هل حقاً ماتت الشيوعية؟

 

 

معمر القذافي

info@rcmpal.org

العلم الأحمر الذي أنزل بسهولة بيد جندي واحد من حراس الكرملين- هذا العلم سقطت من أجله الآلاف المؤلفة من الشهداء في معارك حامية بالرصاص، ومعارك باردة بالتعذيب والتجويع والتنكيل في غياهب السجون والزنزانات الانفرادية في جميع أنحاء العالم .. وتم صبغه باللون الأحمر بدم عشرة ملايين من الروس. وناضل تحته ومن أجل أن يرفع على الكرة الأرضية كلها الملايين من الشعوب التي أعلنت أنها شيوعية. كيف حدث هذا ويا ترى هذه آخر المذهلات أم أولها؟ فهل سنشاهد زلازل تاريخية أخرى تهدم البديهيات والمسلمات؟ على سبيل المثال هل سنشاهد المسيحية وانهيارها بعد أن تفطن الناس ويتأكد لهم أنهم خدعوا عندما قيل لهم إن المسيح صلب نفسه ليغفر ذنوب تابعيه مهما فعلوا، واستنادا إلى هذا قتلت الدول المسيحية الملايين من شعوب العالم اعتمادا على أن المسيح غفر ذلك مقدما. قد تفطن الناس في العالم المسيحي وتعرف أن كون المسيح صلب نفسه من أجلهم فهو أكذوبة تاريخية. وتنفض الناس عن المسيحية بل وتزحف على الكنائس لتهدمها، وتكسر الصلبان وتسحل القساوسة والرهبان، ويعلن أن عيسى ما هو إلا نبي إسرائيلي أرسل لبنى إسرائيل لتصحيح شريعة موسى لا أكثر ولا أقل .. ولأن اليهود رفضوا أي مساس بشريعتهم التي تعودوا عليها ناصبوا عيسى العداء .. ثم طاردوه وصلبوه إن لم يكن قد شبه لهم. أو أن الله توفاه ورفعه إليه (أنى متوفيك ورافعك إلى).وهل سنشاهد أمريكا وهى توسط الليبيين بما لديهم من علاقة روحية وتأثير أدبي على أخوتهم الإيرانيين لأن يقوم الإيرانيون بالتوسط لدى اخوتهم الألمان لكونهم من جنس واحد وهو الجنس الآرى بأن ينظر الألمان بعين العطف إلى الأمريكيين المساكين، ويغفروا لهم خطاهم التاريخي الشهير الذي ارتكبوه في حق الألمان في الحرب العالمية الثانية على الأقل، وأن أمريكا على استعداد إذا قبلت ألمانيا توبتها لأن تعتذر على إنزال ا لنورمندى وإنزال ايزنهاور على شمال أفريقيا وأن يعتبروه كأنه لم يكن، وأن أمريكا كانت مخطئة ومذنبة في حق الألمان وتلك غلطة تاريخية ارتكبها روزفلت، وقد تبعث أمريكا وفدا من السود ووفدا من الهنود الحمر لأنها تعرف مدى عطف الليبيين عليهم أيام الغرور الإمبريالي الغابر على ليبيا. ولكي تدغدغ أمريكا عواطف الليبيين ويساعدوها قالت للوفد: إن أمريكا تطلب أكبر كمية من الكتاب الأخضر ومن القرآن إذا أمكن باللغة الإنجليزية. ونرى كيف يفرض الرايخ الرابع شروطه على أمريكا وعلى بريطانيا، وأول شرط تدمير أسلحتهم تحت إشراف ألماني .. وتعويض ألمانيا تعويضا باهظا يجعلها على حافة الإفلاس، وإقامة لجنة ألمانية في أمريكا والأخرى في بريطانيا بصورة دائمة للإشراف على تأكيد المهمة.ونرى فرنسا تتمتع باستقلال صوري في ظل الرايخ الرابع، وأن تنقل حقيبة الشفرة النووية الفرنسية إلى برلين، إلا أن ألمانيا ترفض الوساطات وتفرض إتاوات جائرة على أمريكا وبريطانيا تعويضا لما فعلوه في الشعب الألماني. وتصبح الاشتراكية الوطنية هي المذهب السائد من بولندا إلى فرنسا. ونرى الإسرائيليين يعلنون قبولهم بأي حل ودي يرضاه العرب، وأول الحلول قبولهم بالتوزع في البلاد العربية كأهل ذمة، يجعلون خبرتهم في خدمة العرب لأن ذلك سيكون أفضل مليون مرة من البقاء في فلسطين كدولة يهودية على مرمى نظر الرايخ الرابع المخيف، وبدون أمريكا، وسيطلبون من ليبيا القيام بواجبها الأممي والمساعدة على تطبيق هذا الحل، لأن ليبيا إذا قبلت به لن يكون هناك من يزايد عليها.