النورس العائد قبل المغيب

 

حيدر قاسم الحجامي

 wwwhh13@gmail.com

(الى كل اولئك الذين يعرفون ان قطرات الدم الطاهر ستلدُ امة تعشق الحياة ..اكتب)

المغيب القاتم اللون يطغى على حيوية الأمكنة ..يستبد الظلام حين تتلاشى مبررات وجود الضوء ..الانهيار التاريخي للحظة التثوير المطلوبة مازالت امواجة الراكدة تأكل جرف هشمته عقود من التوقف إللا منطقي عند حدود التيبس الداكنة ...المشهد القاتم لايخلو من شجن خفي ..ارتماسات الضياع موسيقى الخفوت للطيف الشمسي المتداخل في صبغة لونية في تواصل رتيب ...التلاشي يطفو مرة أخرى على سطح المشهد ...وراء تلال السنوات وفي أزقة اختنقت برائحة الأمس تكمن الهزيمة...العجز لا يحل المشكلة الهروب الى الإمام لايعني في قواميس اللغة سوى الاندحار عند عتبة المواجهة الصريحة...التلاوين الغريبة عن المشهد تملا الأفق ...الطيوف الغائرة في جوف القراءات المعاصرة لحركة التاريخ  ليست سوى وجه مجمل للهزيمة ....بحث عن انبعاث أسطوري لعنقاء تجدد ذاتها بذاتها وتنهض من تحت جمر التاريخ المتوقد باستمرار ليس إلا حلم كلكامشي متسربل عبر مئات القرون ...المساءات المثقلة بالتمرد الخفي احتراق بلون الرماد هواجس تجتاح الأمكنة المسكونة بالأرواح التائقة الى أمنيات التجدد الانعتاق ...الزمن المترب نفض بالأمس غبار التوقف حين أشرقت شمس الثورة التي سرعان ما استبدلت خيوطها الذهبية بمديات قاطعة تحتز الرؤؤس ...رائحة التحلل القيمي تزكم الأنوف...الغرابة تدق ناقوس الانتهاء وتقرع أجراس الانحدار نحو الهاوية....الخدر الساكن في النفوس ماهو الاتمدد لذاكرة مثقوبة ...استرجاع لصورة مجتزأة من المنتصف..الصليب الخالي سئمنا بقائه بيننا !!أين هو المسيح ليصلب عليه ثانية ؟؟يهمس احدهم في زوايا مظلمة من هذا العالم, سلسلة بلون الدم ..طرقات المعاول الساخنة على الوجوه المصحوبة بابتكارات المحنة الآتية من العجز المتواصل ...مخاضات عسيرة ..الأزمنة المختزلة أدمنت انحدارها ...الأجواء تطفو  على ملامحها علامات البؤس تنذر بتغيير في الرؤية وانكسار مرئي في صراع خفي مع الإرادة ..النورس العائد قبل المغيب ..لابد ان تطأ إقدامه هذه المياه الراكدة يحرك سكونها الرهيب ويوقف نهم الابتلاع عندها ..ويبدد صمت الدقائق وعجز الساعات  ...الانشطار الكامن خلف النفوس سُترسم ملامحه السريالية  بألوان  متداخلة لكن الحمرة ستطغى على هذا التداخل اللوني المتشكل ...بعدما تغادر النفوس أزمات المرض المرعب ..الزهرة التي ستنمو وسط هذه الأدغال البرية لابد ان يشتد عودها وتكبر ..وإلا فلن يعدوا نموها سوى قفزة بسيطة على حاجز التوقف والعودة ثانية الى نفس النقطة ....مشهد المغيب يتغير سريعا حركة دراماتيكية متسلسلة  ...ضفة مقابلة لهذا الجو الموحش...النورس الأبيض يضفى تواجده البهي الالقا رائعا  ..النور يطرد المغيب الذي أطفا شموع الأمل ..عادت ليوقدها هذا المولد المزهر ..الخضرة مختلطة ببهجة الإزهار الناعسة تملا النفوس طمأنينة ..الانبعاث الأسطوري لم يكن إلا حقيقة ماثلة ....الجداول الضمئ ترتشف بعد طول انتظار ..نورس الإيمان يفتح وسط جدار غيوم تستر شمس الحياة ليفتح كوة ينبلج منها الضوء الأصفر غاسلا درن الآثام...ابتسامته الخالدة تعانق الشمس ...اشرقاته شريان يفتح متدفقا لحياة جديدة  ..النورس محلقا في فضاءات صافية ليعلم الآخرين ان الحرية ثمنها المواجهة لا الاندحار .. في تلك الأجواء يتربص صيادوا التاريخ  ليفرضوا قانون الغابة لتسود سهام غدرهم وتعلو شباك حيلتهم ...ينصبون صلبانهم المغطاة بالقسوة والمطلية بالدم لاصطياد نورس الفجر ليفرضوا منطقهم الأجوف ..النورس المعلق على صليب غدرهم قال بصوت واثق المعنى وسكينة لا متناهية  :لا بأس ان اصلب ولكن الحقيقة لن تستطيعوا صلبها ..لان كل قطرة دم ثورة وكل دعوة للحرية ستلدُ امة ..

العودة الى الصفحة الرئيسية

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com