|
حسينيون .. رؤى وعبر ..!!!!! .. (2)
الحاج هلال فخرالدين وهنا اذكر صورة واحدة فقط تميط اللثام عن واقع حسينى انطوت عليه الجوانح غرس فى القلوب بل ترخص له الارواح ويفدى بالنفوس وهذا ليس فقط يثلج الصدور بل يذهل العقول ويبعث على الاقتداء به فى كل مكان لانه يمثل بوادر لحملة المشروع الحسينى الرسالى الانسانى العالمى للتغير ...فقد روى لى ان طفلا فى 12 من العمر وكل ما يملكه 82الف دينارعراقى وهو مايعادل 75 دولاراوهى كل ما جمعه طوال حياته قام بانفاقها طواعية وحبا وولاءا للحسين لتشييد تكيه او حسينية مصغرة يفتقدها زقاقه او شارعه ...فقلت للاخوة :هذا الشخص العظيم يجب ان التقى به واتشرف برؤيته ..وكنت جالسا فى مجلس حسينية موكبنا للعزاء مع جموع من الاسرة والاخوان من المحافظات الاخرى والخارج الذى يجمعنا واياهم بركات مجالس الحسين التى هى مجالس للتثقيف والتوعية ونشر العقيدة لاسس مدرسة الامام الحسين التوحيدية الانسانية الاخلاقية السلمية القائمة على الاصلاح ومحاربة كل انواع الفساد والافساد النابعة من منهج الاسلام الاصيل الرافض لكل انواع الظلم والاستعباد والقاعدة الاساسية لمحاربة الارهاب واستأصال جذوره وبكل اشكاله والمؤكدة على القيم الحضارية فى احترام الاخر والتعايش السلمى والانفتاح فاخبرونى بان الطفل (صالح) فى خارج الحسينية مع بعض اصدقائه واصحابه سوف ياتى ويسلم عليكم ..فانتفظت وتركت من كنت اجالسهم وخرجت اليه مسرعا وسلمت عليه وصافحته وانحنيت له وعانقته عناقا حارا وقلت له :كيف احوالك يابطل ..؟فرد السلام بكل حياء واستحياء ... فقلت اخبرنى :كيف اتتك فكرة بناء التكية فى شارعكم ..؟ فقال :وكله عزيمة وثقة وولاء لقد رأيت شارعنا يخلوا من ذكر للحسين فصممت على ان اقوم بهذا العمل لمواساة سيدنا رسول الله(ص) واهل البيت (ع)...فقلت وانا منحنى له: من اين صرفت على هذه التكية ..؟فاطرق براسه استحياء وكررت السؤال عليه ثانية فقال :الله وفقنى لان اقوم بهذا وكل ماعندى 82 الف دينار فتم العمل والحمد الله ...فقلت وهل شاركك احد فى عملك الحسينى هذا ..؟ فقال لقدشاركنى اصدقائى وتبرع لنا بعض الناس والمجلس قائم والحمد الله ...فقلت ازادالله فى توفيقك وزكى عملك ياسيدى ...وهنا رأيت نفسى امام خادم حسينى فريد وقدوة قائد كبير فاحببت الاستفادة من هذه العبقرية والتحاورمعها ..فقلت له هل تبيعنى ثوابك واعطيك ضعف ما انفقته ..؟ فاطرق ورفع راسه وكله اصرار وعيونه تتوقد ذكاء وصدر يتنفس الصعداء حتى ظننت انه سينفجر ..فقال :الحب لايباع ...فتاملت كلماته فاذاهى جواهر فريدة ناصعة وكلاما ينم عن عقلية جبارة يكتنفها فهما عميقا ينفذ للقلوب فقلت له : نعم حب ضعاف النفوس يباع فيغيروا مواقفهم وولائتهم تبعا للاطماع الدنيوية اوللظروف الحرجة والصعاب الطارئة...فاردف وكله ثبات وتوقد ذهن وافاق فكر لاتحدها حدود فقال :فهل الدين يباع ..؟ فعلمت انى اجادل جهبذا واعيا اواقف امام ارادة صلبة لاتهزها الهزائز اواحاور حكيما ضرسته التجارب وليس احاور طفلا غرا غريرا فاحببت ان اطيل الوقوف معه للاطلاع على معدن وجوهرهذا الفتى و للاستزادة من معين فكره المستنيربما يبهرالعقول بفهمه وتحليله وحظور بديهته بما لم يتمتع به الكبار وحتى اصحاب الفكر المتوقد والاقلام القديرة فقلت له:نعم المنافق يبيع دينه بدراهم..بل البعض يبيع دينه بدنيا غيره امثال علماء السوء ومرتزقة المعممين وصعاليك الكتاب والمأجورين امثال شريح القاضى والضارى وابن عثيمين وقتلة الحسين واعداء اهل البيت (الهم العن اول ظالم ظلم حق محمد وال محمد واخر تابعالهم على ذلك...) وكذلك كل ناصبى ومتعصب تعصبا جاهليا عنيد..لكن الحق كل الحق فيما تقوله فان الحسين ونهج الحسين ونهضته لاتباع بالصلب ولا بالذبح لانها نهج الحق وطريق العدل وسبل الانبياء والصلحاء والصديقين .. فانتقل من الفكر الى عواطف واحاسيس القلب الممتلىء ايمانا والملتهب حبا والمتلهف عشقا ...فاحدق بى وانا اتفرس فيه مخايل السؤدد والقيادة الحكيمة المستقبلية لهذا النموذج الذى لايعدوا ان يكون من اضراب انصار الامام الحجة (عج) ..لانه يحمل قضية بكل ابعادها .فقال وهو يتبسم ابتسامة الجرأة والتحدى :الحسين وخدمة الحسين لاتباع ..ولا ابيع دينارا منها ..ارواحنا فداء للحسين ...فعجبت منه ايما اعجاب لهذه الروحية السامية والايمان الذى لايتزعزع وحظورالبديهة التى تفحم حتى كبار المتكلمين ...فعلمت اننى اقف امام جبل من الصمود والتضحية وكنز من الابداع والعطاء والسخاء...وهنا اتسائل من منا يشارك او ينفق ولو بواحد 1% مما يملك لمراسم الشعائر الحسينية او يبادر اليها بمفرده ..؟ فكيف بهذا الطفل الذى لم تستهويه او تغره لعب الاطفال ومباهج اللهو بل يؤثر على نفسه كل شيء خدمة للحسين واقامة لاحياء ذكراه العطرة التى خالطت كل كيانه وذاب فى الحسين حبا وتعلقا برسالته ودربه ...فقلت وانا اتوسل اليه: اتقبل مشاركتى لكم فى عملكم الحسينى ياشيخنا ياصالح وانت سيدنا وقائدنا واستاذنا ومعلمنا ياشيخ صالح ان اسمك اسم على مسمى انك حقا صالحا مصلحا انشاء الله ...وبدأت مراسم العزاء وارتفعت اصوات الحناجر بالاهازيج الحسينية وقرع الطبول والمشاعل اوقدت فلاحظته يتحرق للافلات منى للمشاركة فيها فقال :لا امانع من مشاركة اى شخص لخدمة الحسين حتى لا احرم من الثواب ولا احرم الاخرين منها وانما انا عبد من عبيد الحسين ..فهممت ان اقبل يده فجذبها خجلا وكلى فخرا واعتزازابهذا الانموذج الرائع والقدوة الحسنة ليس فقط لشبابا كى يحذوا كل واحدامنهم بحذو صالح بل وحتى نحن...وراح يعمل مع رهطه برفع الاعلام وغاص فى الجموع المرددة (وا حسين) ولكنه زئر باعلى صوته مرددا ويده مرفوعة لدحر اعداء الله والانسانية :(ابد والله ما ننسى حسيناه ) وبكل حماس حسينى مذهل ونحن من ورائه مرديدن بشعارالولاء والوفاء هذا واصبحت صرخته صرختا للجميع ..ونقف نحن متصاغرون امام امثال هؤلاء الجهابذة الذين تعج بهم مواكب العزاء سواء فى العراق وفى غيره من الامصار والبلدان وسوف يحملوا راية العلم ورسالة السلام وقيم الاصلاح الى العالم على نهج السلف الصالح لمدرسة الحسين الايمانية التربوية الحضارية وكلها عبرعظيمة وعبرات ساخنة وكلهم يصدحوا نحن حسينيون ...!!! وفى الختام لايسعنى الاشكر الفضائيات العاملة فى هذا الصدد واخص بالذكرالغدير والفرات والانوارعلى تغطيتهما الشاملة للمواكب الحسينية والافواج المليونية الزاحفة من كل فج عميق لتجديد العهد والبيعة لابواب الرحمة الالهية ابوالاحرار سيد الشهداء الامام الحسين والبث المباشر لها ايصالا لنداء هل من ناصر ينصرنا ...؟وتلبية خدامه لبيك ياحسين نحن حسينيون ...!!!!
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |