|
السياسة الحسينية(22)
الحاج هلال فخرالدين hilal.fakhreddin@gmail.com فضح الظلم وبيان المظلومية ذراعى عودة الوعى للامة ومن تخطيطات السياسية الحسينية البارعة العبقرية الناظرة فيما وراء الاحداث هوجلبه لعائلته( ال الله) (ال رسول الله (ص)) رغم اعتراضات الثقاة من اهل الحل والعقد ..وذلك اولا :خوفا عليهم من غدر بنى امية الاوباش باعتقالهم وهتك الاعراض او مساومته عليهم كما فعلوها مع غيره ثانيا: كان من الشهامات العربية اصطحاب الاهل فى المعارك لاجل رفع درجات الاستبسال فى مقاومة الاعداء وبالخصوص ان الاسلام جعل الدفاع عن الاهل والاعراض والاموال واجب مقدس ومن ضحى دون عرضه فهو شهيد ثلثا :لكشف هالات التعتيم وحملات التزييف وابواق التظليل الاموى للامة بانهم خوارج او من الروم والديلم ورد سهامهم الشريرة ونواياهم القذرة الى نحورهم رابعا: لقيامهم بالدورالاعلامى العظيم فى فضح جرائم عصابة بنى امية وجلاوزتهم وهذا الجانب العظيم الذى ترك بصماته فى تعرية النظام الاموى خامسا: ان قضية السبى لاهل البيت وما لاقوه من عنف ووحشية بربرية واضطهاد بحد ذاته جريمة نكراء لاتغتفرواضافت بعدا اخروحفر حفرة كبيرة فى ضمير الامة ضد النظام المتفرعن لتتحول الى قبرا للنظام وزبانيته سدسا:ليبين ويعطى الانطباع المحسوس بان اهل البيت كلهم نسيج ينبع من نور واحد رجالا ونساءا واطفال لاتزيدهم الخطوب وكثرة النوائب والرعب اوالامتهان سواء فى مجزرة كربلاء وحرق الخيام ام طوال فترة السبى والتطواف بهم من مكان الى مكان الا صمودا وعطاءا وسموا وبليغ بلاغ على عكس ماتوهم الطلقاء ونفذوه بكل قسوة وحقد كماقال تعالى :(مثل آلذين كفروا بربهم أعمالهم كرماد آشتدت به آلريح فى يوم عاصف لايقدرون مما كسبوا على شيء ذلك هو آلضلال آلبعيد) إبراهيم:18.. سابعا:فقد شاء الله ان يراهن سبا يا ..وكان مسارالتخطيط الحسينى لعودة الوعى للامة على ذراعين: الذراع الاول:دورمخدرة اهل البيت السيدة زينب بفضح شنائع الظلم الاموى والذراع الثانى :دورالامام السجاد فى بيان المظلومية التى اصابت اهل بيت النبوة وكل واحد منهم مكمل للاخرومتساوق معه وفق ظروفهما بتعرية خارطة طريق الارهاب الاموى ..فقد كان لمخدرة ال محمد (ص)زينب الكبرى ودورها ومواقفها البطولية الفريدة والجريئة في فضح عصابة المجرمين والقتلة وانتهاكاتهم لثقل ال محمد (ص) سواء على ارض المعركة بعد مصرع الحسين(ع) حيث تجمع المصادر التاريخية ومصنفات المقاتل ان بطلة الاسلام زينب خرجت غير منكسرة او مرعوبة مما حل باخوتها واهلها وهم مجزرين على الرمال والاعداء الطغام يحتوشوهم من كل مكان وقد احرقوا خيامهم وهى مكترثة بجموع الاوغاد والقتلة متزنة فى مشيها بين الصرعى لم تنوح او تبكى فى جلد وصبر ليس له مثيل حتى وقفت على جسد الذبيح المخذم الحسين (ع)وانحنت عليه ووضعت يدها تحت جسده الطاهرقائلة :(اللهم تقبل منا هذا القربان) ..فى الوقت الذى قرعة فيه قائد الجيش عمر ابن سعد حتى جرت دموعه على شيبته الضالة ..وبلغ من قوتها وصلابتها مايذهل العقول وهم على تلك الحالة المأساوية فخاطبت الامام زين العابدين مصبرة ومعزية له وكانها تتنبأ او تستشرف المستقبل بكل ابعاده :(ليقيمن هنا لابيك مقام لاتزيده الايام ...واجتهادات الضالين واتباعهم المنحرفين الا علوا ورفعة ..) وكذلك مواقفها المثيرة للدهشة والاكبار فى مسيرة السباء من كربلاء الى الكوفة والشام وحتى المدينة وفى مراكزالقرارالاموية سواء فى الكوفة فى مجلس ابن زياد ام فى مجلس الطاغية يزيد حيث شهد لها الاعداء بان بلاغتها بلاغة ابيها على امير المؤمنين وصبرها صبر امها وجهادها لايقل عن جهاد اخيها الحسين فى رفع راية الحق وفضح جرائم حزب الطلقاء حزب الشيطان ..وهنا نذكر لمما من صمودها وعظيم بلاغتها وهى الاسيرة التى حولت كوارث اهل البيت وماسيهم حمم تصب فوق مراكز القرارالقمعى وفى عقر داره منها مخاطبتها لابن زياد عندما استفزها بقوله :كيف وجدت صنع الله باخيك والمردة من اهل بيتك ...؟ فاجابته وهى كاطود الشامخ والقمته حجرا بعد حجر وماتزال حرارة اللوعة وعظيم الحزن يجللها ..:ما رايت الا جميلا قوما كتب الله عليهم القتل والقتال فبرزوا الى مضاجعهم وسوف تحاج وتحاكم فنظر لمن الفلج ثكلت امك يابن مرجانه ...!! وقد استنكر بعض الصحابة فى ذلك المجلس اعمال ابن زياد من نكث ثغر الحسين ..ومنها تقرعها وتوبيخها ليزيد فى قصره وفضح وحشية نظام الطلقاء وخسة ودناءة من نبت لحمهم بدم الازكياء وانهم لازالو كفار بقولها له :(ثم كان عاقبة الذين أسئوا السواى ان كذبوا بأيات الله وكانوا بها يستهزءون) الروم :10:( امن العدل يابن الطلقاء تخديرك نساءك وإماءك وسوق بنات رسول الله(ص) يحدوا بهن الاعادى من بلد الى بلد يتشوفهن القريب والبعيد ليس معهن من حماتهن ولى ..وسيعلم من مكنك من رقاب المؤمنين إذا كان الحكم الله والخصم محمد(ص) ..(فستعلمون من هو شر مكانا وأضعف جندا) ..ألا فالعجب كل العجب لقتل حزب الله النجباء بحزب الشيطان الطلقاء فمن يجرؤ ان يقول للطاغية يزيد (ولئن جرت علي الدواهي مخاطبتك فانى لاستصغر قدرك واستعظم تقريعك واستكثر توبيخك اى انها لاتريد ان تنزل الى مستوى يزيد الفاسد هي سليلة رسول الله فكثير عليها ان تخاطبه او توبخه فهو وان نزى على سدة خلافة المسلمين فهو لايعدوا عندها سوى كافر مارق لايساوي شئ ولكن المصائب هي التي جعلتها تخاطبه فالعيون عبرى والصدور حرى هذا سبب مخاطبتها لذلك الفاجر ثم تستمر في خطبتها امام الملأ الذى جمعه يزيد فى بلاطه من اهل الشام و جلاوزته فتقول له بكلمات ابهرت البلغاء واخجلت الطلقاء (فكد كيدك واسع سعيك وناصب جهدك فوالله لاتمحو ذكرنا ولاتميت وحينا ولايرحل عنك عارها . مهما حاول زبانيتك من علماء السوء تلميع او تبرير جرائمك والى ان تقول :(وهل رأيك الا فند وايامك الا عدد وجمعك الا بدد ..يوم ينادي المنادي الا لعنة الله على الظالمين) بهذه الكلمات الصاعقة تنهي السيدة زينب عليها السلام خطبتها ليزيد الطاغية والسلطان الجائر بكل جرأة من دون خوف وبهذا المنطق الرسالى افحمت يزيد ومن حوله بذلك الاسلوب البلاغي وبهرت الجميع بفصاحتها واخرست الالسن وكممت الافواه وارجعت سهام الطلقاء الى نحورهم وكشفت عن حقيقة الطلقاء في خطبة يبقى صداها يتردد في قصور الطغاة الى اليوم فلكل يحس بعظمة هذه المراة وجليل قدرها وخطر مواقفها ويذكر المؤرخون ان من كان حاضرا من الصحابة فى مجلس يزيد انكروا عليه مايقوم به من اعمال خسيسة بنكث شفتى الامام الحسين بمخصرته وانهم طالما شاهدوا النى(ص) يقبلهما .منهم ابو برزة الاسلمى وزيد ابن ارقم انظر ابن الجوزى حتى ان طاغية العصر يزيد اخذ يتلعثم ويتراجع امامها ويحمل ابن زياد مسؤولية تلك المجزرة وانه يتبراء مما قام به ابن مرجانة من سفك دماء العترة على اثر تلك المواقف المذهلة لمخدرة الرسالة سيدتنا زينب الكبرى (ع) ولمن يريد المزيد عن دور المرأة فى الاسلام فعليه بكتاب الشهيد الحكيم التى يحلل ويلقى الاضواء على رسالة مخدرة ال المصطفى زينب الكبرى وان من احدى ثمرات مواقف النهضة الحسينية المباركة ودورالعقيلة زينب والامام الممتحن السجاد باماطة الثام عن بشاعة وهمجية وشراسة زمرة الطلقاء وخساسة ونذالة وحقارة ال ابى سفيان ..ليتسع ويتجذر هذا المد الانسانى المتعاظم فى التعاطف و التظاهرات المليونية الحاشدة من كل حدب وصوب وفى كل بقاع المعمورت الميممة شطر قبلة الثوار وكعبة الاحرارفى اربعينية ابى الضيم الامام الحسين مما لم تشهد له البشرية مثلا سواء فى العمق التاريخى ام فى امتداداتها فى الزمن الحاضر ومن المؤسف حقا بل المعيب جدا ان وكالات الانباء والفضاءيات دع عنك العربية منها لتبعيتها التامة للانظمة الاستبدادية او لهوسها الطائفى المقيت لكن كلامنا للوكالات الدولية والمحطات الاخبارية العالمية التى تزعم الموضوعية والاعتدال والشفافية ونصرة الفكر المنفتح المتسامح المسالم فى التغطية الاعلامية تجاهلها المطبق لما يحدث اليوم فى العراق الجديد وبقية الاقطارمن مراسم ولاء وتخليد لرمزالحرية والتضحية من اجل القيم الرسالية والمباديءالانسانية فى مقارعة الشر والاشرار الامام الحسين عليه السلام ..فى حين ترصد كل خبر تافه او موقف هزيل وان كان نائيا فى الغابات او وعرا فى قمم الجبال او فيافى الصحارى وبطون الوديان ..وما تفتأ حتى من تناقل تصريحات عصابات الارهاب والتكفيروالتطرف.. ومحك الاخر ليس سعة اليافطات بل نبل القرارات
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |