|
لا تخشوا على الألماس من الزجاج
سيد يوسف استكمالا لمجموعة من التأملات التى أرجو لها إثارة الذهن وأن تكون عونا للسائرين فى طريق الإصلاح مهما بدا الطريق مظلما ومهما بدا اليأس مخيما فى زمن صار فيه الصهاينة أصدقاء لبعض عرباننا، والعرب أعداء لنا تكون هذه التأملات ...والله المستعان. 1/ لقد استبان لى أن هناك فئة بشعة من الناس يريدونها عوجا(يبغونها عوجا) يريدون للفساد أن يستمر...لا عجب فتلك بيئتهم التى لا يحيونإلا فيها ولا سيما من الطغاة وأعوانهم وأذنابهم أصحاب البوق ذى الضجيج المسموع ...الحق إنهم فى عمى وفى خوف شديد...أريد أن أقول لحُماة الحق لا تخشوا على الألماس من الزجاج ...غدا يلفظهم التاريخ ويضعهم فى مزبلته وسلوا عن فلان وفلان وفلان...وما فلان العجيب منا ببعيد. 2/ لقد استبان لى أن من الشجاعة والصدق والرجولة ألا ترتدى قناع الحق والحرية والثقافة والتدين وأنت تلهث بعبودية قميئة وراء شهوة أو مال أو جاه أو توريث حكم...أعلنها بشرف وحدد موقفك ثم سر فيما تريد السير فيه لكن لا تظن انك تخدع الناس...ثق انك أول المخدوعين وأن مهما أخفى المرء شيئا عن الناس فسوف يظهر فى يوم ما . 3/ تعالوا نعلنها للناس جميعا ولحكامنا خاصة : حرية بلا إمكانيات تعنى أخطاء فادحة، وإمكانيات بلا حرية تعنى خطر داهم وتبلطج شديد الوطأة بل استغلال للجماهير بالرشوة والفساد، وحرية تتساوى أو تقترب من الإمكانيات تعنى أن ذلك بداية طريق النهضة والنمو وإن التراجع عن ذلك لجريمة سوف تودى بنا إلى خسائر جسيمة . لذا إنى لآمل أن تتقارب تلك الحركات لا للتلاشى ولكن لتتأكد من المشاركة فى التغيير كل فى مكانه وبأدواته التى يرتئيها...ذلك أدعى للاستئناس والاطمئنان إلى صحة المسير. 5/ لقد استبان لى أن أسماء الخالدين والعظماء الذين ذهبوا مع الحياة هى الخالدة أما أشخاصهم أما ذواتهم فقد أفضوا إلى ما قدموا فهم بين مليك مقتدر لا أحد يعلم كيف حالهم الآن؟ من أجل ذلك لا تهتم كثيرا باسمك على حساب نفسك... أقولها بشكل آخر: إذا سمحت لنفسك أو سمحت لك الظروف أن تتميز على الآخرين بأى وسيلة من وسائل القدرة ( المال/السلطة /الكلمة المنشورة / حسن البيان/ التاريخ الحسن/ المكانة ...) حينئذ اعلم أنك قد ألزمت نفسك أن تكون أكثر أمانة فى تشغيل تلك القدرة لصالح أمتك ودينك وبنى وطنك... وتذكر أن الذى يملك أكثر وهو يسير فى الطريق المعوج سوف يعوق حركتك فاصبر ...فإن هذا التعويق حماية لك من قدرة بعضهم عليك وفسحة من الوقت لتراجع أدواتك عساك ترجع بعدها منتصرا...إنى لأعلم صعوبة فهم ذلك لكن قليلا من الناس من يدركون أبعاد تلك الكلمة. 6/ لقد استبان لى أننا فى نقاشاتنا وحواراتنا كثيرا ما نسمع ضجيجا لكننا قليلا ما نرى طحينا(أى ثمرة جيدة) لهذا الحوار ترى أين تكمن الأزمة: أزمة فكر أم عقل أم ضمير أم تنشئة أم غير ذلك؟ على أياما تكمن الأزمة فإننا فى حاجة ملحة إلى إعادة النظر فى منهج تفكيرنا. 7/ لقد استبان لى أن الجهاد الذى لا ينبع من نفس فاضلة ليس بجهاد أو بمعنى أدق ليس بفضيلة ترتقى بها النفس ولعل أدق وصف له هو أنه جهاد أفضل من القعود...وينسحب هذا الكلام على الفضائل الإنسانية بصفة عامة من صدق وغيرة على الحق ووطنية محمودة وإخلاص...الخ 8/ لقد استبان لى أن كثيرا من الناس يتعامون ويتغافلون عن رؤية الحقائق أو الأمور الصالحة تحت ضغط وإيحاء المجموع أو العرف أو العادات أو التقاليد إن هؤلاء قد دفعوا من شرف الوعى والفكر والحق ثمن بضاعة لن يستلموها.
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |