ابناؤنا يطلبون العلم في مدارس من الطين والقصب

 

طارق عيسى طه

tarektaha17@yahoo.de

الضجيج في العراق والعراك السياسي والصحف تلهث وراء تصريحات مجلس النواب والوزراء تشاركها الفضائيات والمظاهرات والاحتجاجات بسبب القوائم التي تحمل اسماء الذين لا يسمح لهم بالترشيح للانتخابات القادمة,هؤلاء متهمون بالانتماء لحزب البعث المحرم مع العلم بان اكثرهم مشاركون في العملية السياسية فاين كنتم يا سادة ؟ اكثرهم شاركوا في كتابة الدستور وقسم منهم يحملون الحصانة البرلمانية , الطريف اليوم كان المجلس مكتمل النصاب وهذا من النوادر في هذا المجلس والسبب كانت الجلسة مخصصة لدراسة واقرار قانون الحماية للنواب,اذا نسال انفسنا ماذا كنا نتوقع من الاحتلال ؟ توزيع الوظائف او احقاق الحق ونشر الديمقراطية وتوزيع الفلوس على ابناء الشعب من حصصهم ونصيبهم من ثروات العراق ؟ طبعا لا هذا ولا ذاك الاكثرية تركض وراء خبزتها (الحلال) وايجاد البنوك لايداع المليارات فالملايين اصبحت دقة قديمة والشعب يركض ايضا لسد حاجته من فضلات الطبقة الجديدة من اثرياء الحروب وخالقي الازمات لا فرق بين مسؤول كبير وموظف صغير فالفساد موجود في كل الدوائر الرسمية ولا تستطيع ان تنهي معاملة ان كانت للتقاعد او جواز سفر او جنسية فالكل يترقب منك شيئا ويا ويلك ان عرفوا بانك تعيش في الخارج,فمن يلتفت الى افلاذ اكبادنا الصغار واضرب لكم اليوم مثلا عن مدرسة نبي الرحمة التي تبعد عن مدينة العمارة 10كم شرقا وهي مدرسة مبنية من الطين والقصب تضم 110 تلميذا من الجنسين يعمل فيها 12 مدرسا وقد زارها سيادة محافظ مدينة العمارة المهندس محمد شياع السوداني واكد على ان المحافظة لها طموحات من اجل بناء المدارس من اجل تنشيط الحركة الثقافية والعلمية الا ان العجز المالي والموازنة القليلة لغرض التربية تجعل المحافظة مكتوفة اليدين وقال بان الخطة ترمي الى تحقيق بناء 20 مدرسة طينية في نهاية عام 2010 , هذا هو العراق الغني بموارده النفطية الموارد التي اصبحت بلاء على هذا الشعب الذي يعيش اكثر من اربعين بالمية منه تحت خط الفقر,الا تكفي الاعداد الكبيرة من العلماء التي ازيحت عن طريق الاغتيالات والتهجير ؟ حتى التلميذ لا يملك الحق في التعلم في مدرسة نموذجية يتعلم فيها العلوم والفن والموسيقى والرياضة ,ان التعليم في يومنا هذا اصبح من الكماليات فالتلميذ يحتاج الى قرطاسية وملابس تحميه من الحر والبرد ولقمة يشبع فيها من الجوع ودواء يقيه من المرض وكهرباء حتى يستطيع ان يقرأ وووو وما اكثر الواوات التي اصبحت من الامال التي هي صعبة التحقيق في يومنا هذا.ان انتقاد الوضع اليوم لا يعني ابدا بان حزب البعث كان احسن , الحزب الذي لم يعتذر لحد الان عن ما قام به من جرائم وحروب ومقابر جماعية وسوف يلعنهم التاريخ ويجب ان يكون مصيرهم مصير النازية والفاشية في المانيا وايطاليا وباقي انحاء العالم, عدا الذين لم تتلطخ اياديهم بالجريمة ودماء الشعب العراقي.

العودة الى الصفحة الرئيسية

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com