|
يقتلوننا لكن لانقتلهم .... هابيل وقابيل !
حميد الشاكر منذ ان خلق الله سبحانه وتعالى الانسان على هذه الارض، وحتى اليوم لم يزل، هناك خطان من السلوك والفكر والتوجهات والعواطف ... هي التي تتحكم بكل وجود الانسان وانماط تصوراته وكيفيات سلوكياته في هذه الارض وهما : الثاني : كان اسمه (( قابيل )) صاحب نزعة الحسد والغلّ، والحقد والطغيان وحب الهيمنة والتسلط واخذ كل شئ يجده امامه، وصاحب رؤية وجوب ان يكون كل شئ في هذه الحياة تابعا له وخاضعا لهيلمانه ومسبحا لجماله مع انه اجبن خلق الله وارعدهم فريصة واخفقهم جنانا امام الموت والاستشهاد . هذان البشران قربا قربانا تقبل الله من احدهم،بسبب صفاته الحميدة ونواياه النظيفة، وحبه للاخروصدق سريرته مع الله سبحانه وتعالى، ولم يتقبل قربان الاخر، بسبب سوء طويته وكراهيته لكل شئ وتضخم الانا وحب التسلط لديه وصفات الجبن والغدر لديه ...الخ . اجابه هابيل :((إنما يتقبل الله من المتقين، ولئن بسطت إلي ّ يدك لتقتلني ما أنا بباسط يدي اليك لأقتلك إني أخاف الله رب العالمين، إني أريد أن تبوأ بإثمي وإثمك فتكون من اصحاب النار وذالك جزاؤا الظالمين )) طبعا هناك من يعتقد ان هابيل هذا ربما كان ضعيف البنية او انه لم يكن يملك ارادة الدفاع والمقاومة امام طغيان الوحش الانسان قابيل،ولهذا تحجج بمفردات الضعفاء من بني البشر في الصبر وخوف الله والاثم وغير ذالك لكن الحقيقة ان هابيل كان اشدّ باسا من المجرم قابيل بل واقوى بنية واكثر ذكاءا وشجاعة،وفطنة واقتدارا على الحاق الاذى بسميه الانساني قابيل،لكنّ الفرق بين خط هابيل الفكري والروحي والسلوكي في هذا العالم وخط اخيه قابيل هو ان قابيل صاحب غدر وحسد . وغلّ وطغيان ودونية اخلاقية وحب للدنيا وسلطتها بلا حدود، بينما تحكم هابيل صفاء النية وعدم التفكير بربح الدنيا على حساب الاخرى واخلاق الفروسية والرجولة والايمان....الخ ولهذا كانت المعركةليست هي معركة ساحة وقتال ولاهي معركة مواجهة واقتداربل هي معركة غدر وضميمة ودوافع مشبوهة واخلاقيات متدنية جدا ....فكسب المعركة اقرب الخطّين للنذالة والانحطاط، وقتل قابيل غدرا اخاه هابيل، لينتصر في معركة الا انه في النهاية يخسر الحرب امام هابيل، فيكون مصيره النار جزاءا لظلمه من جهة، وليبوء باثمه واثم اخيه الانسان هابيل من جانب اخر !!. في العراق اليوم ايضا يتصارع الخطّان بعد الاف من السنين على تاريخ خطي هابيل النبيل وقابيل الرديئ، ولكن تحت نفس المنطق وبنفس التوجهات وتحت ضغط نفس الدوافع والمنطلقات وبين جهتين معروفتين للعالم سلفا : الاولى : هي العراقيون بمعتقداتهم ومرجعيتهم الدينية ورجولتهم وايمانهم،وحبهم للاخر وبرؤى أئمتهم واسلامهم وشجاعتهم واقتدارهم، وشعار (( إنما يتقبل الله من المتقين ولئن بسطت إلي ّ يدك لتقتلني ما أنا بباسط يدي اليك لأقتلك إني أخاف الله رب العالمين )) الهابيلي !!. وطبعا ايضا هناك من يعتقد ان العراقيين عندما لايجابهون منطق ((لأقتلنك )) القابيلي الارهابي التكفيري والبعثي هذا بمثله من ردة الفعل، ليشن الشعب العراقي الهابيلي هجومه الانتحاري على الاخرين من نفس المنطق انه ضعف وعدم حيلة، وركون الى الاستسلام والخضوع للارهاب والذلّة !!. والحقيقة ان الشعب العراقي يملك الكثير من الشجاعة، كما انه يستطيع ان يرجع اصحاب الغدر والجبن والرذيلة من التكفيرية، والبعثية الى جحورها القديمة لترتعد فرائصها، اولتكشف عن سؤتها، لتتقي غضب وبأس الشعب العراقي عنها، لكن ما يكبل الشعب العراقي، ويحد من غضبته البطولية الصادقة هو تلك الضوابط الالهية وتلك التقوى الربانية الهابيلية التي ترفع شعار (إني أخاف الله رب العالمين)،ولهذا تجد مرجعية الشعب العراقي الدينية لاتفكر مجرد التفكيران تدعوا الشعب للرد بالمثل ولتكون حرب الانتحاريين القتلة بين الجانبين هي الحكم والفيصل بين ابناء هابيل المؤمن من الشعب العراقي، وشياطين قابيل من البعثية والتكفيريين الوهابيين، الذي قتلهم الغلّ واعمى ابصارهم الحقد واهلكهم حب الدنيا واعمى قلوبهم ارادة الطغيان وخدمة السلاطين من جبابرة الزمان !!. إن خطي قابيل وهابيل لم يزالا هما سرّ المعركة القائمة بين العراقيين والارهابيين، كما انهما الخطين الذين جاءا مع محمد رسول الله ص ضد قومه ونزل بين علي بن ابي طالب وسالبي حقوقه، والحسين واشياع بني امية من قتلته .....، وحتى اليوم تتصارع لغة الحبّ مع لغة الحقد، ولغة الغدر مع لغة الوفاء، ولغة الرجولة والشجاعة والمواجهة والبطولة،مع لغة الغدر والخيانة والجبن، ولغة الايمان بالله سبحانه والخوف من عقابه وحسابه مع الايمان بالطاغوت وحب الدنيا والموت والانتحار وتفخيخ الاجساد وحرقها من اجلها !!.
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |