طامات السلف وظلامية التحجرالسلفى الوهابى تشويها للرسالة ومحاربتا للمبادئها الانسانية

 

الحاج هلال فخرالدين

hilal.fakhreddin@gmail.com

ان الاسلام رحمة للانسانية جمعاء لاقامة التوحيد وتحقيق العدالة والالتزم بالقيم والمباديىء وثورة دين ضد العقائد الفاسدة والاوضاع المتردية والمظالم المتمادية وانتشالها من حضيض الاعراف البالية والعادات الفاسدة والتعصب العرقى والتمايز الاجتماعى من خلال ابرز سمات فلسفته بتحرير العقول من كافة الوان التبعية والتقليد والظلامية بتحرير الانسان من عبادة كافة الاوثان وبكل صورها كلاستسلام للشهوات والغرائزوالنزوات..والهدف الثانى:ان الاسلام وضع معيارا للامة لكى تكون الامة الاسلامية خير امة اخرجت للناس بأمرها بالمعروف ونهيهاعن المنكر فمتى ماتخلت عنه اوتخلفت منه سلبت هذه الكرامة وزالت الخيرية عنهااوالافضلية منها..والهدف الثالث: ان من تشهد الشهادتين اصبح له ما للمسلمين وعليه ما على المسلمين ويقول(ص) ما كنت لانقب مافى الصدوروهوالمبعوث رحمة للعالمين حيث جعل كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته ولافرق لعربى على اعجمى الا بالتقوى وهو القائل:(لو سرقت فاطمة بنت محمد لقطعت يدها )و(يافطمة اعملى لا اغنى عنك من الله شيئا)فلا صفوة او فرقة ناجية الابعمل (ولله خلقكم وما تعملون)الصافات:96 و(لمن شاء منكم أن يستقيم)التكوير:28 (فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره *ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره)الزلزلة:7-8 ولووجد البارى تعبيرا ادق او مثلااصغراوقل من الذرة لضربه لنا..والخلاصة ان الاسلام هو(الاستقامة)فلم يجعل الله على خلقه سدانة كهنوتية اوعلى الامة وصاية تسلطية لعفاريت التكفيروالارهاب..لذلك نلاحظ

ان اشد ما بليت به الامة من طامات منذو العهد النبوى ولازالت ترزح تحت ركامها رغم كل ما تدعيه معركة الاصالة والحداثة او معركة التراث والتجديد التى اصبحت الكتابة فيها مموجة مستهلكة بعد ان اهرقت فيها بحور من الحبر ما هو فى الواقع الى تزييف وتغييب للحقيقة وتلميع وتبرأه وتأويل ودفاع اعمى زائف عن حقائق ثابتة هى ماقام به رهطا الصحابة من ممارسات خاطئة وكذب ونفاق وخيانة..هنا اسيق رواية لاول مؤسس لمدرسة الكذب والافتراء فى الاسلام على النبى(ص) وكذبه الصراح على النبي(ص) يكشف عن كوامن تلك النفوس التى لم تتشرب بقيم ولاتعى مفاهيم الرسالة وجل همها نزعاتها النفسية وكوامنها الجامحة   وفق ماتواترفى اهم مصادرالقوم عن يحى بن كثير عن عطاء بن السائب قال:كنت عند عبد الله بن الحارث فقال:أتدرون لم قال رسول الله (ص):(من كذب علي فليتبوأ مقعده من النار) قال :قلنا:لا قال إنما قال ذلك من قبل:(عبد الله بن أبى جذعة أتى ثقيفا بالطائف فقال:هذه حلة رسول الله (ص) أمرنى أن أتبوأ أى بيوتكم شئت فقالو:هذه بيوتنا فتبوأ أيها شئت فانتظرسواد الليل فقال:أتبوأ أى نسائكم شئت فقالوا:إن عهدنا برسول الله يحرم الزنا فسنرسل إليه فارسلوا إليه رسولا فساراليه وقدم عليه عند الظهر فقال:يارسول الله انا رسول ثقيف إليك ان ابن ابى جذعة أتانا فقال:هذه حلة رسول الله(ص)امرنى ان اتبوأ اى بيوتكم شئت فقلنا هذه بيوتنا أيها شئت فانتظرسواد الليل فقال:اتبوأ أى نسائكم شئت فقلنا:عهدنا برسول الله (ص)وهو يحرم الزنا فغضب رسول الله(ص) غضبا شديدا لم أر أشد منه ثم أرسل رجلين ليقتلاه ويحرقاه بالنار..ثم قال :لا اراكما تأتياه إلا وقد كفيتماه ..فخرج ابن ابى جذعة فى ليلة مطيرة ليقضى حاجته فلدغته حية..فأحرقه الرسولان)الجامع الصحيح مسند الربيع بن حبيب البصرى ج2ص74 وفى رواية الطبرانى فى المعجم الكبيرعن السيوطى فى الجامع الكبيراوجمع الجوامع الجزء الرابع العدد 19 ص2325 :(فغضب رسول الله (ص) وبعث رجلا من الانصار وقال له: اذهب إلى فلان فاقتله واحرقه بالنار فإنتها اليه وقد مات وقبر فامربه فنبش ثم احرقه بالنار) نفس المصدر.. فهذا الصحابى لابد انه كان معتمدا عليه لذى ائتمنه النبى(ص) وارسله فى مهمة واعطاه حلته كعلامة –وهكذا كانوا يفعلون فى تلك الايام والرسول بين ظهرانيهم- يخون الامانة ويستخدم العلامة لتحقيق غرضه الدنىء ويخبر ثقيفا أن محمدا أباح له نساءهم يختار منهن ما يحلوا له لكن الثقفيين كانوا أذكى منه فلم ينخدعوا خاصة ماطلبه منهم هو الزنا الصراح من قبله وديوثة من جانبهم وعهدهم بالنبى يحرم ذلك ويحد فاعليه فكيف يأمر به؟!! والعقاب الشديد الذى أمر به بانزاله بابن جذعة الذى بلغ حد التحريق بل وتحريق جثته اورمته كان جزاء وفاقا هكذا وصل الامر باحد الصحابة الذين يثق بهم النبي (ص) لايتورع من أن ينسب الى محمد ابشع تهمة فى سبيل تحقيق متعة او رغبة او نشوة طائشه.. حتى طور ذالك المنهج بتصنيعه فى مؤسسات تخصصت بالتزييف والكذب والدجل وطمس الحقائق وتحريف الوقائع عى ايدى ثلة من مرتزقة المعممين وانفقت الانظمة المتعاقبة فى سبيله من الاموال مالايعد ولا يحصى لمصالحها السياسية واصبح معرفة صحيح الحديث من مكذوبه من الصعوبة الشاقة بمكان حتى قال احد ائمة الحديث:(كالشعرة البيضاء فى  الجلد الاسود)...

 

فلكية ارقام الكذب والكذابين 

من المعلوم انه لاتخلوا انظمة وحكومات من المتملقين والوصوليين وبالخصوص الانظمة الاستبدادية حيث يحاط  النظام  بثلة من الانتهازين والنفعيين واصحاب النفوس المريضة خوفا وطمعا

لكن الظاهرة المرعبة والباعثة على الاستغراب ان تشجع انظمة الخلافة الاسلامية  على استقطاب المفترين والكذابين والوضاعين بل وتبذل لهم جزيل الاموال وتنفق عليهم الهبات وتعينهم في اخطر مرافق الدولة الدينية والقضائية والتعليمية وأمامة الناس وفوق هذا يحاطون هؤلاء الكذبة بهالة من التقديس الزائف وتنسج حولهم اساطير تتناسب وسعة افكهم وعمق كيدهم ومقدرة تفننهم في التحريف ومقدرتهم على التزيف وحسب باعهم في التدليس وهذه الاجواء الموبؤة تلف الامة منذ السقيفة ولحد الان وهناك مدونات رجالية ضخمة تشير الى ثلة من أئمة الكذبة والضعفاء والوضاعين والمدلسين واشباههم ككتاب (الضعفاء الكبير) و(ميزان الاعتدال)و(لسان الميزان)و(الضعفاءوالمجروحين)والكذابين والموضوعات والمكذوب في الفضائل وغيرها....

لكن موسوعات هذه المصنفات اوهذه المدونات تبقى في اطارمافاح شاع وضعه  وبان كذبه حتى للجاهل كما وان هذه الموسوعات تخص كبار السحرة من مشايخ التحريف وحجج الوضاعين للحديث المكذوب وخصوص الكذابين المتخصصين والمحترفين المهرة المتمرسين منهم وعلى سبيل المثال فمنهم :(نعيم بن حماد بن معاوية )كان ماهرا في وضع الحديث متجرئا على مقام صاحب الرسالة قال العلامة الذهبي في ميزان الاعتدال :(وكان يضع الحديث ) ميزان الاعتدال ج7ص44  واستقدم الخليفة المهدي أبا معشرالسندي وأشخصه الى بغداد وقال تكون بحضرتنا تفقه من حولنا وكان ابو معشلا ماهرأ بوضع الحيث والقصص  قال ابن جزرة:أبو معشر أكذب من تحت السماء  تاريخ بغداد للخطيب البغدادي ج4ص431 وكان عبدا للسلطة وقد نعم في بغداد برضا رجال البلاط العباسي  وقد كذب على النبي (ص) وكان مصدرا للطبري في تاريخه وعنه استمد معلومات عن التاريخ الانجيلي ومن تاريخ النبي ومنهم أحمد بن عمرو بن مصعب بن بشر كان من الوضاعين وكل موضوعاته منتشرة عند الخراسانيين وكان معروفا بوضع الاحديث الكاذبة عن الثقات  تاريخ بغداد ج5ص74 ومنهم علي بن أحمد بن عمر وكان شديد العصبية في السنة ويضع الاحديث في نصرتها  شذرات الذهب للعماد الحنبلي ج3ص226  ومنهم أحمد بن عبدالله الانصاري كان من الوضاعين وهو واضع الحديث المرفوع عن ابن عمر في قوله تعالة :(يوم تبيض وجوه وتسود وجوه) آل عمران :106  قال فأما  الذين ابيضت وجوههم .أهل السنة وأما الذين اسودت وجوههم:أهل البدعة وغيرهم  الدر المنثور للسيوطي ج2ص111-112وهذا الكذب بدعاوى عقائدية وهناك كذب لدعاوى سياسية جاء في الموضوعات لابن الجوزي ان شاه بن بشر بن ماميان معروفا بالوضع في سخر قلمه لخدمة الدولة العباسية ومن أحاديثه عن جابر بن عبد الله مرفوعاالى النبي (ص) قال:أتاني جبريل وعليه قباء أسود ومنطقة وخنجر فقلت ماهذا؟  فقال يأتي زمان يكون لباسهم كهذا قلت:يا جبريل من يكون رئيسهم؟ قال:من ولد العباس ) كتاب الموضوعات ج2 ص34 فكانت هذه اوسع ابواب الكذب واعلى قبابه  وان كانت هناك ابواب اخرى كالطعن في اشخاص او مذاهب او رفعهم لمنزلة احد شيوخ المذاهب اورفع مذاهب معين اوالانتقاص من الاخروذمه او قدحه وتسقيطه ..

حتى ان المرء ليعجب ويدهش ان يصل الكذب على صاحب الرسالة المصطفى (ص) والتجراء على مقام الرسالة في الوضع ليس فقط من اجل اجندة مذهبية او سياسية اودعم لفئة والحط من اخرى  بل لامور تافهة وتتبع الذوق والهواية فهذا الشيخ ابو البختري  وهب بن وهب قاضي بغداد يدخل على هارون الرشيد والخليفة هارون يطير الحمام  -هايل خليفة المسلمين(مطيرجي) – فقال:هل تحفظ في هذا شيئا؟ فقال: نعم حدثني هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة أن النبي (ص) كان يطير الحمام  ..وطبعا كانت المكافئة سريعة ومجزية  تاريخ بغداد للخطيب البغدادي ج13 ص458 -7323  فنرى (القاضي) هنا سريع الارتجال بوضع الحديث رغبة لنوال السلطان وتحببا إليه بدون التفات إلى مؤاخذة أو خوف من الله تعالى  والمصيبة انه (قاضي) بغداد وحاكم دار الخلافة دار السلام ..!!

 لقد كان  خطر اولئك الدجالين عظيما جدا فانهم تزلفوا لولاة الامر بوضع (كتل )الاحاديث فاتخذوهم أعوانا على حل مشاكل يعجزهم حلها بالقوة وحد السيف  وجعلوا منهم :

اولا :اداة ووسيلة لتعزيزمراكزهم وفرض نفوذهم  وتبريربطشهم

ثانيا: مقابلة خصومهم بالحط منهم ورميهم بكل جريرة وتهمة لتسقيطهم

ثالثا: اشغالا للرأي العام وطمسا على ذهنه باخفاء الحقائق ب(كتلة )الاكاذيبا

وكمؤشر على استفحال ظاهرة الكذب والوضع يذكرون ان محمد بن اسماعيل البخاري كان يحفظ اكثر من(600000) الف حديث لم يصح عنده منها الامايقارب(4000) حديث حتى وصل العد التنازلي عند ابو حنيفة الى (150) حديث صحيح فقط ..!!

واذا اردنا استقصاء مجاميع الكذبة وجماعات الوضاعين فذلك ما لايمكن حصره برقم ولا عده بكم  لان هؤلاء الكذبة من المعممين المرتزقة منتشرين في كل حدب وصوب هم عماد تلك الانظمة في كل زمان ومكان وهم سر بقائها والحفاظ عليها اكثر بكثير من فرق حراسها وجحافل امنها وفواج شرطتها وفيالق جيوشها وتبذل في سبيل استخدام كبار الكذبة والاستعانة بالد جالين المطورين لاساليب الدس والافتراء اضعاف ماتبذله على الاطباء ومراكز الصحة والمستشفيات والمبتكرين والمبدعين والامناء والمخلصين .. ولو جائت كافة الامم مجتمعة ومنذالقدم ولحد الان بكذبتها وفساقها لما جائو بواحد بالمائة (1%)مما حفل به تاريخنا من الكذبة والمزيفين حتى لتبلغ امتنا الذروة وتبزهم جميعا وان امتنا لتفوز بقصب السبق (ريكورد)وبفارق كبير جدا على باقي الامم  مجتمعة وان تكون بامتياز امة الكذبة والمزورين والوضاعين مثلاما هي امة السفاكين والمستبدين والجبابرة .فلو انفق الطغاة واحد بالمائة(1%) من ترليونات ما انفقته على المزييفين والكذابيين على بناء صروح المعرفة ومؤسسات التبليغ ونشر الاسلام  لاطبق على العالم باسره ..!

ولوان حشود هؤلاء العلماء سخروا واحد بالمائة (1%) من ذكائهم وعبقرية الكيد وفطنة الدس لديهم للتبليغ ونشر دعوة الهدى لانتشر الاسلام وعم الخافقين منذ قرون مديده..!!

ولو ان جمهور هؤلاء العلماء جندوا واحد بالمائة(1%) من طاقاتهم العقلية  لخدمة العلم والاجتهاد والمعرفة لقضي على الامية والتخلف منذقرون ولظهر التنويروالابداع قبل اكثر 1250 عام وكذلك لتحققت الثورة العلمية العالمية منذ ازمان طويلة..!!

ولوان جموع هؤلاء العلماء بذلوا واحد بالمائة(1%) من جهدهم لنصرة الحق ومحاربة الطغاة لقضي على الاستبداد وعاش البشر في حرية وسلام منذ حقب بعيدة ..!! 

واخيرا لو ان هؤلاء المشايخ تخلوا عن الكذب والافتراء لما طعن في الاسلام طاعن ولما اساء اليه مسيء

وتبقى الاشكالية الكبرى لتي وقع فيها علماء السلف سابقا وعلمائهم حاضرا وحتى من يدعي منهم الوسطية والموضوعية مجرد هراء فتلاحظ تلازمهم جميعا الازدواجية في المعاييربعدم الافصاح عن جذورمواطن الخلل وفضح الباطل وقول الحق فيعتم على الاخطأ اويبررها بالتأويل .وان تخطي الصحيح يوقعك في الخطأ مهما حاولت الف والدوران الذي يجعلهم في الواقع يخبطون خبط عشواء كشارب الماء الاجاج مايزيده الشرب الا عطشا وضمأ(إلا كباسط كفيه إلى الماء لبلغ فاه وما هو ببالغه وما دعاء الكفرين الا فى ضلال) )الرعد:14..فماذا بعد الحق الا الضلال.

العودة الى الصفحة الرئيسية

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com