|
الجواهري وكارثة الثامن من شباط
لم يكن اغتراب الجواهري إلى براغ قد امتد لأكثر من عام ونصف، حتى حلت كارثة شباط عام 1963 بكل مآسيها التي طالت "أهلاً وصحاباً وديارا" وفي شتى أرجاء البلاد... وكان لابدّ لشاعر الوطن أن يتخذ موقفاً، فاتخذ، واختير بالاجماع رئيساً للجنة الدفاع عن الشعب العراقي التي كانت العاصمة التشيكية - براغ مقراً لها... سلاماً وفي يقظتي والمنام ، وفي كل ساع ٍ وفي كل عام ِ تهادي طيوف الهداة الضخام ، تطايح هاماً على اثر هام ِ سلاماً وما انفك وقد الضرام، من الدم يشخص حياً أمامي ثم يستمر الرمز العراقي الأبرز مستذكراً، وموثقاً لكثير من الأحداث، بالصور تارةً، والايحاء مرات أخرى، مفسراً ومؤرخاً بشكل مباشر للوقائع، وممجداً الواهبين حياتهم للشعب والوطن والقيم والمبادئ العظيمة... خاصة وان له - كما يؤكد العارفون - علاقات حميمية ووطيدة مع العديد من أولئك الشهداء البواسل: سلاماً مصابيح تلك الفلاة ، وجمرة رملتها المصطلاة ْ سلاماً على الفكرة المجتلاة ، على صفوة الزمر المبتلاة ْ ولاة النضال ، حتوف الولاة ، سلاماً على المؤمنين الغلاة سلاماً على صامد ٍ لا يطالُ، تعلّم كيف تموت الرجال ... سلاماً وما أنا راع ٍ ذماماً إذا لم اسلم عليكم لماما سلاماً ضريحٌ يشيع السلاما ، يعانق فيه "جمال" "سلاما" (1) سلاماً ، أحبة شعب نيامى ، إلى يوم يؤذن شعب قياما... حماة الحمى والليالي تعودُ ، وخلف الشتاء ربيع جديدُ سيورق غصنٌ ، ويخضر عودُ ، ويستنهض الجيل منكم عميدُ سيقدمه "رائدٌ" إذ يرود، ويخلف فيها اباه "سعيدُ" (2) و"سافرة" ستربِّ النسورا ، توفي أبا "العيس" فيهم نذورا (3) 1- "جمال" – "سلاما" : الشهيدان الباسلان: جمال الحيدري وسلام عادل 2- "رائد" – "سعيد" : نجلا الشهيدين الباسلين: عبد الرحيم شريف وعبد الجبار وهبي 3- "سافرة" – "ابو العيس" : سافرة جميل حافظ، زوجة الشهيد الباسل محمد حسين ابو العيس
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |