|
ما الذي يجعلنا نتخبّط بالأحلام ..بعيدا عن الحقيقة!
د.مؤيد الحسيني العابد تنتشر هذه الأيام في العديد من صفحات البريد الإلكترونية رسائل لا يعرف مدى مستوى أصحابها من العلم والدراية بالأمور الفكريّة والروحيّة المتقدمة والتي تضع الإنسان في موضعه المناسب من التروّي والإعتدال والصدق في التعامل مع الآخرين ومع نفسه. ولا ندري مستوى أؤلئك من المعرفة والإستقامة النفسيّة!! هل هم أسوياء أم هم من الذين ينشدون الهزل في الجدّ والجدّ في الهزل؟ أم هم مسوّقون لأفكار الشعوذة والدجل بعيدا عن العقل. هذا المكنون الذي خلقه الله تعالى والذي بإمكانه النفوذ من أقطار السموات والأرض(يا معشر الجنّ والإنس إن إستطعتم أن تنفذوا من أقطار السموات والأرض فإنفذوا لا تنفذون إلا بسلطان). وقيل أنّ هذا السلطان العلم أو العقل ولاتناقض في المعنى كما هو ملاحظ! كيف لاؤلئك أن يتجرؤا على ساحة العقل بهذه الترهات وهذه الهرطقات التي يتراسلون بها وهم فخورون ومنتشون بأنّ ثوابا من الله سينالون، وبتحديد الأجر والثواب بالأرقام التي خصّص لها عدّاد من وحي هذه الأفكار المريضة!! ومن لم يشاركهم في هذا النشر لتلك الهرطقات فعليه اللعنات وهو يسير في مسرى الوحوش وغير المؤمنين وغير ذلك، إن لم يشتغل عدادهم ليحشرك في جهنم بعد أن تنال رقما قياسيا من الآثام التي تلاحقك في كلّ مكان حتى وإن قمت بعبادة الله الواحد بمستوى الثقلين!! ما الذي يجعل هذه الناس تسير في عالم الأحلام بعيدا عن هذا الواقع الممتليء بالمسائل المعقدة التي تحتاج إلى الهمم لحلّها. وقد تناسوا هذا الواقع ليعلقوا الآمال كلّها على مجموعة من النائمين والمحتاجين إلى غطاء ليحلموا بأن جاءهم رسول الله صلى الله عليه وآله ليبلغهم بأنّ الذي رسم الكاريكاتير الدنماركي قد إحترق وقد نال جزاءه وهو مازال حيا يرزق! فما علاقة هذا الحالم برسول الله وما علاقة هذا بذاك! ما الذي يجعل أؤلئك ينزلون من مستوى العقلانية إلى هذا المستوى المتدني من المعرفة، بقدرات الذهن الإنساني والمكنون الغيبي الذي يستشرف آفاقا متقدمة لا يصلها إلا من أفاق من غيبوبته التي وضع نفسه فيها كتلك الغيبوبة التي يتحدثون عنها في الأحلام المريضة، أؤلئك الذين نسوا النضال والجهاد الفكري الذي أمر به المولى الكريم بأن يسعوا في هذه المناكب ليسلكوا الطريق القويم إلى مراتب الرقي والعروج بالعقل إلى المرتبة التي وضعه الله تعالى فيه. للاسف تخرج هذه الترهات من قوم أحوج ما يكونوا الى شدّ الهمم والتوكّل على الله لا التواكل والجلوس وطلب النصر فقط.(إن تنصروا الله ينصركم ويثبّت أقدامكم). كيف ننصر الله إن لم ننشد رضاه ونسعى لنشر العلم والعلميّة ونشر المعرفة التي تؤدي بنا الى الرقي والدخول الى حلبة التسابق مع الامم التي تكتشف اللقاحات للعديد من الامراض التي تفتك بالبشر والتسابق مع من دخلوا الى صرح علم دفّاق إسمه النانو ليضعوا التقدم التكنولوجي في وضع السعي الى الاكثر والاكثر. والتسابق مع من يفكّروا بطريق جديد ونظريات جديدة تعيد الحياة الى محيطات أخرى وتشترك معها في الابحاث في عوالم أخرى لعلّها تحلّ مشاكل عويصة على الارض كيف لهؤلاء الذين يقبعون في دهاليز التخلف ودينهم يدعو الى التقدم والمعرفة. خذ هذه الايات المباركة من كتاب الله الكريم لترى أنّ الكثير من الايات المباركة تتحدث عن العلم والعمل وكأنّهما صنوان لا ينفصلان أبدا. والايمان علم ومعرفة (إنّ الذين آمنوا وعملوا الصالحات...)..والمقصود الايمان بدون عمل ايمان ناقص(لن تؤجروا حتى تعملوا بما علمتم). كيف لكم أن تسيروا على المنوال وانتم نائمون وتحلمون؟! هل نزلتم الى ساحة الدفاع عن الرسول الكريم بالفعل لتلقموا من ينازل رسول الله في سياسته وعمله وهدايته للناس حجرا. هل جاء هؤلاء المهاجمون على شخص الرسول العظيم من الهواء ام من دجل الدجالين ممن أصاب قلب رسول الله بالم شديد خذ هذا القول وحكّم ضميرك كإنسان وقل هل يستحق الرسول الكريم مما يقولون وهو صاحب الخلق العظيم (وإنّك لعلى خلق عظيم) وهم يصفوه هذه المواصفات وإليك ما يكتبون في كتبهم ويلومون الآخر على فعلته!! * (يحمل زوجته على عاتقه لتنظر إلى لعب السودان وخده على خدها؟!! * أو أنها وضعت ذقنها على يده، وصارت تنظر إلى لعب السودان يوم عاشوراء؟! * يترك جيشه لينفرد بزوجته، ليسابقها في قلب الصحراء، أكثر من مرة، وفي أكثر من مناسبة، فتسبقه مرة، ويسبقها أخرى، فيقول لها: هذه بتلك!!). أنظر تفاصيل هذه الآلام وهذه الترهات والتقولات على ذي الخلق القويم، لقد كذبوا عليه بأن قالوا: * أنه يهوى زوجة ابنه بالتبني، بعد أن رآها في حالة مثيرة. حاشاه وألف حاشاه! وقالوا: * أن يرى الرأي، فتنزل الآيات القرآنية مفندة لرأيه، ومصوبة لرأي غيره، فيقعد ليبكي وينوح على ما فرط منه؟! * أنه مر على سباطة قوم، فيبول وهو قائم؟ * يكون له شيطان يعتريه ـ كما هو لغيره من الناس ـ وكان يأتيه في صورة جبرئيل، وقد أعانه الله على شيطانه هذا فأسلم. وإن شيطانه خير الشياطين.ثم شربه للنبيذ والفضيخ. * كونه أحق بالشك من إبراهيم لا حول ولاقوة إلا بالله العلي العظيم! من هذا الرسول الذي رأيتموه في المنام؟!! أهذا النبي الكريم أم ذلك الذي صنعتموه من أفكاركم المريضة والتي يضحك عليها من يرسم الكاريكاتير ومن يتهمه بغير ذلك؟!! إتّقوا الله وكونوا أحراراً في دنياكم كما قال سيد الشهداء عليه السلام كيف تريدون للآخرين أن لا يهزؤوا منا وهذا الذي يملا الكتب قد بلغ ما بلغ من الدجل والكذب والشعوذة والتقوّل على النبي الكريم. !. إن قدّم أحد المدّعين بسخرية أو بقول فهو من أؤلئك الذين غضب المولى عليهم لكن قل لي بربّك ما تقول أنت أيها المسلم وأنت ترى هذه الشرذمة تسخر من الرسول بهذا القول في كتبها؟!! ماذا تقول لرسول الله يوم تلقى من أناله شرف الخلق العظيم وأنت توصمه بهذه المواصفات؟!! الامر لا يخصّ فئة دون أخرى أيها الاكارم إنّما الامر يخصّ الكل ممّن له إنسانيّة ويدافع عن الحقّ أيّاً كانت نحلته أو مشربه! إنّ الامر ليس لطائفة أو مذهب وإلا كيف نفسّر من يعتدي على القرآن ويقول أن عددا من الأخطاء اللغوية قد جاءت بسبب الكتابة لكتاب الله الكريم!! وهو من فئة غير التي ذكرناها قبل قليل!!(أنظر هذا المدّعي في كتاباته: أخيراً نرجو ممن ينامون ويحلمون بأن الرسول أخبرهم بترديد شيء ما وهم لا يعرفون اليمين من اليسار نرجو أن يتدثّروا جيدا قبل أن يغفوا أو ليناموا ولا يصحو ليرتاحوا ويريحوا!!
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |