء الانتخابات لاختيار اعضاء البرلمان والانتخابات المحلية، حتى لايلصق واحدهم بالكرسي مدى الحياة ويلعب على كيفه، وقد دفع الاصطفاف الطائفي الذي تشكل بعد التخلص من نظام البعث كردة فعل على الارهاب الذي هو تواصل للقمع السابق، ونتيجة انطلاق العاطفة المذهبية الذي تم تضخيمه لصالح فئات سياسية معينة، وفي ظل محاولة امريكية لاعادة تشكيل الدولة من الصفر، اندفع العراقيون دون تدقيق منصف الاختيار لغمس سباباتهم في ادوات الحبر البنفسجي وهم مغمضي العيون ليجدوا بعد انقشاع الغمة انهم قد بلعوا الموسى بسوء الاختيار، ولعب المختارون على كيفهم، حين انشغل ما يطلق عليهم تسمية نواب الشعب بمكاسبهم الشخصية والحزبية ونسوا او باحسن حال تذكروا عند الحاجة الانية ان وراءهم شعبا يمكنه ان يحاسب ولو بعد حين دون ان يقدموا لهذا الشعب جزءا كافيا من الانجازات التي تجعله يرضى عنهم. لقد اصطدم العراقيون بكافة الوانهم بنواب البرلمان وقيادات دولتهم الذين تركوهم في عناء بلا افق للحل يعانون من نقص الخدمات وغلاء المعيشة وقلة المدخول، بينما سنوا لانفسهم ولاشباههم خارج قبة البرلمان قوانين جائرة تمنحهم حقوق فاحشة، لا تتناسب مع انجازاتهم ولا مع الوضع العام لسلم رواتب موظفي الدولة، وهذا في ابسط صوره الانسانية انتهاك متعمد لحقوق الناخب العراقي وتجاوز فاضح على ثروات البلاد بصورة غير مبالية غطت على العناصر الجيدة النادرة عدديا وعلى قوانين ايجابية ان وجدت، ولم يعد الناخبون في العراق بحاجة الى كثير من المياه لغسل وجوههم والصحو من الغفلة فصراعات السياسيين وحقائق الاحداث قد ايقضتهم بكفخاتها المتتالية، وقد تمكنوا حين استفاقوا من تحقيق خطوة جريئة بالتوجه الى الامام نحو حسن الاختيار ممثليهم حين احدثوا ذاك التغيير الايجابي اثناء انتخابات مجالس المحافظات، ومنحوا ثقتهم لشعارات تستجيب لحاجاتهم الحياتية عبر تجربة مكنتهم من العيش بامن نسبي، الا ان الشمس كشفت بان الجري وراء الشعارات لايكفي لوحده، والتستر بشخصيات مرضي عنها لا يضمن الوفاء بالعهود، وهم يجدون انفسهم الان في وضع مشابه وعليهم مهمة اعظم لاختيار اعضاء الدورة البرلمانية الجديدة، فكل لاعبو السيرك السياسي يرفعون نفس الشعارات ويعدون نفس الوعود مما يحتم سقوط اختيار الناخبين مرة اخرى باختيار غير موفق قد لا ينتج غير تبديل وجوه وبقاء السلوكيات والمواقف، اذ تكمن مشكلة اهلنا من اصحاب حق التصويت بالاستعجال وعدم التدقيق والانفعال العاطفي الذي سيستخدم بكفاءة لتوجيههم، وهذا ما يشكل تناقض صارخ مع قدرة العراقيين على حدس السيء والاشارة اليه وعدم الانخداع حين الصحو " فغالبتهم يفهمها وهي طايرة" لكن الضعف يتمثل بالانا وتصديق الوعود ممن خبر كثرة كلامهم وقلة التزامهم، خاصة بعد ان حفروا لهم حفر القبلية بعد ان ضعفت ادوات الطائفية والمناطقية نسبيا، كل ذلك ليمحوا من الساحة صورة الوطني الذي ناسه كل العراقيين. كل ماذكرته اردت ان اوصل الى قناعة بان البرلمان الجديد لن يحمل تغييرا يقلب الصورة السلبية الموجودة الى ايجابية غالبة وانما ستجري عملية تعديل ببعض الرتوش، وخوفي على معاناة الناخبين و كيف نمكنهم من ضمان حقهم بايجاد وسيلة لمحاسبة النائب والمسؤول الذي لايهتم بشؤون الوطن وشؤون ناخبيه ويقضي فترة حكمه بحصد الامتيازات الفاحشة، ومن اجل تحقيق امكانية ذلك الحساب حتى قبل مرور وصبر لاربعة سنوات اخر لاجراء تبديل اقترح على مفوضية الانتخابات ان تقرر استخدام الاصبع الوسطى بدل الاصبع السبابة في تلوين اصابع الناخبين مع اعطاء الحق للناخبين باستعمالها في المكان المناسب لمحاسبة النائب الخائن لشعاراته، لان في ظل التغطية على الفساد وتغطية امتيازات الحرام بشرعية برلمانية سيكون من العسير محاسبة مبكرة للفاسدين، كما على الناخبين ان يرفعوا اصابعهم الوسطى تحية لنائبهم لتذكيره بالوعود،فان لم يفعلوا فالنائب هو من يرفع اصبعه الوسطى لهم كيفمايشاء.
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |