المجموعة الصالحة من أهل الفداء والتضحية يوم الطف .. الحلقة العشرون من ملاحم الطف

 

 

محمود الربيعي

mahmoudahmead802@hotmail.com 

المقدمة

لقد كنت عازما ان أتحدث وأذكر كل خالد من الخالدين من الشهداء والشهود ممن حضر الطف ووقف الى جانب الإمام الحسين عليه السلام لكنني وجدت ان الوقت قد يضيق في ذكر كل واحد منهم لذلك ابتدأت بمجموعة خاصة منهم ولعل الله يوفقني لان أذكر بقيتهم إعتقاداً مني أن مجموعة الأحرار الذين أشتركوا في هذه الملحمة يستحقون أن يذكروا ويخلدوا في الدنيا مع أنهم المخلدون في الجنة حتماً.

مجموعة الأحرار

إن مجموعة الأحرار الذين وقفوا موقفا مبدئياً وعقائدياً ثابتا، وثبتوا على الحق رغم صعوبة الموقف والظروف في وقت عصيب واجهوا فيه جيشاً وحشياً شرساً غريبا على أخلاقية البشر والمسلمين.. كان باغياً ظالماً مغروراً جاهلاً تنكر لكل القيم والمبادئ الإنسانية العليا، وأنتهك حقوق الإنسان وأجرم بحق النخبة الخيرة من الرجال والنساء من الصلحاء والمصلحين أولئك الذين سجّلوا أعظم الملاحم البطولية الخالدة.

النخبة الرائدة التي أجتمعت يوم الطف

فمعركة الطف كشفت عن البعد الجماهيري والشعبي الواسع الذي كانت عليه نخبة الطف من أصحاب الإمام الحسين عليه السلام رغم قلة العدد والعدد لذلك يمكن لنا أن ندعوهم بمجموعة الأحرار لأنهم أجتمعوا على مبدأ الحق والحرية في مواجهة الظلم والإضطهاد، ولقد أجتمعوا وتآلفوا من مختلف عشائر الأمة، وتشكلوا من مختلف الأَعمار ومن مختلف الأُسر الهاشمية و غير الهاشمية، وسجلوا مواقف رجولية نادرة، وحالة ثبات قَلَّ نظيرها في التأريخ..  وشاركت النسوة الى جانب الرجال في مواجهة الباطل بسبب اليقين الذي يحمِلْنَه، وإيمانهن بالإنتصار ووجوب نصرة الإمام الحسين عليه السلام والدفاع عن الرسالة.

الرموز القدوة في مواجهة الطراز الأول من رموز الشر  

لقد كان للطف رموزاً مخلدة ماخَلُدَ الدهر، وكانوا قدوة لجميع الأحرار، وعنوان رسالة لكل حركات التحرر في العالم من الذين يطالبون بالحرية والعدالة.

لقد دخل مجرموا الطف سجل مجرمي الحروب ومثلوا الطراز الاول من الشرار بعد أن تجاوزوا كل القيم والمبادئ والتعاليم التي جاء بها الإسلام الذي منع من التمثيل بالجثث، وحرم التلذذ بالقتل وإرتكاب الأعمال والجرائم الوحشية بحق المسالمين.. ولكن كل التعاليم السماوية والعادلةلم تمنع الفئة الباغية من إستخدام كل الوسائل غير المشروعة والأساليب اللاإنسانية، وتَمَثَّلَ ذلك في إشعال النيران في خيام النساء، وحرمان الأطفال من شرب الماء، ومن ثم سبي النساء، وقطع رؤوس الرجال، وحملها على الرماح، وسوق الأسارى الى الشام، إلى غير ذلك من الأساليب والصور المؤلمة التي هزت المشاعر البشرية على مدى العصور، وأبكت جميع أهل المبادئ والقيم الإنسانية الشريفة.

من أجل النظام الأحسن

ومن أجل مجموعة الأحرار من النخبة والمجموعة الصالحة من الشهداء الخالدين، نرفع آيات العزاء إلى حضرة الإمام المهدي عليه السلام، ونجدد عهدنا بإتباع منهج رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، كما نسأل الباري عز وجل أن ينصر المظلومين وينتصر لهم إنه نعم المولى ونعم النصير ، ونسأل الله تعالى أن يعيد الأمة والعالم إلى النظام الأحسن الذي يُؤَمِّنَ السلم والعدل والحرية والسعادة إنه سميع مجيب. 

العودة الى الصفحة الرئيسية

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com