ذلك يحصل حتما لأن معطياته متوفرة ونتائجه حتمية، لقد أكد العلماء الأمريكيون أنفسهم أن أمريكا ستتصحر من جهة وتتجلد من جهة أخرى، وثبت أن بداية انهيار الاتحاد السوفييتي العظيم هي بسبب العوامل الطبيعية، وقد بدأت الطبيعة تفعل فعلها في أمريكا أيضا. كما أن الأجناس المكونة لأمريكا ستتقاتل مع بعضها بعضا كما يحدث في لبنان، وثبت أيضا أن صراع القوميات (العامل الاجتماعي) سبب آخر من أسباب نهاية الاتحاد السوفييتي، أما رأس المال فسوف يهرب إلى بقاع العالم الأربع ويهجو أمريكا دون شك، ولكن لنا عودة لمفتاح المذهلات، كيف تورط العالم في الماركسية اللينينية.؟ لخص ماركس تاريخ البشرية كالأتي: شيوعية بدائية هي الأصل وهذا صحيح- ثم انقسم الإنسـان إلى جماعات .. جماعات .. وكونت كل مجموعة تشاركية اجتماعية ذات ملكية مشاعة للأرض وما عليها بما فيها الزواج، الأمر الذي كون الأجناس البشرية ذات الدم الواحد وهذا تاريخيا صحيح أيضا، ثم استقل أفراد الجماعة بملكيتهم الخاصة وكون المتفوقون ملكية خاصة بهم استلزمت عبيدا من الضعفاء والمتخلفين وغير المحظوظين، وتكون مجتمع الرقيق الذى تحول بجهدهم الى مجتمع الإقطاع، ثم قامت المدن وحلت البرجعاجية محل الإقطاع .. ثم تطورت المدن إلى الرأسمالية وانقسم المجتمع إلى عمال وأرباب عمل. وقال بضرورة تحريض العمال على الثورة ليستولوا على الملكية. وقامت ثورة في روسيا القيصرية وسميت بالاتحاد السوفييتي. وقال استالين: لحماية الثورة لابد من أجهزة قمع سميت بالمخابرات، والأمن الخارجي، والأمن القومي، والبوليس السري والخدمة السرية، وأمن الثورة والمحاكم الثورية .. والمحاكم الاستثنائية والمحاكم العسكرية والسجن السياسي، هذا في الجانب الأمني، أما الجانب الاقتصادي فقال بالمصادرة والتأميم والحراسة ثم الملكية العامة ملكية الدولة .. والملكية الجماعية، وأخيرا الملكية التعاونية، ثم ألغى عقائديا قانون العرض والطلب .. وألغيت المنافسة وظهرت التسعيرة الجبرية والسلع المدعومة، وتم تأسيس الحزب الشيوعي ليقود الدولة الاشتراكية إلى الشيوعية. وتولى قيادة الحزب في الاتحاد السوفييتي مجمـوعة عمالقة من لينين المؤسس إلى استالين ؟ الرجل الحديدي إلى خررتشوف وبريجنيف.. ثم. جورباتشوف الذي سلم بالأمس العلم الأحمر إلى جندي ليطويه ربما.. ربما إلى الأبد.لم يحصل هذا في الاتحاد السوفييتي فقط بل انتشر في كل العالم تقريبا حتى تكون في أمريكا نفسها وبريطانيا أيضا حزب شيوعي .. وقامت دول شيوعية في النصف الغربي من الكرة الأرضية.وأصبحت موضة تقليعة كل ثورة أو انقلاب حتى ولو كان ضد الاشتراكية لكنه يستفيد بطرازها من حزب حديدي وبوليس سرى، وسجن سياسي، ومحاكم استثنائية ومصادرة للحريات، وأجهزة أمنية خارجية وداخلية .. قومية ووطنية حتى أمريكا تأثرت بذلك، وطورت وكالة المخابرات المركزية، وأظهرتها خارج حدودها وارتكبت فظائع أشنع من فظائع لجنة الأمن الخارجي السوفيتية التي أصبحت فيما بعد كى جى بى، وأصبح التنافس على أشده بين سى أي ايه والكى جى بى .. انقلابات .. اغتيالات .. تزوير عمله .. تزوير جوازات وهويات .. شراء العملاء من أتفه إنسان إلى رئيس أي دولة، ونكاية بالمانيا أقيمت لليهودة دولة في فلسطين بغض النظر عن مستقبلها وخطورتها على اليهود أنفسهم، وأثرها على السلم العالمي. هل بعد انهيار الكرملين ستنهار في العالم كل مؤثرا ته من دولة اليهود إلى الحزب إلى السجن السياسي وأجهزة القمع ومصادرة الأملاك وتأميمها والحراسة عليها. والسى أي ايه أو نظرية الأمن القومي والأمن الخارجي .. الخ.لاشك أبدا أن العالم القديم ينهار من أمريكا إلى الاتحاد السوفييتي. وأن نظاما جديدا سيظهر نتيجة حتمية لهذه التفاعلات وليس بتصميم مصمم أو بقـرار سياسي. أو بالتهديد بالقوة .. سينهار حتما كل ما هو رسمي ويحل محله كل ما هو شعبي وهل ماتت الشيوعية حقا.. ؟! أقول: إن عصر الجماهير بدأ يفرض نفسه وهو يزحف حثيثا يلهب المشاعر، ويبهر الأبصار، وسيتحقق كل ما قيل في مقدمة هذا المقال ولكن الشيوعية لا نقول ماتت لأنها لم تولد بعد!! وعلينا أن نتذكر ما قاله هتلر لأحد حلفائـه: علـينا أن ننتظر انتصارنـا حتى ولو تأخر360 عاما). قلنا إن الشيوعية لم تولد بعد حتى يقال إنها ماتت ولكن الماركسية اللينينية هي التي انهارت بل سقطت في الحقيقة اللينينية الستالينية ولكن لماذا سقطت؟ يقول أحد آيات الثورة الإسلامية في إيران سقطت بسبب الكفر بالله .. والإلحاد به وليس لأي سبب آخر اقتصادي أو سياسي.  وهذا سبب برغم صعوبة تصديقه لكونه ميتافيزيقيا إلا أن استبعاده يعتبر نوعا من العسف. لاشك أن غورباتشوف نفسه كان أشد المناهضين لله والداعين لنبذ الدين مع أنه اعترف به الآن وقال بعظمة لسانه في خطبة الوداع:"إن الله قد حبانا خيرات كثيرة لو أحسنا استغلالها". وغير خاف أن الماركسية هي التي قالت بأن الدين أفيون الشعوب، وقالت: لا تقدم لمجتمع ديني أو مجتمع قبلى، فالبحث العلمي لا يسمح به الدين وبالتالي يموت التقدم العلمي حتما في مجتمع ديني. وهذا شئ طبيعي حيث إن الدين قضية روحية وغيبية أساسها الإيمان بالغيب أما العلم فهو قضية مادية واقعية أساسها التجربة (يعلمون ظاهرا من الحياة الدنيا وهم عن الآخرة هم غافلون) وبالتالي لا يمكن التوفيق بين الاثنين الروح والمادة، الواقع والغيب، الإيمان والتجربة، فحتى ابن سينا تم تكفيره لأنه قال: إن الجبال والوديان صنعتها عوامل التعرية والتصدعات الأرضية خلال عمر الأرض الماضي. وجاليليو حكمت الكنيسة بحرقه لأنه قال: الأرض كروية من الناحية الواقعية المادية المشاهدة. وهكذا حسمت الماركسية هذه المسالة لمصلحة حرية البحث العلمي دون النظر إلى الحلال والحرام وما بينهما، فالطبيب عندما يصف دواء لمرض ما لا يقول هذا هو الدواء ولكنه حرام أو مكروه أو فيه قولان من الناحية الدينية أي دين .. فالأديان شتى؟!هذا شيء وهناك شيء آخر ذكرناه ضد الماركسية وهو أنها ورطت العالم في تقليعة التصفية الجسدية للطبقة المعادية والاغتيالات السياسية للخصوم، والسجن السياسي والبوليس السري، والأمن القومي والمحاكم الخاصة تقليدا للثورة الفرنسية وهذا ربما يكون أحد أسباب سقوطها، وللحقيقة فإن الماركسية تلميذ نجيب للبرجعاجية، والثورة الروسية عام 1917 م ما هي إلا تلميذ للثورة الفرنسية التي وقعت عام 1789 م. ومن الظلم والمغالطة أن تنسب التصفية الجسدية للطبقة المعادية للماركسية، فالبرجعاجية الفرنسية هي التي ابتدعت هذا التقليد حيث صفت جسديا الطبقة الإقطاعية، فلينين أو سالين ما هما إلا تلميذ إن لروبسبيرودا نتون، واليسار نسب خطا للثورة الشيوعية، فاليسار وليد الثورة الفرنسية.فاليعاقبة المتطرفون الثوريون هم الذين جلسوا في اليسار صدفة في قاعة الجمعية الوطنية الفرنسية، والسهليون المعتدلون جلسوا في اليمين صدفة من ذلك سمى الثوريون والمتطرفون باليساريين، وسمٌى المعتدلون باليمينيين إذن اليسار واليمين من مفردات قاموس الثورة الفرنسية وليس الروسية، أما اغتيال الخصوم فلم يبتدعه استالين باغتياله تروتسكى بل هذا تقليد روماني، واغتيال يوليوس قيصر يبرر الأمثلة على ذلك، أما السجن السياسي فالإقطـاع هو الذي بناه، والتاريخ يسجل بأحرف من الدموع قصة الدكتور مانيت الذي نسى اسمه بعد خروجه من السجن ودخله طبيبا وخرج منه نجارا، والإقطاع أيضا قبل البرجعاجية شكل البوليس السري حتى أن ثوار فرنسا اضطروا أمام دقة البوليس السري الإقطاعي إلى كتابة قوائمهم بالطريزة والنقش على القماش خوفا من البوليس السري. أما المحاكم الاستثنائية والثورية والخاصة فهي أيضا من صنع الثورة الفرنسية التي ابتدأت بمحاكمة وإعدام الإمبراطور لويس السادس عشر وزوجته مارى انطوانيت ثوريا ثم طيلة عهد الإرهاب الذي قاده اليعاقبة. وأن القطة التي أكلت أولادها ليست الثورة البلشفية بل قيل هذا المثل في الثورة الفرنسية التي انتهت بإعدام قادتها روبسبيرودانتون و سان جيست.أما بدعة الأمن الخارجي والأمن القومي وتشكيل أجهزة رسمية لذلك فلم تكن من طبيعة الثورة السوفياتية أبدا، على العكس فالثورة السوفياتية عزلت نفسها عن العالم، و أقامت حولها ستارا حديديا يحجبها عن العالم بل ليحجب العالم عنها بل هي من صنع الثورة الأمريكية، والمخابرات الأمريكية هي التي تمارس هذا الاختصاص حتى الآن باسم حماية الأمن الخارجي والقومي للولايات المتحدة الأمريكية، والزحف الغوغائي على الخصوم هو أساس الثورة الفرنسية عندما بدأ الزحف على قصور الإقطاعيين. واللون الأحمر ليس لون الثورة البلشفية بل هولون الثورة الفرنسية أولا وتبنته الثورة الروسية .. التاريخ الفرنسي يذكر أنه عندما مر ماركيز في أحد شوارع باريس بعربته المحملة ببراميل النبيذ المصنوعة من الزجاج، وسقط أحدها على الطريق وتكسر وتدفق منه النبيذ الأحمر على الأرض، وهبٌ فقراء الشارع يمتصون النبيذ بواسطة خرق القماش من الشارع .. قام أحد الثوار السريين وغمس إصبعه في النبيذ الأحمر وكتب به على الحائط (دم) وانصرف .. وعرف العالم فيما بعد ما يعنى ذلك. أما إلغاء الدين فلم يكن من فلسفة الثورة الروسية هو الآخر بل هو فلسفة الثورة الفرنسية التي ألغت المسيحية رسميا، واستبدلتها بعبادة الجمهورية وأرواح شهداء الحرية. والثورة الروسية ألغت الدين تقليدا للثورة الفرنسية، إذن الثورة الروسية هي تلميذ فقط للثورة الفرنسية في كل شئ .. نسختها حرفيـا .. وقلدتها تفصيليا ولم تأت الثورة الروسية بجديد بالنسبة لتلك المساوئ أو المآسى أو المزايا. إذن ماذا تبقى للثورة الروسية مادام اليسار مستوردا من الثورة الفرنسية .. وكذلك المحاكم الثورية والسجن السياسي والحبس الانفرادى والتصفية الجسدية .. وتصفية الطبقة والجيش الشعبي والجيش العقائدي وهو الجيش الذي شكلته الثورة الفرنسية لمواجهة أوروبا الملكية وحتى اللون الأحمر هو أيضا مستورد من الثورة الفرنسية.؟ إذن ما هي الثورة الشيوعية التي يقال إنها سقطت؟ .. وما هو النظام اللينينى الماركسى الذي فشل؟ .. وما هي الأيديولوجية التي انتهت؟ ..وما هو الاتحاد السوفييتي ذاته الذي انهار؟ ..وما هو السر الخطير وراء هذا السقوط المريع الكبير؟ .. في الحقيقة ليس للثورة الروسية أي شئ .. كلها تقليد في تقليد واستيراد ومحاكاة، فهي مجرد انبهار بالثورة الفرنسية، وقد عمل ثوار روسيا القيصرية على تطبيقها في بلادهم- فاللينينية- الماركسية أكذوبة قومية حتى لا يقال إن روسيا تلميذة فرنسا فليس ثمة لينينية-ماركسية إطلاقا بل هي روبسبيرية- دانتونية أو فولتيرية- روسوية .. وهى ليست ثورة بروليتاريا أبدا، تلك أكذوبة تاريخية .. هي ثورة برجعاجية ضد الطبقة الإقطاعية تماما كما قامت البرجعاجية الفرنسية بالثورة على الإقطاع، فروسيا القيصرية كانت إمبراطورية إقطاعية بمعنى الكلمة. وقد أطاحت ثورة أكتوبر بتلك الإقطاعية الملكية وحولتها إلى جمهورية برجعاجية انضوى تحت لوائها بطبيعة الحال كل من هوليس إقطاعيا أي حتى الفقراء وأبناء الطبقة الوسطى.تماما مثلما حولت الثورة الفرنسية فرنسا من مملكة إقطاعية إلى جمهورية برجعاجية وليس ثمة ايديولوجية بل هي ثورة الطبقات الدنيا على الطبقة الإقطاعية، وليس ثمة ثورة شيوعية حتى يقال إن الثورة الشيوعية سقطت .. الشيوعية لم تأت بعد.. . وقد لا تأتى لأنها طوباوية خيالية مشروطة بوجود إنسان شيوعي وهذا شرط محال.أما الاتحاد السوفييتي الذي انهار فهو الصراع القومي الذي ليس غريبا على التاريخ بل هو المحرك الأقوى للتاريخ، وهو المشكل أخيرا لخريطة العالم .. وسواء كان الاتحاد السوفييتي ماركسيا أو رأسماليا أو غير ذلك فإن الصراع القومي لا مفر منه .. وهذا ما كان .. وهو صراع حتمي في أي دولة مكونة من عدة قوميات من الهند إلى أمريكا إلى يوغسلافيا.أما الذين كانوا يحكمون في أوروبا الشرقية والاتحـاد السوفييتي سابقا فهم الأحزاب البرجعاجية التي تحولت بمرور الـزمن إلى طبقة أرستقراطية، فلا غرابة فيـما حصل فهو طبيعي ولكن أكثرهم لا يعلمون فقط.إذن ما الذي تبقى من هذه المصائب يمكن نسبه للماركسية حتى نقول إنه سبب سقوطها؟ .. ليس هناك إلا مصيبة واحدة باقية في قائمة المصائب السياسية والاجتماعية تنسب بحق للثورة الماركسية وهى المسالة الاقتصادية .. نعم كل ما يتعلق بالملكية، ونزعها، ومصادرتها، والحراسة عليها، والتسعيرة، ودعم السلع الأساسية وإلغاء قانون العرض والطلب، كل هذا من صنع الثورة البلشفية.يا ترى هذا هو سر سقوطها؟ ربما!! إذ إنه الآن وبعد إلغاء ما كان يسمى بالاشتراكية زادت أسعار السلع الأساسية عدة أضعاف في كل من جمهورية روسيا وأوكرانيا وكل دول شرق أوروبا وظهرت طوابير المتسولين، هذا ما تحقق من تغيير بعد اعتماد سياسة السوق.

العودة الى الصفحة الرئيسية

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com