انتخب الاسلام لحكم حياة العراق الجديد

 

 

حميد الشاكر
alshakerr@yahoo.com

عندما يفكر اي ناخب عراقي بانتخاب الاسلام فانه حتما سينتخب :

اولا : ((العدل بين الناس)) باعتبار ان الله سبحانه وتعالى لم ولن يكن ليميل لاحد من عباده على احدولم ولن يميل لاحد من اديانه على احد، ولم ولن يميل لطبقة من خليقته على طبقة اخرى منهم ....، بل وبما انه رب العراقيين جميعا، وهو مشرّع احكام الاسلام لهم جميعا وعلى مختلف اديانهم وطبقاتهم واشكالهم والوانهم...، فانه سبحانه ضمن لهم العدل بينهم والتعامل معهم بالسوية قال سبحانه((لقد ارسلنا رسلنا بالبينات وانزلنا معهم الكتاب والميزان ليقوم الناسُ بالقسط ))

وقال عزوجل :(( يايها الذين آمنوا كونوا قوّامين لله شهداء بالقسط،ولايجرمنّكم شنئان قوم على الا تعدلوا أعدلوا هو أقرب للتقوى ))!.

وبهذا ضمن الاسلام لجميع اطياف وطبقات وطوائف واديان وتناشزات .... المجتمع ان تنعم برحمة العدالة الالهية الكبيرة وهي تفرد جناحيها على كل المجتمع بما هم عيال الله وخلقه سبحانه ولافرق بين طبقة فقرات ووجوب ان تظلم طبقة اغنياء او العكس، او مجموعة اسلام ووجوب بغيها على مجموعة غير المسلمين،او طائفة او مذهب او ملة او عنصر ....الخ

ثانيا :((الوحدة للمجتمع)) باعتبار ان الاسلام هووحده القادرعلى تذويب التناشزات القومية المتعددة داخل المجتمع العراقي وهو وحده القادر على صهر جميع التناقضات الطائفية لمجتمعه في، وتحت اطار التآلف والرباط والرحمة الاسلامية، وكذا ترادمات الاختلافات الدينية في هذا المجتمع، فالاسلام وحده صاحب القدرة على ضبط ايقاعاتها جميعا لتتناغم داخل اطاره بسلاسة، وبلا تشنجات مفتعلة او حساسيات سياسية نفعية من هنا وهناك .

قال سبحانه :(( واعتصموا بحبل الله جميعا ولاتفرقوا، واذكروا نعمت الله عليكم إذ كنتم أعداء، فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته اخوانا، وكنتم على شفا حفرة من النار فأنقذكم منها، كذالك يبين الله لكم إياته لعلكم تهتدون ))

إي ان وحدة المجتمع وانصهاره في لحمة تآلف ومحبة واحدة، هي في الاساس عملية قلوب وارواح متآلفة قبل ان تكون وحدة وتآلفات جسدية وجغرافية مادية، وعلى هذا كان الاسلام دين الله للعالمين جميعا هو القادر وحده ان يؤلف بين القلوب، وينظفها من وساخات العنصريات القومية، وكذا بذاءات الطائفية، وهكذا تناشزات الاديان المختلفة باعتبار ان القلوب حكمها بيد الله يقلبها كيفما شاءواذا انتخب اي شعب دينه ليحكم بينهم هيئ الله القلوب للتآلف قبل الابدان والمصالح سبحانه القادر الذي ليس لقدرته حد محدود !!.

وهكذا في رؤية الاسلام انه دين جاء للعالمين جميعا، وليس للمسلمين فحسب او لطائفة على اخرى او لقومية او لون او جنس على اخر (( وما ارسلناك الا رحمة للعالمين )) فكل هذا جعل من الاسلام اطارَ تآلفٍ،ووحدة وحكم بالعدل لجميع العالمين وبما فيهم مختلف اديان الله الكتابية وغير الكتابية فكل هذا قادر الاسلام على توحيده والنظر اليه بالسوية أمّا غير حكم الاسلام فيفجّر العنصريات داخل اي مجتمع ويربك الطائفيات فيه، ويثير النعرات ويخلق المصالح لتكون هي العلاقات بدلا من التآلفات الروحية والقلبية للمجتمعات الوطنية !!.

ثالثا: ((الحرية للافراد))فالاسلام هو اول فكرة نادت بحرية الانسان الفكرية، مع مراعات نظام المجتمع الاخلاقي والقانوني والدستوري القائم بحيث ان الاسلام اشتهر عنه، بل واسس لحكم ان يكون جميع افراد الناس مسلّطون على افكارهم واحرارا في معتقداتهم، ينظرون للحياة والانسان والكون والمعتقد بحرية مطلقة بشريطة ان لاتقتحم وتدافع حرية الاخرين، وجرّم كذالك الاسلام، اي ابتزاز او ضغط يفرض على الانسان شكل معتقده او لون ايمانه في هذه الحياة !!.

قال سبحانه :(( لااكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي ))

وقال عزوجل :(( إنا هديناه السبيل إما شاكرا واما كفورا ))

وقال تبارك وتعالى :(( ولو شاء ربك لأمن من في الارض جميعا أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين ))

وكلّ هذا وغيره، ليضمن الاسلام للانسان حريته الفكرية والعقدية والايدلوجية المنظمة والحضارية، والتي تشمل جميع الاديان داخل اطار المجتمع الاسلامي النبيل !!.

رابعا :(( دولة القانون )) وهذا من منطلق ان الاسلام هو اول من اسس لدولة القانون ودولة المؤسسات، ودولة المسؤولية، ودولة الخدمات والمجتمع !!.

اي ان الاسلام ليس فقط نظر للقانون والالتزام به على اساس بنوده الدستورية فحسب،بل ان القانون وتطبيقه في الاسلام يدخل في حيز الطاعة او الكفر باللله سبحانه وتعالى،فليس لاحد ان يتجاوز القانون في الاسلام ليخون الله والرسول والمجتمع فحسب، بل ان متجاوز القانون، آثم في العرف الاسلامي،ومجرم بحق نفسه والمجتمع وربه سبحانه وتعالى وفضلا عن ان متجاوز القانون له ردع قانوني دنوي شديد جدا،كذالك له سخط في الاخرة وعذاب اليم يردع كل من يفكر بخرق القانون او التحايل عليه اوتجيير هذا القانون او ذاك داخل الدولة لمصالحه الشخصية او الاسرية او الفئوية او الطائفية او القومية او الدينية او العنصرية او غير ذالك !!.

نعم بعد ((العدل والوحدة والحرية والقانون)) لحياة المجتمع في المشروع الاسلامي ربما من حق المتلقي ان يسأل عندما يريد ان ينتخب الاسلام لحكم الحياة في عراقنا الجديد عن اي جهة او قائمة او حزب ينتخب الان في العراق الجديد لتضمن له حكم الاسلام في هذه الحياة العراقية القادمة، ومعه العدل والوحدة والحرية والقانون ؟.

الجواب طبعا : انتخب اي قائمة او حزب او مجموعة ترى انها تريد ان يكون للاسلام حكمه في هذا العراق ؟!.

او انك ايها الناخب العراقي، عليك ان تنتخب مَن يقربك من حكم الاسلام العادل، والحر والموحد، لابناء وطنك ولاتلتفت بعد ذالك للاسماء والشعارات والعناوين والتلاوين والقوائم والاليات .....، فكل مَن يستطيع ان يجسد لك الاسلام بعدله والدين برحمته ووحدته، والعقيدة بحريتها وضمانها، والقانون بشدته وفاعليته، يكون جديرا بان ينتخبه الناخب العراقي، الذي يؤمن بعظمة الاسلام،وعدله ووحدته وحريته وقانونه، ويؤمن بأن انتخاب الاسلام مسؤولية وتكليف في هذه الحياة الدنيا ويوم الدين !!.

العودة الى الصفحة الرئيسية

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com