|
اغتيال طالب سهيل
الشيخ الدكتور خالد عبد الوهاب الملا رئيس جماعة علماء العراق / فرع الجنوب لاشك أن الكثير الكثير من الأحداث التي دارت وحدثت مسلسلاتها بالعراق في حقبة مظلمة ماضية من الزمن كان العراقيون يجهلونها باعتبار التعتيم الإعلامي الخطير الخانق المشوش الذي كان يمارسه النظام السابق مع أبناء شعبه الذين لا حول لهم ولاقوه مع عزلة دولية وعلاقات مضطربة مقطوعة مع دول العالم كله وإذا أردنا عد هذه الجرائم لعجزنا عن ذلك وفي الحقيقة نحن كشعب ما كنا نملك شيئا من المعلومات التي تمكننا كشف هذه التجاوزات وهنا أتحدث في قضية الضحية المواطن طالب السهيل كنموذج لهذه الجرائم والتصفيات التي ارتكبها النظام السابق بحق أبناءه وشعبه ولكن الذي لفت نظري وأنا أشاهد وأتابع محاكمة المتهمين بهذه القضية أي بقضية اغتيال المواطن طالب السهيل وحينها كان احد المتهمين يقرأ إفادته وهو المتهم صابر الدوري وكان مديرا لجهاز المخابرات العراقية في زمن النظام السابق وأثناء مناقشة رئيس المحكمة له عرض الحاكم بعض المستمسكات ومن بينها موضوع لجنة مشكلة لمناقشة تقاعس أعضاء المخابرات الذين كانوا يعملون في محطة بيروت وتأخرهم عن قتل الضحية طالب السهيل فشكلت لجنة في وقتها لمتابعة موضوع الاغتيال وآليته وكانت بعض المقترحات المقدمة من اللجنة لاغتيال و قتل الضحية هو أولا أن تُفخخ شقة المجني عليه (طالب السهيل) وهنا دعونا نسلط الضوء على كلمة تفخيخ الشقة وهذا يدل على أن ثقافة التفخيخ هي من ثقافات حزب البعث العراقي وهذا يدلل على أن الذين يُفخخون اليوم هم من تلك العصابة التي إعتادت أن تستخدم ثقافة التفخيخ مع خصومها نعم ورد في كتاب المخابرات العراقية وهي وثيقة اعترف بها المتهم صابر الدوري وناقشه وسأله القاضي كيف مرت عليه هذه الكلمة وهل هي كلمة معروفة في سياق عمل المخابرات العراقية فلم يجبه نعم هذه المفردة استخدمت أي تفخيخ شقة المجني عليه أو تفخيخ سيارته في الكراج الذي تقف فيه سيارته نعم هذه هي ثقافتهم مع خصومهم واذكر هنا بالمجزرة التي وقعت في سوريا في منطقة الأزبكية أو المرجة وراح ضحيتها أكثر من أربعمائة شهيدا قضوا نحبهم بحجة الحفاظ على الوحدة العربية وضرب النظام السوري في وقتها وأيةُ وحدةٍ مصخمةٍ هذه التي يُذبح بها الإنسان بهذه الطريقة نعم هذا الذي أردت أن اصل إليه أن النظام السابق بكل أجهزته القمعية هو جهاز قمعي إرهابي وما أظهرته القنوات العراقية قبل أيام من صور مروعة حينما ظهرت صور الضحايا خلال المحكمة المختصة بمحاكمة المتورطين بقتل بعض المتهمين بالانتماء إلى حزب الدعوة الإسلامية وكيف قطعت رؤوسهم وألسنتهم بطريقة بشعة قاسية تنم عن خلو قلوب هؤلاء عن أدنى شعور إنساني بشري فهم لا يملكون خصائص الإنسان وأخلاقه وربما هذه الصورة البشعة دفعت المتهم وطبان وزير الداخلية السابق لكي يتبرأ من كل هذه الجرائم ويجرِّم ويكفِّر فاعلها ويطالب بإنزال أقسى العقوبات بالفاعلين وهو كما تعرفون الأخ غير الشقيق لرأس النظام السابق فلا ادري بأي مسوغ يحاول البعض ليكون مدافعا عن نظام دموي مقيت ويعتبر البعض نقد النظام هو خروج عن الدين والوطنية فعلى هؤلاء أن يخجلوا من أنفسهم ومن أبناء شعبهم ومن هذه الضحايا وهذه هي فرصتنا لكي نقول كلمتنا ونصف أبناء شعبنا كما كنا دائما وأبدا نقف بوجه الذين استباحوا دم العراقيين وهنا أصبحت الصورة واضحة عن هذه الأجهزة التي كانت تقتل مئات الألوف من العراقيين إذن هذا هو شأنهم وسياستهم واليوم هم أنفسهم الذين يخططون للتفجير ويهيئون الظروف والمنفذين وهم البهائم البشرية التي ارتضت أن تكون وقودا لقتل أبناء الشعب العراقي وهؤلاء القتلة لا يفقهون قيمة الحياة وقد أغسلت أدمغتهم وبأنهم سيأكلون الطعام مع رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم )وحاشاه أن يقبل مثل هؤلاء وصدقوا هؤلاء النكرات متمسكون بالدنيا وحريصون أن لا يموتوا ولكنهم يدفعون بهؤلاء السفهاء الجهلة إلى حرائق الموت لكي يكونوا وقودا لنزواتهم وانحرافاتهم الفكرية والسياسية فهل تحتاج الجريمة في العراق لكثير من البحث عن الجاني ومن الذي يقتل اليوم عبر مفخخات وأحزمة ناسفة اعتقد أننا بحاجة إلى تفعيل محكمة عادلة لمحاكمة المتهمين بجرائم قتل العراقيين والابتعاد عن المجاملات السياسية حتى لا يكون الجاني في معزل عن العقاب والحساب ويتمادى في جرائمه.
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |