|
اقتلك او تتفق معي
يقول الدكتور علي الوردي "بان الفرد العراقي لايستسيغ ان يرى احدا يخالفه في رأي او عقيدة انه لايدرك أن غيره قد يكون مخلصا في رأيه أو عقيدته كاخلاصه هو,يبدو ان الفرد العراقي لايفهم هذه الحقيقية ولهذا وجدناه ميالا الى الاعتداء على المخالفين له ويظن أنه على صواب" نحن ننتمي الى شعوب لم تعتمد الرأي والرأي الاخر وهذا موروث واقعي ومنه ننطلق في نقاشنا من لم يكن معي فهو ضدي وربما يصل الامر من لم يتفق معي فساقوم بقتله وكثيراً ما تحكم علاقاتنا بالأخرين وحكمنا عليهم إنطلاقاً من أراءهم ومدى توافقها مع رؤيتنا .. والحقيقة أن مكمن الخلل ليس في إبداء الرأي بل في عدم سماع الرأي الاخر .. فنحن لانجيد الإستماع ونعشق النقاش (البيزنطي) وقليلاً جداً مايعترف طرف لطرف أخر ان مايطرحه منطقي ومقنع لذا من الضروري جدا ان نتقبل الرأي الاخر حتى لو كان واضحا بانه خطأ ولكن لنا الحق في ابداء وجهة نظرنا ومحاولة منا كي نقنع بها الاخر فان لم نستطع ولم نكن متاكدين بانه يتقبل رأينا ولايحمل لنا ضغينة بعد ذلك فسوف نهمل هذا القول سردنا لهذا الحيث عن الاختلاف في الرأي ربما ينطبق على اهم نخبة في العراق وهم نخبة السياسيين العراقيين ازمتهم الحقيقية انهم لايتناقشون نقاشا حضاريا وان حدث ذلك ربما في وسائل الاعلام فقط حتى يقنعوا المجتمع العراقي بانهم اناس ديمقراطيون ولايهبطوا الى مستوى الشتائم او التهديد بالقتل في حال اختلفوا في ارائهم حيال قضية ترتبط ببلدهم او في حقيقة الامر ترتبط بمصلحتهم هم ,لذا بمجرد ان ينتهي اي حوار باختلاف الاراء بينهم سواء في اجتماع معين او برنامج تلفزيوني على احدى شاشات الفضائيات المحلية والدولية يسمع القريبون الموجودين منهم الكلمات النابية والالفاظ التي لاتليق بمن يعمل في سلك السياسة وانما تليق بزعيم مرتزقة من القتلة الامر الذي يقضي بكلا الطرفين استعمال الاساليب الملتوية تتمثل حلقاتها بالرهان على المواطن المسكين كان يقوم هذا السياسي بشن حملة من التحريض لبعض الجهات التي تريد ان تستفيد من هذه الخلافات فتعمل على قتل المواطنين الابرياء ظنا منها اشعال الفوضى والقلاقل في بلاد الرافدين وهبوط بورصة اصوات القاعدة الجماهيرية لهذا السياسي او المتضرر من هذه الاعمال فموضوعة الاختلاف في الراي الذي يصل بكل حالة خلافية الى القتال امر طبيعي في المجتمع العراقي والمجتمعات العربية والشرقية عموما بسبب الموروث المتخلف لبنيوية هذه المجتمعات القبلية والعشائرية فمن غير الممكن ولا حتى في الحلم سنتخلى عن الصراع بيننا تنازلا من لاحترام الراي الاخر.
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |