|
إنفجار الصراع على السلطة في العراق .. بين معارضة الأمس وبقايا حكام الأمس!!
محمود حمد فَجِّرت "هيئة المساءلة والعدالة " الصراع على السلطة بين معارضة الأمس وبقايا حكام الأمس..ذلك الصراع الذي كان ـ يجب ـ موضوعيا وضرورياً ان ينفجر ويُحسم ـ وطنياً ـ قبل أن يُخمِده الغزو في نيسان 2003 ويُدنس أرض الوطن ويُلوث الحياة السياسية!! مما دفع الى سطح الأحداث ـ المتطرفين المغامرين ـ للرهان على إعادة إنتاج النظام الدكتاتوري السابق برعاية امريكية ـ ديمقراطية ـ و "حماس مفرط من جامعة الأنظمة العربية الطائفية المذعورة " ..عبر صناديق الاقتراع بعد إخفاقهم في حسم الصراع من خلال معاركهم المتعاقبة كـ: (1) معركة تذويب الدولة في تجاويف الهزيمة! (2) معركة مُشعلي الحرائق والفوضى في أشلاء المدن المستباحة بفتوى رامسفيلد ( الفوضى الخلاقة)! (3) معركة "الحواسم" في سلب ثروات وتراث وكنوز وهوية الوطن والمواطن بحماية المحتلين! (4) معركة الذبّاحين الغرباء ـ والجيران والأقرباء ـ في إغتصاب شوارع المدن وغدر الأبرياء على الهوية! (5) معركة مُفَخخي الأسواق والمعابد! (6) معركة الوحوش المستوردة والحواضن المُنتَجَة محليا في إجتياح المدن والقرى وتهجير أهلها! (7) معركة قاذفي الهاونات على المدارس والبيوت الآمنة! (8) معركة "كواتم الصوت" لإغتيال الفكر في مفترقات الطرق! (9) معركة القرع على طبول "المقاومة" في الهزيع الأخير من الإحباط! (10) معركة الإمارات ـ الاسلاموية ـ الدموية لقبر المدنية في العراق! (11) معركة تهريب النفط لتغذية الإرهاب! (12) معركة شَلْ الحكومة ـ في الظروف الإستثنائية ـ بالمقاطعة والإنسحابات لإضعافها ولإسقاطها! (13) معركة تجييش الدول الإقليمية والعربية لعزل الحكومة وخنقها سياسيا ودبلوماسيا وأمنيا واقتصاديا بهدف إسقاطها! (14) معركة إشعال الفتنة الطائفية وتأجيجها من خلال تفجير المساجد والحسينيات والكنائس وإغتيال رجال الدين والمَسِّ بمقدساتهم! (15) معركة تفجير الفتنة القومية بإستهداف حياة وممتلكات ورموز المكونات القومية! (16) معركة إفشاء الفساد الإداري والمالي في جسد الدولة والمجتمع! (17) معركة السيارات المفخخة العابرة للحدود! (18) معركة تقزيم العراق بالمصائد الدبلوماسية! (19) معركة المتواطئين مع الآخر الغريب على الأهل والقريب! (20) معركة التسلل الى مفاصل الدولة المُتَحَكِمة لإرباكها وشَلِّها في ساعة الصفر! (21) معركة التَسَتُّرْ على القتلة الكبار وحماية المجرمين الصغار! (22) معركة تكبيل نبض شرايين النفط لإفقار العراق! (23) معركة قطع المياه لقتل العراق عطشاً! (24) معركة " المؤتمرات الدموية " المُدلَلَّة في أحضان دول الجوار! (25) معركة الفتاوى التكفيرية لإبادة العراقيين! (26) معركة تفخيخ الطرق أمام المستثمرين لإدامة تخلف العراق! (27) معركة إعلام النظام العربي الطائفي لإدانة الشعب وتمجيد الطغاة! (28) معركة إستباحة الحدود لإسقاط هيبة الدولة ، وكشف ضعف الحكومة في أعين الناخبين! (29) معركة التسول السياسي الميكيافيلي في واشنطن والدول الاقليمية! ويتوهج السؤال المتفاقم: هل هي انتفاضة وقائية لإجهاض إنقلاب مُضْمَرٍ في الكهوفِ والجُحورِ؟! أم إنقلاب على نتائج الإنتخابات قبل إجرائها؟! أم صراع بين قوى المعارضة ماقبل 2003 على السلطة مع بقايا النظام السابق الكامنين في أنسجة وخلايا السلطة القائمة وفي جميع مفاصلها ومع حلفائهم في الداخل والخارج...تُفَجُّرُهُ " هيئة المساءلة " اليوم عبر قرارات الحجب عن الترشيح للانتخابات؟!! لاشك انه مزيج من كل تلك التساؤلات..لكنه ـ بالتحديد ـ نمط من أنماط إنفجار الصراع على السلطة ـ المؤجل بسبب الاحتلال ـ عبر تفخيخ الطرق الى صناديق الاقتراع بين معارضة الأمس وبقايا حكام الأمس!! وعَصفٌ يُعيد الإصطفاف ويُفجِّر التناحر داخل العملية السياسية بين القوى الخائفة من عودة الدكتاتورية المُهشمة وبين القوى الحالمة بإعادة انتاجها بإعلام وتمويل عربي ورضا امريكي! فالمحتل الامريكي ينزوي مترقبا واصبعه على الزناد..وآخر على مِكْسَر البث الاعلامي المباشر لتسويق الصفحة الجديدة من مشروعه! والنظام العربي الرسمي يحزم على عجل الحقائب لسفيره الحلي لإغاثة ـ الأحبة ـ في العراق ، حيث تستقبله بتوقيت مريب ـ البلاغات الإعلامية الحربية ـ ممن يفصحون عن إنتمائهم للنظام السابق ويجاهرون بالسعي للعودة للماضي! فالجامعة العربية التي سَبَتَت في فيء النظام العربي الرسمي الثقيل عقوداً ، وأدمنت على إغفال المذابح التي تحل بالشعوب العربية ورموزها المعارضة..ولم نسمع عنها يوما تأوهاً لإنطفاء بريء في سجون الانظمة العربية ، او انتباه لفصاحة حقٍ اطلقها الضيم العربي المتوارث. مثلما لايوقظها عويل أهل غزة المحاصرين المُختَنقين بألواح السور الفولاذي الذي يُقيمه التحالف الاسرائيلي العربي الامريكي الذي أبى ان يضع اي منهم حجرا واحدا مانعاً على الحدودالإسرائيلية طيلة عقود الوجود الاسرائيلي. ولايؤرقها صليل سيوف علي عبد الله صالح برقاب أهل اليمن ـ السعيد ! ـ في الشمال والوسط والجنوب ، ولا صواعق الموت الساقطة من السماء والمياه والارض على الابرياء العزل في الجنوب وصعدة..وإندثار صنعاء بالبؤس والخوف والتخلف.. وكأن شاعر اليمن الفقيد البردوني يتوجع بيننا اليوم: ماذا أُحَدِّثُ عن صنعاء ياأبتي مَليحةٌ عاشقاها السِلُّ والجَرَبُ! لكن الجامعة العربية اليوم وامينها العام تنتفض لإغاثة ـ من يعتقدون انهم وارثوا جمهورية الخوف ـ ، مثلما انتخى السيد لاريجاني لإعانة من توهم بأنهم بائعوا الوطن بالطائفية ، رغم تَخَبُّط نظامه بأمواج الرفض الشعبي المُصْطَخِب في شوارع المدن الايرانية وتضايق قبضة الحصار الدولي حول عنق دولته الدكتاتورية الشمولية! ان الصراع على السلطة أمر حتمي بين قوى المعارضة ـ الحاكمة اليوم ـ وقوى الحكم السابق المُعارِضة اليوم.. وسوف تكون الإنتخابات ذريعة لتَفَجُرِه أكثر منها وسيلة لحسمه!.. وستواجه القوى المؤمنة بإقامة الدولة الدستورية الديمقراطية التعددية الفدرالية الكاملة السيادة تحالفاً ـ داخلياً واقليمياً ودولياًً ـ قوياً وعنيداً وعنيفاً وميسوراً.. لان الصراع لم يعد عراقيا داخلياً فحسب ، بل أمسى صراعاً إقليمياً ودولياً على أرض العراق وبدماء وثروات ونفط العراقيين!
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |