|
كي لايقتل الحسين ثانيا الشيخ الدكتور خالد عبد الوهاب الملا رئيس جماعة علماء العراق / فرع الجنوب كتبت مقالة قبل عام في مناسبة استشهاد الإمام الحسين بعنوان كي لا يقتل الحسين وبينت فيها حب رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم ) لحفيده سيد شباب أهل الجنة وسلطت الأضواء على علاقته بجده رسول الله ووقفت عند الإرث السماوي التاريخي الذي يربط الإمام الحسين (رضي الله عنه وأرضاه) برسالة الإسلام التي أرادها الله تعالى أن تكون خاتمة لجميع الرسائل السماوية وانه ذلك الامتداد الطبيعي لخاتم الأنبياء والمرسلين واستغربت من المشاهد التاريخية الخجولة في موقفها أمام قتل الإمام الحسين (رضي الله عنه وأرضاه) والإبادة الجماعية التي تعرض لها أهله أهل بيت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) الذين قال عنهم رب العزة والجلال (إنما يريد الله ليذهب عنـــكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا) وقال صلوات الله وسلامه عليه في خطبة وجهها لعموم امة الإسلام أوصيكم الله في أهل بيتي أوصيكم الله في أهل بيتي قالها ثلاثا وكيف وضح الضغط السياسي الحاكم وأنفاسه الخبيثة التي فرضها على علماء الأمة في ذلك الوقت وسلط سيفه ضد أي عالم من علماء المسلمين يحاول أن يدافع عن المظلومية التي تعرض لها آل الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) ولنأخذ الإمام الشافعي نموذجا لذلك وكيف اتهموه بالرفض حتى قال مقولته المشهورة إن كان رفضا حب آل محمد فليشهد الثقلان إني رافض ويا سبحان الله في كل زمان ومكان يظهر من يدافع عن آل الكرام ويتهم بمثل هذه التهم الزائفة وبدلا من أن يطهروا الجرح طهروا السكين !!!! واليوم ونحن نستذكر أمام الحق وناطق الحق .... الذي نطق بكلمات صادقة وشجاعة تعبر عن الأمانة التي حملها ذلك السبط الإمام الحسين كي يحافظ على بيضة الإسلام ووحدته وهو يقف أمام الطغيان الذي تمثل بحكام زمانه الذين أرادوا أن يفرضوا حكمهم على المسلمين بالقوة والقسوة فوقف لهم سيد الشهداء ريحانة رسول الله الإمام الحسين (رضي الله عنه وأرضاه) لكي يصحح مسيرة الإسلام التي اعوجت بوجود يزيد وأعوانه قائلا ما خرجت بطرا ولا أشرا ولا مفسدا ولا ظالما وإنما خرجت لأجل الإصلاح في امة جدي آمرا بالمعروف وناهيا عن المنكر حتى قدم نفسه وأولاده وأحبائه وأتباعه لأجل أن يصرخ صرخته في ملكوت الأرض والسماء ويقول بأعلى صوته كونوا أحرارا في دنياكم أي أحرارا في كلمتكم وأحرارا في موقفكم وأحرارا في شجاعتكم وأحرارا في تضحياتكم وهذه هي مواقف الرجال حينما يتحرروا من تبعيتهم للآخر ليكونوا أحرارا صادقين في اتخاذ مواقفهم ونحن اليوم في العراق بحاجة إلى أن نتحرر من مخلفات الماضي سيما تجربة حزب البعث العراقي الذي لم يخلف إلا الدمار والقتل والتشريد والمقابر واحتلال البلاد وتشريد العباد ومصادرة الحريات وسلب الخيرات وعلينا أن نستفيد من ثورة الإمام الحسين (رضي الله عنه وأرضاه) كي نقتبس من معانيها الفياضة ونتوجه إلى مستقبل العراق كي نضعه بأيدينا ونبني أركانه ونواجه أعدائه في الداخل والخارج الذين لا يريدون للعراق إلا الدمار والرجوع إلى الوراء وعلينا أن نتصارح ونتصدى لكل المؤامرات التي تريد بالعراق شرا ومكرا وخرابا ومن هنا أقف عند الدعوات التي تحاول أن تسيء إلى المشروع العراقي والتجربة الديمقراطية مع كل الملاحظات التي سجلت على هذه التجربة الجديدة فحتى لا يقتل الحسين مرة أخرى علينا أن نحافظ على وحدتنا الوطنية والإسلامي ولكي لا يقتل الحسين مرة أخرى علينا أن نمنع وبكل قوة وصلابة وشجاعة عودة حزب البعث العراقي من جديد فان عاد فسوف يسحق الجميع وعلينا أن نقف أمام كل الدعوات التي تحاول أن تروج لعودة العفالقة إلى الحياة السياسية ونقول لهم أننا لن ولم نسمح إلى احد أن يعيدنا إلى الماضي الذي ملئ بالماسي والقتل والمقابر الجماعية والاستهتار بأرواح الأبرياء عبر حروب ليس للعراقيين فيها ناقة ولا جمل ولكي لا يقتل الحسين مرة أخرى علينا أن نشارك مشاركة فعالة ولا نسمح لأي إنسان سيء أن يصل إلى قبة البرلمان نعم علينا أن نستفيد من هذه الثورة الحسينية الإسلامية المحمدية لنراجع أنفسنا ونعمل جادين لحماية شعبنا وبلدنا ولكي نستطيع أن نمضي قدما نحو بناء العراق وسلامة أرضه ورخاء شعبه ولقد سطر العراقيون مواقف عظيمة لاصطفافهم أمام القضايا الكبرى لكي يبرهنوا على وحدتهم وحبهم للعراق ورموزه الدينية والوطنية.
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |