|
محافظة كربلاء وإحتياجاتها .. الحاجة الى إعمار وبناء المدن المقدسة والطرق المؤدية اليها
محمود الربيعي إحتياجات محافظة كربلاء تعتبر محافظة كربلاء من أهم المدن التي تحتاج الى إهتمام خاص لما له من أهمية في قلوب المواطنين، وهي في نفس الوقت محط أنظار العالم الإسلامي الذي تتوجه اليه قوافل الزوار للعتبات المقدسة وزيارة الإمام الحسين عليه السلام وأخيه العباس عليه السلام بالإضافة الى كثير من المراقد التي تخص شهداء الطف وغيرهم، وكذلك بقية المعالم التأريخية الأخرى، ومن خلال زيارتنا للمحافظة بودنا أن نطرح بعض الملاحظات التي نرى أن من الضروري ملاحظتها ومعالجة النواقص التي يعاني منها المواطنين، ومن أهم الملاحظات التي سجلناها هي كالآتي: أولاً: الحاجة الماسة الى النظافة: تعتير ظاهرة إنتشارالأزبال والأوساخ والأنقاض من أهم المظاهر السلبية غير الحضارية في كل زمن وفي كل مكان.. فكيف ونحن نعيش في القرن الحادي والعشرين وأكثر الناس يحملون شهادات دراسية وأكاديمية ويعرفون معنى الصحة وأهميتها. فلابد إذن من الإهتمام بالنظافة وإبداء درجة عالية من الإلتزام بالتنظيف على مستوى الدولة والمواطن، ونشر الوعي الصحي، وإستخدام كل الوسائل المتاحة لتحقيق هذا الهدف، وإيجاد سبل متعددة للتخلص من النفايات، ومن أهم هذه الوسائل إستخدام الحاويات ووسائط نقلها إلى أماكن مخصصة للتخلص منها أو الإستفادة منها كما تفعل الدول المتقدمة بإعادة تصريفها وتصنيعها بعد فرزها بطرق حديثة، كما لابد من إستخدام هذه الحاويات في الطرق وفي كل مكان يعيش فيه الناس. ثانياً: توفير الخدمات والماء والكهرباء والطاقة: إن أهم الخدمات الضرورية التي يحتاجها المواطن هي الماء الصالح للشرب بإعتباره ضروري للشرب والتنظيف وجميع الإستخدامات العامة الأخرى التي لايستغني عنها المواطن. كما لايخفى على أحد أهمية الكهرباء للجميع فبه نُصَّرِفْ أعمالنا وحياتنا في البيت والدائرة، وفي بقية مصالحنا وأمور حياتنا الأخرى المختلفة، فالفندق والمصنع، والتلفزيون والتدفئة والتبريد والأجهزة الكهربائية كلها بحاجة الى الطاقة الكهربائية والنفطية والغازية. ثالثاً: إعمار وتبليط الطرق الرئيسية والفرعية: إن تبليط الشوارع الرئيسية والفرعية هي من أبسط حقوق المواطن لكي تتيسر له الحركة بسهولة بدون أن يعاني من الأتربة والطين ووعورة الشوارع أثناء الحركة الراجلة أو الحركة بواسطة السيارات. رابعاً: توسيع حركة بناء المرافق السياحية والحيوية: تحتاج مدينة كربلاء الى إعادة بناء لتستوعب الجموع الغفيرة التي ترد اليها للزيارة، وذلك بواسطة زيادة عدد الفنادق والمرافق السياحية والمرافق العامة من الحمامات والمغاسل، والأسواق والمجمعات الكبيرة لبيع الخضار واللحوم والأسماك وباقي السلع الضرورية أسوة بالدول المتقدمة. خامساً: تحسين حركة المواصلات: إن زحمة المواصلات وتعطيل الشوارع وغلقها في أيام المناسبات الدينية والمناسبات الأخرى يؤدي إلى صعوبة التنقل بحيث يلجأ الشخص الى إستخدام ثلاث سيارات والمشي من أجل أن يصل إلى منزله إضافة إلى التكاليف المادية الباهضة للنقل لذلك تقتضي الحاجة الى تنويع وسائط المواصلات المستخدمة كالسيارات والعربات والموتورات وطرقات المشي، وقد لاحظنا أهمية إستخدام السيارات الصغيرة ذات النقل المجاني كحل مناسب لخدمة الزوار التي تخدم طبقة شعبية كبيرة منها كبار السن والعجزة والنساء اللواتي يصطحبن معهم الأطفال، وهذا كله يجري في سياق الإهتمام بالطرق المؤدية الى المدن والعتبات المقدسة. سادساً: دور الزراعة في تطوير الشوارع المؤدية الى محافظات كربلاء: ضرورة الإهتمام الخاص بتطوير الشوارع المؤدية الى المدن المقدسة بزراعة النخيل والأشجار المفيدة على طول الطرق الرئيسية التي تربط بين المحافظات للإستفادة من ظلالها وأثمارها، وتشجيع المواطنين على فتح المطاعم والفنادق والمحلات على طول تلك الطرق أو بين مسافات معقولة متفرقة تستغل كمناطق سياحية ومناطق راحة. لقد عمل النظام السابق على قطع النخيل في كثير من مناطق الوسط والجنوب كطريق المدحتية الشوملي الناصرية البصرة الأمر الذي أدى الى ظهور ظاهرة التصحر ومن الضروري على الأقل إعادة الأرقام الطبيعية للنخيل الى ماكانت عليه سابقاً. كما أن الحاجة تقتضي إلى شق طرق خاصة للمشاة في الأماكن المناسبة وحسب ضرورتها، وتوفير المرافق الصحية والحمامات والخدمات المختلفة بشكل حديث وصحي وزيادة عدد النقاط الصحية على طول الطرق وعلى مسافات قصيرة بحدود كيلومتر، كما تحتاج الطرق الرئيسية والفروع إلى الإنارة الكافية. كما تتأكد أهمية التشجير على كافة خطوط المشاة كظاهرة مفيدة للبيئة مابين حدود المحافظات والاقضية والنواحي خصوصا في طريق الزيارات ومنها الزيارات العامة السنوية الكبيرة. سابعاً: أهمية التوسع في تقديم الخدمات الضرورية العامة: من المهم زيادة عدد محطات تعبئة البنزين، ونقاط مراكز الشرطة، والمستوصفات، وزيادة عدد المناطق السكنية بين المحافظات، وتسهيل تقديم الخدمات، وإتخاذ الإجراءات المناسبة التي تساعد على التوسع في بناء المدن والأحياء. ثامناً: الإهتمام بتطوير العتبات المقدسة: من الأفضل أن تعمر الشوارع المحيطة بالأضرحة بالمرمر بحيث تظهر بالشكل السياحي اللائق الذي يخدم الزوار والمواطنين والإهتمام بها كمَعْلَمْ من المعالم الحضارية. تاسعاً: الإستفادة من الدعم المالي المتوفر من المساهمات الشعبية لإعمار المدن المقدسة حيث أن هناك جمهور عريض من الزوار ومن مختلف الدول الإسلامية كمسلمي دول آسيا يساهمون في التبرع بالمال والمشاركة في العمل والبناء. عاشراً: الفوائد الإقتصادية التي تستفيد منها الدولة والمواطنين: إن الزيارات المليونية السنوية للعتبات المقدسة لها أهميتها بالإضافة الى الزيارات العادية في أيام الإسبوع لها مردودها الإقتصادي الكبير الذي تحلم به الدول مما يشجع الدولة والمواطنين على إستثمار المشاريع المفيدة ذات الصلة. أحد عشر: تعزيز الأمن: الظروف الأمنية الآنية الطارئة في هذه المرحلة تقتضي مشاركة أجهزة الدولة الأمنية المختلفة لتعزيز دورها في تقديم الأمن العام والخدمة العامة للمواطنين. إثنا عشر: الإهتمام بحاجات المواطنين: ضرورة فسح المجال وبشكل دائم لسماع مقترحات المواطنين وشكاواهم والعمل الجاد لتلبية إحتياجاتهم الأمنية والخدمية، فكلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته ولابد للمواطن أن يحس بوجود الراعي الذي لايغيب عنه والذي يسمعه بصورة دائمية ويلبي حاجاته ورغباته المشروعة. ثلاثة عشر: ونشير الى أهمية إحياء صلاة الجمعة في المدن المقدسة وذلك لأهمية دورها الإرشادي في البناء والإصلاح والتوجيه، لذلك فهي تحتاج الى دعم الدولة وتطوير وتوفير كل المتطلبات الضرورية اللازمة لراحة المواطنين . نتمنى من الجهات المختصة والوزارات ذات العلاقة الإهتمام بهذه الملاحظات وتحقيق القدر الكافي لمعالجة النواقص من أجل النهوض بهذه المحافظة بالمستوى الذي يليق بها ومن أجل أن تعكس هذه المحافظة الوجه الحضاري للعراق.
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |