|
إلى جانب العشرات من الكتب والدراسات والمقالات التي كتبت عن الجواهري، حياةً وشعراً وعبقرية، هنالك في المقابل عددٌ آخر، وإن كان محدوداً، نال، أو حاول أن يطال من ذلك الرمز الوطني والثقافي الكبير، برؤى واجتهادات خلافية حيناً، أو انتقادات واسفافات، حسداً وتخلفاً واستجداءً للشهرة، أحايين أخرى... وكما ذهبنا في القول خلال كتابات سابقة لم يكن الجواهري ليردّ بشكل مباشر على منتقديه، أو حاسديه، إلا في مرات محدودات، معتمداً مواقف عامة، أو شاملة، من الظاهرة التي تفرز تلك الحالات التي تستهدفه شخصياً خفاءً أو علناً... قالوا سكت وانتَ أفظع ملهب وعي الجموع لزندها قداح ِ الحرف عندك من دم ٍ ، وسبيله يوم الصراع إلى دم ٍ نضاح حتى على غرر الملاح قلائدٌ ، للشعر من غرر ٍ لديك ملاح فعلام ابدل وكر نسر ٍ غاضب ٍ ، حرد ٍ بعش البلبل الصداح ِ فأجبتهم : أنا ذاك ، حيث تشابكت هام الفوارس تحت غاب رماح قد كنت ارقب ان أرى راحاتهم مدت ، لأدفع عنهمُ بالراح لكن وجدت سلاحهم في عطلة ٍ ، فرميت في قعر الجحيم سلاحي وإذ استدرج الشاعر "القوالين" والسائلين بحق، أو او بغيره ، ليزيدوا من شكوكهم واتهاماتهم، انقضّ تالياً في شموخ معهود واعتداد لا حدود له، مجيباً وموضحاً بل ومواجهاً ومتصدياً بقصيد يحمل في طياته اكثر من مغزى ومعنى، يشمل أفراداً أو جماعات، سياسية أو ثقافية وغيرها حاولوا، أو حاولت، أن تتصيّد، وإذ بها تقع في مطبّات وشباك لا تعرف كيف تخرج منها، حين وضع الشاعر والرمز، النقاط على الحروف بكل مباشرة ووضح: قد كنت احمل فوق اجنحة لهم ، واليوم احمل مهجتي بجناحي واليوم احمل جذوة مسعورة ، لا شيء ينجدها من الأرواح لابدّ ابرد جمرها ، فاعرتها ريش الصبا ، ووهبتها للراح ولقد أقول لصاحبي لم ادره ، اسيان أم ثملاً افق يا صاح ِ كن فوق داجية الخطوب وريبها ، والح من آذيها الملحاح ِ وتحدها ، فلقد تحدت صخرة ، طوفان نوح ببطشه المجتاح وارحمتا للجيل دون عذابه ، حمم الجحيم ومدية الذباح
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |