كوارث العبث الأمريكي بمصير العراق!؟

 

حمود حمد

mehmood.hamd@gmail.com

 

لماذا يريد السيد جو بايدن إرجاء تنفيذ توصيات "هيئة المساءلة والعدالة" الى مابعد الانتخابات؟

هل لأنه حريص على وحدة العراقيين حقا!!؟

كلا..

لانه ببساطة كخبير ـ في إنتاج وتسعير الأزمات ـ يسعى الى:

العبور بـ " الخلاف حول كيفية تطبيق إجراء دستوري " في مرحلة ماقبل الانتخابات الى إفتعال " أزمة دستورية مانعة لتشكيل الحكومة " بعد الإنتخابات:

·    تعصف بالنظام السياسي والأمني..

·    وتخلق فراغا دستوريا..

·    وتصادما مجتمعيا..

·    وإستقطابا إقليميا يؤدي الى..

·    إعادة إنتاج ـ فوضى رامسفيلد الخلاّقة ـ التي أعقبت الغزو وفشلوا في توظيفها لصالح مشاريعهم الإحتوائية الداخلية والاقليمية.

·    لإعادة تسويق خارطة تفتيت العراق ـ محليا وإقليميا ودوليا ـ وتشطيره الى دويلات طائفية وعرقية لاوطنية هزيلة ، وإنعاش جثة مشروع الشرق الاوسط الجديد ـ الهش ـ لتكون اسرائيل محوره الصلب.

وبغض النظر عن مدى تأثير هذه ( الفتوى البايدنية !)..لابد من الاشارة الى بعض النقاط الجوهرية المرتبطة بشخصية السيد بايدن ..لان إسمه إرتبط بالعبث بمصير العراق من زمن طويل:

1.    واضع "قانون تحرير العراق" عام 1998 وخصص الكونغرس حينها للجماعات العراقية المعارضة المتعاونة مع واشنطن آنذاك مبلغاً قدره 97 مليون دولار, وانعقدت على أساسه اجتماعات في وندسور وواشنطن, وكان اجتماع لندن المحطة الأخيرة عشية غزو العراق. 

2.    واضع قانون الهجرة الخاص بالعلماء العراقيين لسنة 2002 ويتضمن استقدام 500 عالم عراقي من المشتغلين في التسليح النووي ومنحهم البطاقة الاميركية الخضراء مع عوائلهم, بهدف كشف اسرار العراق وحرمانه من الكوادر الفنية والهندسية الضرورية للتنمية.

3.    هو المكلف في الادارة الامريكية بمهمة كسر ظهر العراق للإنحناء قسراً للمصالح الامريكية.

4.    يعد من بين أكثر قارعي طبول الحرب على العراق تطرفاً ـ من الديمقراطيين ـ ،وأحد أبرز الداعمين للمحافظين الجدد ـ  الجمهوريين ـ في عبثهم بمصير العراق!

5.    صاحب مشروع تقسيم العراق الى ثلاث دويلات هزيلة متناحرة ( كردية. شيعية. سنية) لتتوائم مع (الدولة الدينية اليهودية) المتفردة في الشرق الاوسط..والذي قدمه عام 2007 للكونغرس الاميركي, وحظي بموافقة أغلبية 75 صوتاً ومعارضة 23.

6.    يمثل تيار ـ التأزيم ـ في الادارة الامريكية ، ويتبنى نهج تسعير النيران الخاملة تحت الرماد في العلاقات الدولية!

7.    أكثر أعضاء الإدارة الامريكية إمتهانا للسيادة العراقية وأشدهم إحتقاراً لإرادة السياسيين العراقيين!.

8.    تواتر تهديداته للحكومة العراقية، " إذا لم تأخذ بالمقترحات الأمريكية " في عدد من القضايا، وفي مقدمتها ملف المصالحة الوطنية بين الأطراف العراقية، حيث حمل شروطًا جديدة على الحكومة وطالب بإدخال بعثيين من رموز النظام السابق إلى المصالحة السياسية، كما أكدت ذلك تقاريرُ أوروبيةٌ أيَّدَهَا مصدر مسؤول في الاتحاد الأوروبي.

كل ذلك وغيره.. يعصف بذاكرتنا المثخنة بالآلام التي راكمتها السياسات الكارثية الامريكية تجاه العراق شعبا ووطناً:

·    بعد تموز 1958 سارع طباخو الوجبات السياسية الأمريكية الجاهزة إعداد وتسخين تيار ( إنقلابي ذو قشرة قومية يمينية وحشوة إسلاموية طائفية)، وتشكلت كتيبة تآمرية برعاية امريكية ـ سرية وعلنية ـ في مخابئ النظام العربي الرسمي..(كانت بؤرتها الاستخبارية التنسيقية في المركز الثقافي الامريكي ببيروت ـ ايليا زغيب وميشيل عفلق وآخرين!) و ( جرى إعداد أذراعها التنفيذية في القاهرة /سنأتي على ذكرها)..

تلك النواة العدوانية الخشنة التي أجهزت على إنجازات ثورة 14 تموز وأججت في الحياة السياسية العراقية اوبئة:

القسوة..

والعنف..

والخوف..

والاستخفاف بحياة الانسان..

والتخادم للاجنبي..

والإغتيال السياسي..

وإحتقار العقل..

وتفقير الشعب..

وتخريب الوطن..

والغدر بأقرب الحلفاء..

منذ ذلك التاريخ والى يوما هذا..حيث إستوطنت هذه الاوبئة في أوعية الحياة السياسية في العراق ، وماتزال تتفاقم!!

·    ولم تكن الانظمة المتعاقبة التي حكمت العراق منذ انقلاب 8 شباط 1963 الى ـ حكومة الوحدة الوطنية ! ـ اليوم..سوى إنشطارات ، وتفاقمات ، وإمتدادات ، وتداعيات وانعكاسات لتلك ـ النواة ذات القشرة القومية اليمينية والحشوة الاسلاموية الطائفية ـ التي لملمها نظام الرئيس الراحل جمال عبد الناصر بدعم النظام العربي الرسمي ـ رغم تناحراته البينية ـ لنقلها بقطار امريكي الى الحواضن المحلية اليمينية المتطرفة كجحفل إنقلابي لفرض رؤيته ـ القومية اليمينية الإقصائية الأُحادية ـ على ـ الرؤية الوطنية التنموية المتنوعة التعددية ـ في بلد عريق متعدد القوميات!

·    في ذات الوقت الذي جيشت فيه الادارة الامريكية حلفاءها و ـ المترددين ـ في المنطقة والعالم لإجهاض واسقاط حكومة الزعيم الشهيد عبد الكريم قاسم الوطنية..حيث تجمعت قطع الأسطول السادس الامريكي على الساحل اللبناني بدعوة من الرئيس اللبناني اليميني المتطرف كميل شمعون..ونشطت المخابرات الامريكية بين الدارسين والمقيمين القوميين في بيروت الذين اصبح الكثير منهم  فيما بعد قادة انقلابي شباط 1963 وتموز 1968 ..مثل طالب شبيب ومصطفى الفكيكي واديب الجادر وخير الدين حسيب وناصر الحاني وحازم جواد..وغيرهم!)

·    في الساعة السادسة والنصف مساء يوم الأربعاء 7 / 10 / 1959 حاولت احدى خلايا الجبهة ( ذات القشرة القومية اليمينية والحشوة الاسلاموية الطائفية ) في منطقة رأس القرية اغتيال الزعيم عبد الكريم قاسم اثناء مروره في شارع الرشيد في طريقه من وزارة الدفاع الى حفل الأستقبال في دار البعثة الدبلوماسية لألمانيا الشرقية في الباب الشرقي ، فقتل السائق وأصيب عبد الكريم قاسم في كتفه الأيسر..بتدبير من النظام المصري آنذاك وتهيئة امريكية إقليمية ودولية اشمل!

·    في ديسمبر عام 1962 القى الرئيس الامريكي الاسبق ( جون كندي ) كلمة جاء فيها:

يجب إعادة الحصان الجامح في بغداد الى الحضيرة!

بعد ذلك بأقل من شهرين ( جاء انقلاب الثامن من شباط الدموي عام 1963  بقطار امريكي ) وبرشاشات بور سعيد المصرية ..حسب مذكرات نائب رئيس وزراء الانقلابيين علي صالح السعدي.

·    وعند تفسخ نظام عبد الرحمن عارف ، الذي أصبح عاجزاً عن تبرير وجوده ، تحركت القوى الخفية داخل القصر الجمهوري مع الخلايا السرية المرتبطة بهم( المعادية للديمقراطية والمرتبطة بالمخابرات الامريكية وبشاه ايران) للقيام بانقلاب 1968 لقطع الطريق أمام التغيير الذي قد يأتي بالقوى الوطنية الديمقراطية الى السلطة.(برعاية أمريكية وموافقة اسرائيلية ـ حسب مذكرات ناصر الحياني وبيانات الانقلابيين في 30 تموز لتبرير الغدر بعبد الرزاق النايف وابراهيم الداوود بعد ثلاثة عشر يوما من الانقلاب).. 

في ذات الاجواء..( قام صدام التكريتي وعلي عبد السلام بمقابلة القنصل البريطاني في البصرة قبل حصول انقلاب 17 تموز 1968..وجرت المقابلة في البصرة بحضور صدام كممثل لحزب البعث وعلي عبد السلام بإعتباره خيط الأرتباط بين المخابرات البريطانية وجماعة البعث في العراق في حين بقي حاتم حمدان العزاوي ـ رئيس دوان رئاسة الجمهورية لاحقا ـ في مقهى البدر المطلة على شط العرب في منطقة كورنيش البصرة ينتظر قدومهما ..مذكرات مصطفى الفكيكي)

·    لتلبية شرط ( الموافقة الامريكية والبريطانية وعدم الممانعة الاسرائيلية )..

·    لان هذا الشرط الذي كشف عنه الدكتور مصطفى الفقي رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشعب المصري بشأن مصر اليوم ( للأسف إن الرئيس المقبل لمصر يحتاج الى موافقة اميركا وعدم اعتراض اسرائيل / جريدة  المصري اليوم 12/ يناير /2010- ) هو شرط ملزم عند ـ تعيين ـ الحكام في جميع دول المنطقة الدائرة في الفلك الامريكي منذ مشروع ايزنهاور في منتصف خمسينات القرن الماضي والى يومنا هذا!

·    وخلال جميع ـ الأزمات ـ وـ المفرقعات ـ التي فجرها النظام ، كانت أمريكا حاضرة وفاعلة وراعية في السر والعلن:

1.    في شخص ـ جورج بوش الاب ـ مسؤول مكتب المخابرات المركزية الامريكية في الشرق الاوسط في ستينات القرن الماضي ، ومقره القاهرة ..آنذاك..

( بعد خروجه من لقاء في مكتبه ضم جورج بوش الاب وميشيل عفلق وصدام حسين..قال الرئيس الراحل جمال عبد الناصر لمدير مكتبه عبد المجيد فريد وهو يومئ الى صدام حسين المُطارَد لمشاركته بمحاولة إغتيال عبد الكريم قاسم:

سيكون له شأن خطير في المنطقة!!!!

(حسب مذكرات السيد عبد المجيد فريد)

2.    ومن خلال دونالد رامسفيلد ( احد منفذي نهج الكراهية الذي يبشر به المحافظون الجدد!) ومهندس ( الفوضى الخلاقة! ) وعرّاب مشروع الشرق ألاوسط الجديد ( الذي وضعه جون فوستر دالس عام 1952 وأعاد تسويقه شمعون بيريز في عام 1992 في مؤتمر مدريد .. وبَشَّرت به كوندوليزا رايس عام 2004 في بيروت)..

هاتان الشخصيتان اللتان كانتا من بين اكثر الاصدقاء ـ المُبَجَّلين ـ في السر والعلن عند النظام الدكتاتوري السابق! 

·    وتفاقم التدخل الامريكي الى حد ـ إنتخاء ـ الرئيس جيمي كارتر صدام حسين للإقتصاص من (الإيرانيين) الذين إرتهنوا موظفي السفارة الامريكية في طهران  في نوفمبر 1979  ، بعد فشل عملية صحراء قبس لتحريرهم بواسطة قوة تدخل خاصة امريكية.

·    وبدأت مع الحرب العراقية الإيرانية أخطر مرحلة من نوبات تدمير العراق في جميع القطاعات ومنها السياسية..عند انطلقت اسراب الطائرات تدك المواقع الاقتصادية والعسكرية الايرانية فجر يوم 22/سبتمبر /1980 ..

و ترافقت مآسي وكوارث الحرب مع تفاقم الممارسات الدكتاتورية الدموية وانتشار فرق الاعدام في الجبهات والشوارع ، التي استباحت كل مكونات الشعب العراقي..تلك الحقبة الدموية المظلمة التي أحالت العراق من دولة غنية ووفيرة الاصول والموارد الى دولة مفلسة ومدينة للقريب والبعيد!..

·    وإنحسر كي كل شيئ في العراق بتسعير النظام العربي ومباركة وحوافز أمريكية وإبتهاج اسرائيلي.. إلاّ المقابر!!

·    وجندت الولايات المتحدة الانظمة العربية النفطية لدعم النظام وتمويل حربه العبثية الكارثية مع ايران!.

وتولت الادارة الامريكية دعمه الاستخباري والعسكري والتخطيطي والسياسي والدبلوماسي والتمويني..لإدامة الحرب واستنزاف الطاقات البشرية والاقتصادية والعسكرية والتحتية لكلا البلدين!!!..

حتى أوشكت خزائن دولارات النفط على الخواء..وتبددت كل ثروات العراق وإرتُهِن للدائنين من تجار وممولي الحروب!

·    وعندما وجد النظام نفسه في ( نادي الشحاذين الدولي ) بعد ان كان في محفل الأثرياء..أوهمه جنونه بأن الخلاص من الهاوية يكمن في جر المنطقة والعالم الى حافة الهاوية..فإستشار السفيرة الامريكية في بغداد السيدة أبريل كاثرين جلاسبي ( نِِيَّته إجتياح الكويت ).. فأوحت له ـ او أوهمته ـ بعدم اعتراض امريكا:

' نحن ليس لنا رأي حول نزاعاتكم العربية العربية، مثل نزاعكم مع الكويت، وكل ما حدث أن وزير الخارجية الأمريكي جيمس بيكر وجهني إليك لنستوثق من الأمر، مع الوضع في الاعتبار أنه ومنذ عام 1960 لم تعد قضية الكويت مرتبطة بأمريكاـ مقتطف من نص المقابلة بين صدام حسين والسفيرة الامريكية في بغداد/ في الخامس والعشرين من شهر يوليو عام 1990 / جاءت تلك المقابلة بناء على طلب السفيرة .'

كما ان وزارة الخارجية الامريكية أكدت هذا للايقاع بصدام في الفخ:

(في الحادي والثلاثين من يوليو عام 1990 وقبل يومين من الغزو العراقي للكويت أخبر جون كيلي مساعد وزير الخارجية الأمريكي لشؤون الشرق الأدنى، الكونجرس: ' الولايات المتّحدة ليس لديها التزام بالدفاع عن الكويت والولايات المتّحدة ليس لديها نية في الدفاع عن الكويت إذا تعرضت لهجوم من قبل العراق)'

لهذا إشتاط صدام غضبا في اول خطاب له بعد غزو الكويت صارخاً:وغدر الغادرون/ عندما قرر جورج بوش الاب تجييش العالم ضده!)

·    ووقع نظام صدام في الفخ ..وشرعت الادارة الامريكية في تنفيذ صفحة تدمير البنية الاساسية للعراق 1991 بما فيها البنية العسكرية!!..رغم وساطات كثيرة كان آخرها مبادرة الملك الراحل فهد بن عبد العزيز ( التي حظيت بموافقة صدام وحكومة الكويت في المنفى للانسحاب من الكويت مقابل صفقة مالية وجغرافية..كما ذكرت المصادر الرسمية السعودية )..

وكان الرد الامريكي:

لقد فات الآوان ..ها نحن في الخليج..يجب إتمام المهمة!!!

·    وعندما انتفض ملايين العراقيين في 14 محافظة من محافظات العراق الثمانية عشر وزُلزِلَت أركان الحكم الدكتاتوري في العاصمة في نهاية مارس 1991..هَبَّ جورج بوش الأب لنجدة نظام صدام وأباح له استخدام الطائرات العمودية وسمح له بسحب قوات الحرس الجمهوري الضاربة ـ تحت حماية الطيران الامريكي ـ من جبهة القتال في الكويت لإبادة المنتفضين ودفن مئات آلاف العراقيين في المقابر الجماعية تحت أنظار الطيران الامريكي الذي إستباح سماء العراق منذ عام 1991 والى اليوم..تلك المقابر التي تاجرالامريكيون بها ـ عام 2003 - في مرحلة التحضير لغزو العراق!

·    وفتحت الصفحة الثانية من الملف الامريكي لسحق العراق وإفناء أهله بالحصار (لاعادة العراق الى عصر ماقبل الكهرباء / كما توعد جيمس بيكر طارق عزيز خلال لقائه معه في جنيف عام 1991 قبل عمليات طرد جيش صدام من الكويت)!

·    واستخدمت الادارة الامريكية الامم المتحدة وجميع المنظمات الدولية والاقليمية والدول الحليفة لها ، والخائفة منها ، في خنق الشعب العراقي وتجويعه ، ونهش أطفاله بالأمراض ، وتدمير قدراته على التعايش مع عصره ، ونهب ثرواته ،وانتهاك سيادته الوطنية واقتطاع اراضيه ، بإسم القرارات الدولية وخاصة البند السابع ، مع الحرص على بقاء قبضة النظام الدكتاتوري القمعية تواصل دورة الفناء!!!

·    وعندما هََزُلَ النظام وصار بإمكان قوى التغيير من خارجه ومن داخله طَوْيَّ هذا الملف الدكتاتوري الدموي التدميري نهاية عام 2002..أججت ادارة بوش المتطرفة كل قوى الحرب لغزو العراق..وراحت تلفق الذرائع وتتاجر بدماء العراقيين الذين شاركت النظام الدكتاتوري في ذبحهم وإفقارهم وتشريدهم,,لتسحق مابقي منه من ركام!

·    واصرت على الحرب رغم كل الاصوات المعارضة لها من داخل الولايات المتحدة وخارجها ومنها صوت الرئيس الامريكي الحالي باراك اوباما..رغم توفر الإمكانيات الموضوعية الداخلية والاقليمية والدولية لاسقاط النظام دون اللجوء الى تدمير العراق!

( ومنها مبادرة المرحوم الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان لإستضافة صدام واسرته في دولة الامارات العربية المتحدة لمنع وقوع الحرب وتدميرالعراق).

وجاء جواب بوش الابن :

(فات الآوان..لقد دارت محركات الطائرات!!!)..

·    واستباحت قوات الغزو جسد العراق..ولم تحمل دبابات المحتلين ولاساسة البيت الابيض خطة لما بعد الحرب ـ خلاف ماروجت له الدعاية الامريكية قبل الحرب ـ ، بل كانت لديهم ..مجرد دراسة ( شارك فيها كروكر .. ولذلك سألته عن وجود خطة.. فنفى نفيا قاطعا، مشيرا الى ان الدراسة لم تكن بهدف وضع خطة لما بعد الحرب بل لوضع تصور يساعد العراقيين والاميركيين على التفكير في مستقبل البلاد بعد الاطاحة بصدامِ !!!ـ بول بريمرـ عامي في العراق)..

·    ولاشك انهم يكتنزون خططا تفصيلية لمبررات عبور أساطيلهم وجيوشهم المحيطات لغزو أرض السواد!!

..اما مصير العراق ..

فقد شرعت قوات الاحتلال منذ الساعات الاولى لبدء الحرب بـ:

1.    تدمير البنية الاساسية وتحويل العراق الى ساحة لتجريب أقذر الأعتدة الحربية واكثرها تدميراً واشدها فتكا بالانسان والحياة والبيئة لقرون مديدة وعديدة!

2.    توريط دول الجوار ( العربية والاسلامية !) والدول البعيدة بخطة تدمير العراق ..( ستبقى اسرار القواعد التي إنطلقت منها طائرات الاباتشي الامريكية لتدمير مراكز السيطرة والتحكم في بغداد ليلة 29 آذار2003..مثلما أسرار القواعد التي انطلقت منها الطائرات لتدمير مقر الزعيم عبد الكريم قاسم صباح 8 شباط 1963 ..أحد ألغاز عصرنا!!!ـ كما يقول الاستاذ محمد حسنين هيكل).

3.    تولى بول بريمر تنفيذ صفحة تفكيك الدولة ومؤسساتها من خطة تدمير العراق وتلويث الحياة السياسية والعامة!

بعد ان جاء مدعوما بصلاحيات الحاكم المطلق..

(قلت 'سيدي الرئيس، ان هذا الامر يعني انه يجب ان تكون لدي سلطة كاملة لحشد مصادر الحكومة الاميركية لانجاز المهمة.. وقال فورا 'افهم ذلك واوافقك'ِ ـ مذكرات بول بريمر).

·    ولم تلتبس على عقلاء العراقيين ـ رغم حلك الدخان وغموض ضروب الزمان ـ صورة المشهد المتشابك بين نَشوة بريمر الى حد الثمالة أمام صورة صدام الأشعث وهو عند ظلمة جحره..

(إستسلم صدام حسين بلا مقاومة للجنود الاميركيين الذين عثروا عليه في 13 كانون الاول 2003 بعد تسعة اشهر من الفرار ، في حفرة يبلغ عمقها سبعة امتار و تتسع لشخص واحد فقط!!! )

وبين صورة رامسفيلد ( سيد بريمر) متذللاً في 19 ديسمبر 1983 أمام صدام المترفع عند بوابة قصره !!!

ذات القصر الذي التقى فيه بريمر (في مساء الجمعة 26 مايو 2003 ـ بعد مايقرب من عشرين عاما ـ .. مع ـ مجموعة السبعة الكبار! ـ التي ضمت السادة: احمد الجلبي ، واياد علاوي ، ومسعود البرزاني ، وجلال الطالباني ، ونصيرالجادرجي ، وابراهيم الجعفري ، والدكتور عادل عبدالمهدي ، وحامد البياتي ممثلا عن السيد الحكيم.وقد ناقشنا مرسوم اجتثاث البعث الذي وقعت عليه ذلك الصباح... وكان الهدف من ذلك ضمان ان الحكومة المنتخبة الجديدة للعراق لن تقود الى عودة البعثيين للسلطةِ ـ مذكرات بول بريمر ـ عامي في العراق )

4.    ) واليوم..يعقد رجال السي آي أيه الاجتماعات السرية في الدول الاقليمية وفي واشنطن مع ممثلي النظام السابق للتعبير عن الندم على قرار الجنرال فرانكس الذي ( فكك حزب البعث في العراق في منتصف ابريل 2003 ، وقد جاء هذا الامر بعد ذلك الاعلان 'بالقضاء على اطر الحزب، وطرد قيادته من مواقع السلطة والمسؤولية في المجتمع العراقي'ـ بول بريمر )،..وجاري البحث اليوم في ـ المطابخ الامريكية ـ عن زوارق إنقاذ لـ ـ اطر الحزب ـ الكامنة في قمة العملية السياسية في العراق..لتفخيخهم بالأوهام لتفجير الحياة السياسية لخصومهم بهم!

5.    اشاعة الفوضى ورعاية النهب والسلب والإحراق المتعمد في طول البلاد وعرضها.

(كل الوزارات دمرت بفعل السلب والنهب بإستثناء وزارة النفط، لأن القوات الاميركية تلقت الاوامر بحمايتها، وتضم هذه الوزارة ارشيفا ووثائق حول حقول الشمال والجنوبِ وبالفعل، فقد شملت اعمال النهب كل المباني الحكومية ـ مذكرات بول بريمر)

6.    دق اسفين التشرذم والنزاع من خلال تبني وشرعنة وفرض منهج المحاصصة الطائفية والعرقية على الحياة السياسية.

7.    اجتذاب شبكات الارهاب الدولي للساحة العراقية لابعادها عن الاهداف الامريكية في الداخل والخارج..وفتح الحدود أمامها للتسلل الى حياة العراقيين البائسة لتفجيرها واشاعة الموت في كل مكان!

8.    تشكيل مجلس الحكم المحاصصي..الذي شكل سابقة خطيرة في الحياة السياسية في العراق  ، بدعوى عدم وجود شخصية وطنية عراقية تتولى قيادة البلاد في المرحلة الانتقالية !(بينما حقق التحالف الذي تقوده أميركا نصف أهدافه المعلنة بالنسبة لتغيير النظام عن طريق الإطاحة بصدام حسين، إلا أننا لم نتمكن من الوصول إلى شخصية عراقية أمينة ونشطة وتتميز بالوطنية يمكن أن تحكم عراق ما بعد المرحلة البعثيةـ بول بريمر ِ(

9.    فرض المحاصصة الطائفية والعرقية بديلا للديمقراطية ، ومحاولة المحتلين استبعاد العملية الانتخابية عند إختيار الفريق الحاكم تحت الوصاية الامريكية ..لولا رفض السيد السيستاني ـ تعيين ـ تلك الهيئات السياسية ، واشتراطه الانتخابات لهيئات الدولة الاساسية كثمن لقبول العملية السياسية من قبل الملايين من مُريديه!

10.   بث ثقافة المحاصصة من خلال تاجيج التنافر والتمايز والكراهية وتعميق عناصر الخلاف وتلويثها بالدم!

11.   بث الالغام والأوبئة في الدستور ( لاتخلو مادة من الدستور من وجود فيروس قاتل أو قذيفة هاون مخبئة بين الحروف!!!!).

12.   تفجير الفتنة الطائفية وتسعيرها وتقوية طرف على الآخر لتأجيجها!

13.   بث ونشر وتشجيع الفساد المالي في مؤسسات الدولة والشركات الخاصة ( ضياع 18 مليار دولار من ـ المساعدات الامريكية ـ..وتحصين كبار اللصوص ـ الامريكيين والعراقيين وغيرهم ـ ضد المساءلة القانونية!!)،

14.   غض النظر الامريكي عن التدخل الايراني السافر والتخريبي بالحياة السياسية في العراق لكسبها في الصراع بافغانستان!

15.   إدعاء العجز عن ضبط الحدود السورية العراقية..لوقف طوفان الموت الذي أغرق العراقيين بالدم ..وشَرَّدهم بالذعر ..وبَدَّدهم باليأس ..وأوهَنهم بالتطرف ..وشَتَّتهم بالكراهية!

16.   فرض تكريس المحاصصة ـ باسم المصالحة الوطنية والتوافق ـ حتى في المناصب التنفيذية الدنيا ، مما جعل مؤسسات الدولة خنادق للاحتراب الطائفي والعرقي ، بدلا من ان تكون خلايا منتجة للتنمية!

17.   حماية عصابات تهريب النفط العراقي المحلية والاقليمية في مياه الخليج امام انظار الاساطيل الامريكية ، وبحماية بنادقهم!!

18.   الدور التخريبي للسفارة الامريكية من خلال التدخل السافر باجراءات الحكومة وتشريعات مجلس النواب وقرارات القضاء!!

19.   تحجيم دور المؤسسة العسكرية والامنية العراقية ميدانيا للابقاء على الوضع الأمني عند حافة الهاوية ، والامساك بخيوط الاستقرار للعبث بمصير العراق. والتعمد في اضعاف القوة الامنية والعسكرية الوطنية لابقاء العراق ضعيفا ومحتاجا للحماية الامريكية!

20.   التدخل في فرض قوى ـ متطرفة ـ من النظام السابق على العملية السياسية ، وإضعاف المعارضة الديمقراطية المدنية التنموية!

والتآمر مع خصوم العملية السياسية من وراء ظهر الحكومة والقوى السياسية التي يصرحون بدعمها في العلن!

21.   احتماء المحتلين بالقبلية بعد فشل استراتيجيتهم السياسية والعسكرية واثر ذلك في تدني الأداء السياسي البرلماني والحكومي والمجتمعي..

22.   تشجيع المحتلين لتدخل النظام العربي الرسمي ـ المعادي للديمقراطية التعددية ـ بهدف إجهاض التجربة السياسية المرتكزة الى مبدء التعددية والتداولية الدستورية، لان نتائجها لم تأتِ بمن ترضى عنهم الادارة الامريكية!(حيث وضع العراق على مشرحة الدول المجاورة المتورطة بالكوارث المتعاقبة في العراق ـ باسم مجموعة دول جوار العراق)

23.   عدم الايفاء بالالتزامات التعاقدية مع الولايات المتحدة بشأن حماية امن العراق وثرواته وارضيه ومياهه ، وحقه في الخلاص من القرارات الدولية المجحفة التي فرضتها الادارة الامريكية على نظام صدام وتواصل تطبيقها على النظام الذي جاءت به بعد الغزو وسقوط الدكتاتورية!

 ان المرحلة الراهنة تتطلب تشكيل جبهة وطنية ديمقراطية واسعة تلف حول برنامج محدد لـ:

· استعادة السيادة الوطنية كاملة!

·    وإنتشال الشعب من الفقر والتخلف!

·    وحماية الثروات الوطنية!

·    ضمان كافة حقوق الانسان..وفق المواثيق الدولية!

·    انقاذ الصناعة والزراعة والتجارة والسياحة الوطنية من الإندثار!

·    وضع المعالجات القانونية الواقعية لإستعادة ثروة الوطن المبعثرة في الغربة ( عودة العراقيين في الخارج الى الوطن)!

·    رعاية الثقافة الوطنية ـ العليلة ـ وحمايتها من كوابح التخلف!

·    نبذ الخلافات الفئوية والالتفاف حول المشتركات الوطنية التنموية!

·    استعادة الحقوق القانونية المشروعة التي تنازل عنها النظام السابق لدول الجوار لإطالة عم

كوارث العبث الأمريكي بمصير العراق!؟

محمود حمد

لماذا يريد السيد جو بايدن إرجاء تنفيذ توصيات "هيئة المساءلة والعدالة" الى مابعد الانتخابات؟

هل لأنه حريص على وحدة العراقيين حقا!!؟

كلا..

لانه ببساطة كخبير ـ في إنتاج وتسعير الأزمات ـ يسعى الى:

العبور بـ " الخلاف حول كيفية تطبيق إجراء دستوري " في مرحلة ماقبل الانتخابات الى إفتعال " أزمة دستورية مانعة لتشكيل الحكومة " بعد الإنتخابات:

·    تعصف بالنظام السياسي والأمني..

·    وتخلق فراغا دستوريا..

·    وتصادما مجتمعيا..

·    وإستقطابا إقليميا يؤدي الى..

·    إعادة إنتاج ـ فوضى رامسفيلد الخلاّقة ـ التي أعقبت الغزو وفشلوا في توظيفها لصالح مشاريعهم الإحتوائية الداخلية والاقليمية.

·    لإعادة تسويق خارطة تفتيت العراق ـ محليا وإقليميا ودوليا ـ وتشطيره الى دويلات طائفية وعرقية لاوطنية هزيلة ، وإنعاش جثة مشروع الشرق الاوسط الجديد ـ الهش ـ لتكون اسرائيل محوره الصلب.

وبغض النظر عن مدى تأثير هذه ( الفتوى البايدنية !)..لابد من الاشارة الى بعض النقاط الجوهرية المرتبطة بشخصية السيد بايدن ..لان إسمه إرتبط بالعبث بمصير العراق من زمن طويل:

1.    واضع "قانون تحرير العراق" عام 1998 وخصص الكونغرس حينها للجماعات العراقية المعارضة المتعاونة مع واشنطن آنذاك مبلغاً قدره 97 مليون دولار, وانعقدت على أساسه اجتماعات في وندسور وواشنطن, وكان اجتماع لندن المحطة الأخيرة عشية غزو العراق. 

2.    واضع قانون الهجرة الخاص بالعلماء العراقيين لسنة 2002 ويتضمن استقدام 500 عالم عراقي من المشتغلين في التسليح النووي ومنحهم البطاقة الاميركية الخضراء مع عوائلهم, بهدف كشف اسرار العراق وحرمانه من الكوادر الفنية والهندسية الضرورية للتنمية.

3.    هو المكلف في الادارة الامريكية بمهمة كسر ظهر العراق للإنحناء قسراً للمصالح الامريكية.

4.    يعد من بين أكثر قارعي طبول الحرب على العراق تطرفاً ـ من الديمقراطيين ـ ،وأحد أبرز الداعمين للمحافظين الجدد ـ  الجمهوريين ـ في عبثهم بمصير العراق!

5.    صاحب مشروع تقسيم العراق الى ثلاث دويلات هزيلة متناحرة ( كردية. شيعية. سنية) لتتوائم مع (الدولة الدينية اليهودية) المتفردة في الشرق الاوسط..والذي قدمه عام 2007 للكونغرس الاميركي, وحظي بموافقة أغلبية 75 صوتاً ومعارضة 23.

6.    يمثل تيار ـ التأزيم ـ في الادارة الامريكية ، ويتبنى نهج تسعير النيران الخاملة تحت الرماد في العلاقات الدولية!

7.    أكثر أعضاء الإدارة الامريكية إمتهانا للسيادة العراقية وأشدهم إحتقاراً لإرادة السياسيين العراقيين!.

8.    تواتر تهديداته للحكومة العراقية، " إذا لم تأخذ بالمقترحات الأمريكية " في عدد من القضايا، وفي مقدمتها ملف المصالحة الوطنية بين الأطراف العراقية، حيث حمل شروطًا جديدة على الحكومة وطالب بإدخال بعثيين من رموز النظام السابق إلى المصالحة السياسية، كما أكدت ذلك تقاريرُ أوروبيةٌ أيَّدَهَا مصدر مسؤول في الاتحاد الأوروبي.

كل ذلك وغيره.. يعصف بذاكرتنا المثخنة بالآلام التي راكمتها السياسات الكارثية الامريكية تجاه العراق شعبا ووطناً:

·    بعد تموز 1958 سارع طباخو الوجبات السياسية الأمريكية الجاهزة إعداد وتسخين تيار ( إنقلابي ذو قشرة قومية يمينية وحشوة إسلاموية طائفية)، وتشكلت كتيبة تآمرية برعاية امريكية ـ سرية وعلنية ـ في مخابئ النظام العربي الرسمي..(كانت بؤرتها الاستخبارية التنسيقية في المركز الثقافي الامريكي ببيروت ـ ايليا زغيب وميشيل عفلق وآخرين!) و ( جرى إعداد أذراعها التنفيذية في القاهرة /سنأتي على ذكرها)..

تلك النواة العدوانية الخشنة التي أجهزت على إنجازات ثورة 14 تموز وأججت في الحياة السياسية العراقية اوبئة:

القسوة..

والعنف..

والخوف..

والاستخفاف بحياة الانسان..

والتخادم للاجنبي..

والإغتيال السياسي..

وإحتقار العقل..

وتفقير الشعب..

وتخريب الوطن..

والغدر بأقرب الحلفاء..

منذ ذلك التاريخ والى يوما هذا..حيث إستوطنت هذه الاوبئة في أوعية الحياة السياسية في العراق ، وماتزال تتفاقم!!

·    ولم تكن الانظمة المتعاقبة التي حكمت العراق منذ انقلاب 8 شباط 1963 الى ـ حكومة الوحدة الوطنية ! ـ اليوم..سوى إنشطارات ، وتفاقمات ، وإمتدادات ، وتداعيات وانعكاسات لتلك ـ النواة ذات القشرة القومية اليمينية والحشوة الاسلاموية الطائفية ـ التي لملمها نظام الرئيس الراحل جمال عبد الناصر بدعم النظام العربي الرسمي ـ رغم تناحراته البينية ـ لنقلها بقطار امريكي الى الحواضن المحلية اليمينية المتطرفة كجحفل إنقلابي لفرض رؤيته ـ القومية اليمينية الإقصائية الأُحادية ـ على ـ الرؤية الوطنية التنموية المتنوعة التعددية ـ في بلد عريق متعدد القوميات!

·    في ذات الوقت الذي جيشت فيه الادارة الامريكية حلفاءها و ـ المترددين ـ في المنطقة والعالم لإجهاض واسقاط حكومة الزعيم الشهيد عبد الكريم قاسم الوطنية..حيث تجمعت قطع الأسطول السادس الامريكي على الساحل اللبناني بدعوة من الرئيس اللبناني اليميني المتطرف كميل شمعون..ونشطت المخابرات الامريكية بين الدارسين والمقيمين القوميين في بيروت الذين اصبح الكثير منهم  فيما بعد قادة انقلابي شباط 1963 وتموز 1968 ..مثل طالب شبيب ومصطفى الفكيكي واديب الجادر وخير الدين حسيب وناصر الحاني وحازم جواد..وغيرهم!)

·    في الساعة السادسة والنصف مساء يوم الأربعاء 7 / 10 / 1959 حاولت احدى خلايا الجبهة ( ذات القشرة القومية اليمينية والحشوة الاسلاموية الطائفية ) في منطقة رأس القرية اغتيال الزعيم عبد الكريم قاسم اثناء مروره في شارع الرشيد في طريقه من وزارة الدفاع الى حفل الأستقبال في دار البعثة الدبلوماسية لألمانيا الشرقية في الباب الشرقي ، فقتل السائق وأصيب عبد الكريم قاسم في كتفه الأيسر..بتدبير من النظام المصري آنذاك وتهيئة امريكية إقليمية ودولية اشمل!

·    في ديسمبر عام 1962 القى الرئيس الامريكي الاسبق ( جون كندي ) كلمة جاء فيها:

يجب إعادة الحصان الجامح في بغداد الى الحضيرة!

بعد ذلك بأقل من شهرين ( جاء انقلاب الثامن من شباط الدموي عام 1963  بقطار امريكي ) وبرشاشات بور سعيد المصرية ..حسب مذكرات نائب رئيس وزراء الانقلابيين علي صالح السعدي.

·    وعند تفسخ نظام عبد الرحمن عارف ، الذي أصبح عاجزاً عن تبرير وجوده ، تحركت القوى الخفية داخل القصر الجمهوري مع الخلايا السرية المرتبطة بهم( المعادية للديمقراطية والمرتبطة بالمخابرات الامريكية وبشاه ايران) للقيام بانقلاب 1968 لقطع الطريق أمام التغيير الذي قد يأتي بالقوى الوطنية الديمقراطية الى السلطة.(برعاية أمريكية وموافقة اسرائيلية ـ حسب مذكرات ناصر الحياني وبيانات الانقلابيين في 30 تموز لتبرير الغدر بعبد الرزاق النايف وابراهيم الداوود بعد ثلاثة عشر يوما من الانقلاب).. 

في ذات الاجواء..( قام صدام التكريتي وعلي عبد السلام بمقابلة القنصل البريطاني في البصرة قبل حصول انقلاب 17 تموز 1968..وجرت المقابلة في البصرة بحضور صدام كممثل لحزب البعث وعلي عبد السلام بإعتباره خيط الأرتباط بين المخابرات البريطانية وجماعة البعث في العراق في حين بقي حاتم حمدان العزاوي ـ رئيس دوان رئاسة الجمهورية لاحقا ـ في مقهى البدر المطلة على شط العرب في منطقة كورنيش البصرة ينتظر قدومهما ..مذكرات مصطفى الفكيكي)

·    لتلبية شرط ( الموافقة الامريكية والبريطانية وعدم الممانعة الاسرائيلية )..

·    لان هذا الشرط الذي كشف عنه الدكتور مصطفى الفقي رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشعب المصري بشأن مصر اليوم ( للأسف إن الرئيس المقبل لمصر يحتاج الى موافقة اميركا وعدم اعتراض اسرائيل / جريدة  المصري اليوم 12/ يناير /2010- ) هو شرط ملزم عند ـ تعيين ـ الحكام في جميع دول المنطقة الدائرة في الفلك الامريكي منذ مشروع ايزنهاور في منتصف خمسينات القرن الماضي والى يومنا هذا!

·    وخلال جميع ـ الأزمات ـ وـ المفرقعات ـ التي فجرها النظام ، كانت أمريكا حاضرة وفاعلة وراعية في السر والعلن:

1.    في شخص ـ جورج بوش الاب ـ مسؤول مكتب المخابرات المركزية الامريكية في الشرق الاوسط في ستينات القرن الماضي ، ومقره القاهرة ..آنذاك..

( بعد خروجه من لقاء في مكتبه ضم جورج بوش الاب وميشيل عفلق وصدام حسين..قال الرئيس الراحل جمال عبد الناصر لمدير مكتبه عبد المجيد فريد وهو يومئ الى صدام حسين المُطارَد لمشاركته بمحاولة إغتيال عبد الكريم قاسم:

سيكون له شأن خطير في المنطقة!!!!

(حسب مذكرات السيد عبد المجيد فريد)

2.    ومن خلال دونالد رامسفيلد ( احد منفذي نهج الكراهية الذي يبشر به المحافظون الجدد!) ومهندس ( الفوضى الخلاقة! ) وعرّاب مشروع الشرق ألاوسط الجديد ( الذي وضعه جون فوستر دالس عام 1952 وأعاد تسويقه شمعون بيريز في عام 1992 في مؤتمر مدريد .. وبَشَّرت به كوندوليزا رايس عام 2004 في بيروت)..

هاتان الشخصيتان اللتان كانتا من بين اكثر الاصدقاء ـ المُبَجَّلين ـ في السر والعلن عند النظام الدكتاتوري السابق! 

·    وتفاقم التدخل الامريكي الى حد ـ إنتخاء ـ الرئيس جيمي كارتر صدام حسين للإقتصاص من (الإيرانيين) الذين إرتهنوا موظفي السفارة الامريكية في طهران  في نوفمبر 1979  ، بعد فشل عملية صحراء قبس لتحريرهم بواسطة قوة تدخل خاصة امريكية.

·    وبدأت مع الحرب العراقية الإيرانية أخطر مرحلة من نوبات تدمير العراق في جميع القطاعات ومنها السياسية..عند انطلقت اسراب الطائرات تدك المواقع الاقتصادية والعسكرية الايرانية فجر يوم 22/سبتمبر /1980 ..

و ترافقت مآسي وكوارث الحرب مع تفاقم الممارسات الدكتاتورية الدموية وانتشار فرق الاعدام في الجبهات والشوارع ، التي استباحت كل مكونات الشعب العراقي..تلك الحقبة الدموية المظلمة التي أحالت العراق من دولة غنية ووفيرة الاصول والموارد الى دولة مفلسة ومدينة للقريب والبعيد!..

·    وإنحسر كي كل شيئ في العراق بتسعير النظام العربي ومباركة وحوافز أمريكية وإبتهاج اسرائيلي.. إلاّ المقابر!!

·    وجندت الولايات المتحدة الانظمة العربية النفطية لدعم النظام وتمويل حربه العبثية الكارثية مع ايران!.

وتولت الادارة الامريكية دعمه الاستخباري والعسكري والتخطيطي والسياسي والدبلوماسي والتمويني..لإدامة الحرب واستنزاف الطاقات البشرية والاقتصادية والعسكرية والتحتية لكلا البلدين!!!..

حتى أوشكت خزائن دولارات النفط على الخواء..وتبددت كل ثروات العراق وإرتُهِن للدائنين من تجار وممولي الحروب!

·    وعندما وجد النظام نفسه في ( نادي الشحاذين الدولي ) بعد ان كان في محفل الأثرياء..أوهمه جنونه بأن الخلاص من الهاوية يكمن في جر المنطقة والعالم الى حافة الهاوية..فإستشار السفيرة الامريكية في بغداد السيدة أبريل كاثرين جلاسبي ( نِِيَّته إجتياح الكويت ).. فأوحت له ـ او أوهمته ـ بعدم اعتراض امريكا:

' نحن ليس لنا رأي حول نزاعاتكم العربية العربية، مثل نزاعكم مع الكويت، وكل ما حدث أن وزير الخارجية الأمريكي جيمس بيكر وجهني إليك لنستوثق من الأمر، مع الوضع في الاعتبار أنه ومنذ عام 1960 لم تعد قضية الكويت مرتبطة بأمريكاـ مقتطف من نص المقابلة بين صدام حسين والسفيرة الامريكية في بغداد/ في الخامس والعشرين من شهر يوليو عام 1990 / جاءت تلك المقابلة بناء على طلب السفيرة .'

كما ان وزارة الخارجية الامريكية أكدت هذا للايقاع بصدام في الفخ:

(في الحادي والثلاثين من يوليو عام 1990 وقبل يومين من الغزو العراقي للكويت أخبر جون كيلي مساعد وزير الخارجية الأمريكي لشؤون الشرق الأدنى، الكونجرس: ' الولايات المتّحدة ليس لديها التزام بالدفاع عن الكويت والولايات المتّحدة ليس لديها نية في الدفاع عن الكويت إذا تعرضت لهجوم من قبل العراق)'

لهذا إشتاط صدام غضبا في اول خطاب له بعد غزو الكويت صارخاً:وغدر الغادرون/ عندما قرر جورج بوش الاب تجييش العالم ضده!)

·    ووقع نظام صدام في الفخ ..وشرعت الادارة الامريكية في تنفيذ صفحة تدمير البنية الاساسية للعراق 1991 بما فيها البنية العسكرية!!..رغم وساطات كثيرة كان آخرها مبادرة الملك الراحل فهد بن عبد العزيز ( التي حظيت بموافقة صدام وحكومة الكويت في المنفى للانسحاب من الكويت مقابل صفقة مالية وجغرافية..كما ذكرت المصادر الرسمية السعودية )..

وكان الرد الامريكي:

لقد فات الآوان ..ها نحن في الخليج..يجب إتمام المهمة!!!

·    وعندما انتفض ملايين العراقيين في 14 محافظة من محافظات العراق الثمانية عشر وزُلزِلَت أركان الحكم الدكتاتوري في العاصمة في نهاية مارس 1991..هَبَّ جورج بوش الأب لنجدة نظام صدام وأباح له استخدام الطائرات العمودية وسمح له بسحب قوات الحرس الجمهوري الضاربة ـ تحت حماية الطيران الامريكي ـ من جبهة القتال في الكويت لإبادة المنتفضين ودفن مئات آلاف العراقيين في المقابر الجماعية تحت أنظار الطيران الامريكي الذي إستباح سماء العراق منذ عام 1991 والى اليوم..تلك المقابر التي تاجرالامريكيون بها ـ عام 2003 - في مرحلة التحضير لغزو العراق!

·    وفتحت الصفحة الثانية من الملف الامريكي لسحق العراق وإفناء أهله بالحصار (لاعادة العراق الى عصر ماقبل الكهرباء / كما توعد جيمس بيكر طارق عزيز خلال لقائه معه في جنيف عام 1991 قبل عمليات طرد جيش صدام من الكويت)!

·    واستخدمت الادارة الامريكية الامم المتحدة وجميع المنظمات الدولية والاقليمية والدول الحليفة لها ، والخائفة منها ، في خنق الشعب العراقي وتجويعه ، ونهش أطفاله بالأمراض ، وتدمير قدراته على التعايش مع عصره ، ونهب ثرواته ،وانتهاك سيادته الوطنية واقتطاع اراضيه ، بإسم القرارات الدولية وخاصة البند السابع ، مع الحرص على بقاء قبضة النظام الدكتاتوري القمعية تواصل دورة الفناء!!!

·    وعندما هََزُلَ النظام وصار بإمكان قوى التغيير من خارجه ومن داخله طَوْيَّ هذا الملف الدكتاتوري الدموي التدميري نهاية عام 2002..أججت ادارة بوش المتطرفة كل قوى الحرب لغزو العراق..وراحت تلفق الذرائع وتتاجر بدماء العراقيين الذين شاركت النظام الدكتاتوري في ذبحهم وإفقارهم وتشريدهم,,لتسحق مابقي منه من ركام!

·    واصرت على الحرب رغم كل الاصوات المعارضة لها من داخل الولايات المتحدة وخارجها ومنها صوت الرئيس الامريكي الحالي باراك اوباما..رغم توفر الإمكانيات الموضوعية الداخلية والاقليمية والدولية لاسقاط النظام دون اللجوء الى تدمير العراق!

( ومنها مبادرة المرحوم الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان لإستضافة صدام واسرته في دولة الامارات العربية المتحدة لمنع وقوع الحرب وتدميرالعراق).

وجاء جواب بوش الابن :

(فات الآوان..لقد دارت محركات الطائرات!!!)..

·    واستباحت قوات الغزو جسد العراق..ولم تحمل دبابات المحتلين ولاساسة البيت الابيض خطة لما بعد الحرب ـ خلاف ماروجت له الدعاية الامريكية قبل الحرب ـ ، بل كانت لديهم ..مجرد دراسة ( شارك فيها كروكر .. ولذلك سألته عن وجود خطة.. فنفى نفيا قاطعا، مشيرا الى ان الدراسة لم تكن بهدف وضع خطة لما بعد الحرب بل لوضع تصور يساعد العراقيين والاميركيين على التفكير في مستقبل البلاد بعد الاطاحة بصدامِ !!!ـ بول بريمرـ عامي في العراق)..

·    ولاشك انهم يكتنزون خططا تفصيلية لمبررات عبور أساطيلهم وجيوشهم المحيطات لغزو أرض السواد!!

..اما مصير العراق ..

فقد شرعت قوات الاحتلال منذ الساعات الاولى لبدء الحرب بـ:

1.    تدمير البنية الاساسية وتحويل العراق الى ساحة لتجريب أقذر الأعتدة الحربية واكثرها تدميراً واشدها فتكا بالانسان والحياة والبيئة لقرون مديدة وعديدة!

2.    توريط دول الجوار ( العربية والاسلامية !) والدول البعيدة بخطة تدمير العراق ..( ستبقى اسرار القواعد التي إنطلقت منها طائرات الاباتشي الامريكية لتدمير مراكز السيطرة والتحكم في بغداد ليلة 29 آذار2003..مثلما أسرار القواعد التي انطلقت منها الطائرات لتدمير مقر الزعيم عبد الكريم قاسم صباح 8 شباط 1963 ..أحد ألغاز عصرنا!!!ـ كما يقول الاستاذ محمد حسنين هيكل).

3.    تولى بول بريمر تنفيذ صفحة تفكيك الدولة ومؤسساتها من خطة تدمير العراق وتلويث الحياة السياسية والعامة!

بعد ان جاء مدعوما بصلاحيات الحاكم المطلق..

(قلت 'سيدي الرئيس، ان هذا الامر يعني انه يجب ان تكون لدي سلطة كاملة لحشد مصادر الحكومة الاميركية لانجاز المهمة.. وقال فورا 'افهم ذلك واوافقك'ِ ـ مذكرات بول بريمر).

·    ولم تلتبس على عقلاء العراقيين ـ رغم حلك الدخان وغموض ضروب الزمان ـ صورة المشهد المتشابك بين نَشوة بريمر الى حد الثمالة أمام صورة صدام الأشعث وهو عند ظلمة جحره..

(إستسلم صدام حسين بلا مقاومة للجنود الاميركيين الذين عثروا عليه في 13 كانون الاول 2003 بعد تسعة اشهر من الفرار ، في حفرة يبلغ عمقها سبعة امتار و تتسع لشخص واحد فقط!!! )

وبين صورة رامسفيلد ( سيد بريمر) متذللاً في 19 ديسمبر 1983 أمام صدام المترفع عند بوابة قصره !!!

ذات القصر الذي التقى فيه بريمر (في مساء الجمعة 26 مايو 2003 ـ بعد مايقرب من عشرين عاما ـ .. مع ـ مجموعة السبعة الكبار! ـ التي ضمت السادة: احمد الجلبي ، واياد علاوي ، ومسعود البرزاني ، وجلال الطالباني ، ونصيرالجادرجي ، وابراهيم الجعفري ، والدكتور عادل عبدالمهدي ، وحامد البياتي ممثلا عن السيد الحكيم.وقد ناقشنا مرسوم اجتثاث البعث الذي وقعت عليه ذلك الصباح... وكان الهدف من ذلك ضمان ان الحكومة المنتخبة الجديدة للعراق لن تقود الى عودة البعثيين للسلطةِ ـ مذكرات بول بريمر ـ عامي في العراق )

4.    ) واليوم..يعقد رجال السي آي أيه الاجتماعات السرية في الدول الاقليمية وفي واشنطن مع ممثلي النظام السابق للتعبير عن الندم على قرار الجنرال فرانكس الذي ( فكك حزب البعث في العراق في منتصف ابريل 2003 ، وقد جاء هذا الامر بعد ذلك الاعلان 'بالقضاء على اطر الحزب، وطرد قيادته من مواقع السلطة والمسؤولية في المجتمع العراقي'ـ بول بريمر )،..وجاري البحث اليوم في ـ المطابخ الامريكية ـ عن زوارق إنقاذ لـ ـ اطر الحزب ـ الكامنة في قمة العملية السياسية في العراق..لتفخيخهم بالأوهام لتفجير الحياة السياسية لخصومهم بهم!

5.    اشاعة الفوضى ورعاية النهب والسلب والإحراق المتعمد في طول البلاد وعرضها.

(كل الوزارات دمرت بفعل السلب والنهب بإستثناء وزارة النفط، لأن القوات الاميركية تلقت الاوامر بحمايتها، وتضم هذه الوزارة ارشيفا ووثائق حول حقول الشمال والجنوبِ وبالفعل، فقد شملت اعمال النهب كل المباني الحكومية ـ مذكرات بول بريمر)

6.    دق اسفين التشرذم والنزاع من خلال تبني وشرعنة وفرض منهج المحاصصة الطائفية والعرقية على الحياة السياسية.

7.    اجتذاب شبكات الارهاب الدولي للساحة العراقية لابعادها عن الاهداف الامريكية في الداخل والخارج..وفتح الحدود أمامها للتسلل الى حياة العراقيين البائسة لتفجيرها واشاعة الموت في كل مكان!

8.    تشكيل مجلس الحكم المحاصصي..الذي شكل سابقة خطيرة في الحياة السياسية في العراق  ، بدعوى عدم وجود شخصية وطنية عراقية تتولى قيادة البلاد في المرحلة الانتقالية !(بينما حقق التحالف الذي تقوده أميركا نصف أهدافه المعلنة بالنسبة لتغيير النظام عن طريق الإطاحة بصدام حسين، إلا أننا لم نتمكن من الوصول إلى شخصية عراقية أمينة ونشطة وتتميز بالوطنية يمكن أن تحكم عراق ما بعد المرحلة البعثيةـ بول بريمر ِ(

9.    فرض المحاصصة الطائفية والعرقية بديلا للديمقراطية ، ومحاولة المحتلين استبعاد العملية الانتخابية عند إختيار الفريق الحاكم تحت الوصاية الامريكية ..لولا رفض السيد السيستاني ـ تعيين ـ تلك الهيئات السياسية ، واشتراطه الانتخابات لهيئات الدولة الاساسية كثمن لقبول العملية السياسية من قبل الملايين من مُريديه!

10.   بث ثقافة المحاصصة من خلال تاجيج التنافر والتمايز والكراهية وتعميق عناصر الخلاف وتلويثها بالدم!

11.   بث الالغام والأوبئة في الدستور ( لاتخلو مادة من الدستور من وجود فيروس قاتل أو قذيفة هاون مخبئة بين الحروف!!!!).

12.   تفجير الفتنة الطائفية وتسعيرها وتقوية طرف على الآخر لتأجيجها!

13.   بث ونشر وتشجيع الفساد المالي في مؤسسات الدولة والشركات الخاصة ( ضياع 18 مليار دولار من ـ المساعدات الامريكية ـ..وتحصين كبار اللصوص ـ الامريكيين والعراقيين وغيرهم ـ ضد المساءلة القانونية!!)،

14.   غض النظر الامريكي عن التدخل الايراني السافر والتخريبي بالحياة السياسية في العراق لكسبها في الصراع بافغانستان!

15.   إدعاء العجز عن ضبط الحدود السورية العراقية..لوقف طوفان الموت الذي أغرق العراقيين بالدم ..وشَرَّدهم بالذعر ..وبَدَّدهم باليأس ..وأوهَنهم بالتطرف ..وشَتَّتهم بالكراهية!

16.   فرض تكريس المحاصصة ـ باسم المصالحة الوطنية والتوافق ـ حتى في المناصب التنفيذية الدنيا ، مما جعل مؤسسات الدولة خنادق للاحتراب الطائفي والعرقي ، بدلا من ان تكون خلايا منتجة للتنمية!

17. حماية عصابات تهريب النفط العراقي المحلية والاقليمية في مياه الخليج امام انظار الاساطيل الامريكية ، وبحماية بنادقهم!!

18.  الدور التخريبي للسفارة الامريكية من خلال التدخل السافر باجراءات الحكومة وتشريعات مجلس النواب وقرارات القضاء!!

19.    تحجيم دور المؤسسة العسكرية والامنية العراقية ميدانيا للابقاء على الوضع الأمني عند حافة الهاوية ، والامساك بخيوط الاستقرار للعبث بمصير العراق. والتعمد في اضعاف القوة الامنية والعسكرية الوطنية لابقاء العراق ضعيفا ومحتاجا للحماية الامريكية!

20. التدخل في فرض قوى ـ متطرفة ـ من النظام السابق على العملية السياسية ، وإضعاف المعارضة الديمقراطية المدنية التنموية!

والتآمر مع خصوم العملية السياسية من وراء ظهر الحكومة والقوى السياسية التي يصرحون بدعمها في العلن!

21. احتماء المحتلين بالقبلية بعد فشل استراتيجيتهم السياسية والعسكرية واثر ذلك في تدني الأداء السياسي البرلماني والحكومي والمجتمعي..

22.  تشجيع المحتلين لتدخل النظام العربي الرسمي ـ المعادي للديمقراطية التعددية ـ بهدف إجهاض التجربة السياسية المرتكزة الى مبدء التعددية والتداولية الدستورية، لان نتائجها لم تأتِ بمن ترضى عنهم الادارة الامريكية!(حيث وضع العراق على مشرحة الدول المجاورة المتورطة بالكوارث المتعاقبة في العراق ـ باسم مجموعة دول جوار العراق)

23.  عدم الايفاء بالالتزامات التعاقدية مع الولايات المتحدة بشأن حماية امن العراق وثرواته وارضيه ومياهه ، وحقه في الخلاص من القرارات الدولية المجحفة التي فرضتها الادارة الامريكية على نظام صدام وتواصل تطبيقها على النظام الذي جاءت به بعد الغزو وسقوط الدكتاتورية!

 ان المرحلة الراهنة تتطلب تشكيل جبهة وطنية ديمقراطية واسعة تلف حول برنامج محدد لـ:

· استعادة السيادة الوطنية كاملة!

·  وإنتشال الشعب من الفقر والتخلف!

· وحماية الثروات الوطنية!

·  ضمان كافة حقوق الانسان..وفق المواثيق الدولية!

· انقاذ الصناعة والزراعة والتجارة والسياحة الوطنية من الإندثار!

·   وضع المعالجات القانونية الواقعية لإستعادة ثروة الوطن المبعثرة في الغربة ( عودة العراقيين في الخارج الى الوطن)!

·    رعاية الثقافة الوطنية ـ العليلة ـ وحمايتها من كوابح التخلف!

·    نبذ الخلافات الفئوية والالتفاف حول المشتركات الوطنية التنموية!

·    استعادة الحقوق القانونية المشروعة التي تنازل عنها النظام السابق لدول الجوار لإطالة عم

العودة الى الصفحة الرئيسية

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com