لا تمنوا علينا بإعدام السفاح الكيمياوي!

 


 

 

د. حامد العطية

hsatiyyah@hotmail.com

من عادة الطغاة أن يمنوا على رعاياهم بكل شيء، ليس فقط الأمن والخدمات والوظائف بل حتى الغذاء والماء والهواء، وهكذا كان الطاغية صدام ومن سبقه من حكام العراق، لا يكلون ولا يتعبون من ترديد الترهات بأنه لولاهم لما شبع العرقيون،  بل لما هطل المطر، وأخضوضر النبات، وأينعت الثمار، وساحت مياه دجلة والفرات، ومن دون بركات حكمهم لفقد الأمن، ولاستباح الأجانب بلدهم، فكان من سخرية الأقدار أن تنقلب أوهام الطغاة عليهم، فتحيق بالعراق كل هذه المصائب نتيجة استبدادهم واستعلائهم وحماقاتهم.

 ذا نقول لا تمنوا علينا بإعدام السفاح الكيمياوي، ولقد تأخرتم طويلاً، حتى خشينا من عدم تنفيذ الحكم بسبب معارضة الأمريكان المحتلين، أو فيتو الرئيس العراقي طالباني لصلة القرابة بينه وبين طغمة تكريت، وظن البعض بأن وراء تأجيل التنفيذ صفقة مريبة خفية، تقايضون فيها الابقاء على حياته والسماح للبعثيين بمزاولة العمل السياسي مقابل توقفهم عن المعارضة المسلحة والعمليات الإرهابية، فلما كان جوابهم المزيد من الإرهاب سارعتم لإعدامه.

 لا تمنوا علينا بإعدامه! فماذا يستحق هذا السفاح غير الإعدام؟ بل هو أقل ما يستحق، وأقل القليل، ولو عوقب وفق قاعدة ضربة بضربة لتوجب أن يموت ألف ألف مرة أو يزيد، ويعذب ألف ألف مرة أو أكثر، وكما رأيناه يرفس كالبغل عراقياً جنوبياً أعزل، مشتبه بمعارضته النظام، كنا نتمنى أن يرفس مراراً وتكراراً حتى يكاد يلفظ أنفاسه، وكما أمر باستعمال السلاح الكيمياوي ضد المدنيين الأكراد العزل استحق استنشاق المواد الكيمياوية الفتاكة لكي يجرب بعض عذاب تلك الأم الكردية في حلبجة التي قتلها وهي تحمل طفلها الرضيع، وأليس الكيمياوي المسئول عن عمليات الأنفال؟ فهل يكفي أن يموت بحبل المشنقة من دون أن يدفن حياً كما فعل بالرجال والنساء والأطفال؟

 نحن ضحايا الكيمياوي وسيده الطاغية صدام وجلاوزتهما، الأموات منا والأحياء، نصرخ بأن إعدام الكيماوي جاء متأخراً وناقصاً وغير كاف، وستبقى جرائمه محفورة في أذهاننا ومسطرة في الكتب والمقالات التي كتبناها وسنكتبها، ومرور السنين بل القرون لن تنسي أجيالنا القادمة جرائم الكيمياوي وبقية البعثيين، المعدومون منهم وغير المعدومين، القابعون في الزنازن أو الماكثون في بيوتهم، المجتثون منهم وغير المجتثين، لذا إن كنتم تريدون الحفاظ على مناصبكم لا ترجعوهم إلى العملية السياسية بل ولا حتى الوظائف الحكومية، فهم لا يستحقون حتى الصفة الإنسانية.

  عندما ستعدمون بعثياً مداناً اخر سنقول لكم أيضاً بأن ذلك غير كاف، ولن نرضى عنكم حتى تعدموا البعث كله.

برمتها فلابد للشعب ان يأخذ زمام المبادرة من خلال منظمات المجتمع المدني
لمراقبة النشاط الحكومي والبرلماني ويعمل على الضغط بشتى الوسائل لعدم إهدار
المال العام .

5 – كان اخطر جواب هو لهذا الطفل والذي ان دل على شيء إنما يدل على فشل التجربة
السياسية في نظر الجيل الناشئ بالعراق .

ولذا وبعد هذا الاستعراض للاجابة تولدت عندي جواب لسؤالي انف الذكر وهو شعور

الشعب بانه غير مؤثر في الحياة العامة وهذا الاحباط النفسي الذي يحيط بالعراقيين من قبل جهات خارجية او داخلية للاسف .
عليه لابد ان تتظافر الجهود لإعادة الثقة في النفوس العراقيين من خلال :

1- حسن الاختيار للمرشحين من قبل الكيانات السياسية .

2- لعب دور اكبر للمرجعية الدينية في الانتخابات المقبلة .

3- الاتصال الجماهيري المباشر بين الناخب والمرشح واخذ التعهدات عليه .

4- اختيار المرشح الذي تتوفر فيه صفات الصلاح والخير وعدم التكبر .

5- اختيار المرشح الذي سيكون بمثابة رسولكم للبرلمان فلابد ان يكون من انفسكم عزيز عليه ما عنتم وحريص عليكم و بالمؤمنين رؤوف رحيم " لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم " التوبة. 128

6- الاستفادة من تجارت الدول المتقدمة من خلال تبادل الخبرات واقامة الندوات
وتهيئة الاستشارات .

7- عدم تضييع الفرصة لان الانتخابات نعمة كبيرة تمنع الاستئثار بالسلطة والتفرد

بالرأي فلابد من شكر هذه النعمة والآ سيحرم الشعب منها لا سامح الله.

العودة الى الصفحة الرئيسية

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com