طامات السلف وظلامية التحجرالسلفى الوهابى تشويها للرسالة ومحاربتا للمبادئها الانسانية .. (2)

 

الحاج هلال فخرالدين

hilal.fakhreddin@gmail.com

والطامة الثانية: ان تشييد القباب المقدسة قداسات مزيفه والمحاطة بهالات التعظيم الكاذبة لثلة من الصحابة وكذلك دعاوى(عدالة الصحابة) كافةوهذه فرية مابعدها من فرية فاختلافهم وتناحرهم واضح سواء والنبى بين ظهرانيهم ام بعد ارتفاعه الى الرفيق الاعلى لايكون الا بلي عنق نصوص القران وطمس السنة فكيف تستقيم عصمة اوعدالة جميع الصحابة والقران طافح بذم وبيان مثالب الصحابة بما اجترحوه من ماثم اوارتكبوه من جرائم وماقام به بعض الصحابة من ممارسات خاطئة وكذب ونفاق وافك وخيانة وفرار من الزحف ومروقا واختلاف. ان من الصحابة من كان(في نفوسهم مرض) كما ذكر القران وهذه اية مكية باجماع المفسرين اي ان من الصحابة الاوائل من كان مريضا في نفسه غير من أظهروفاقا وأضمر نفاقا وانهم استمروا على ذلك او تحالفوا مع المنافقين:(وإذيقول المنافقون والذين فى قلوبهم مرض ما وعدنا الله ورسوله إلا غرورا)الاحزاب:12 اواصحاب(مسجد الضرار) والمتخلفيين عن النبى فى غزوة العسرة اوالفارين من الزحف والذين يبخلون والذين خانوا الله ورسوله واصحاب الافك والذين (ابتغوا الفتنة من قبل وقلبوا لك الامور)التوبة:48 وحتى تعمقت الامراض فى نفوسهم فاصبحوا من الارجاس(آلذين فى قلوبهم مرض فزادهم رجسا إلى رجسهم) التوبة:125 علما ان سورة التوبة من اواخر مانزل من الذكر الحكيم والايات فى هذا المضمار اكثر من ان اعددها والقران طافح بها وشواهد السنة مملوئة بها ولعل ما ظهرمن اختلاف الصحابة فى (الحديبية) ليؤشر لحالة جديدة حتى ان النبى دخل على ام سلمة وهو يبكى مما لاقاه من ممانعة وعدم امتثال لاوامره..وهذا لايعنى التعميم لان ثلة من الصحابة ضحى بكل شيء من اجل الرسالة وتحمل الامانة ورفع لواء الدين وهم قدوة للامة ولا نفى حقهم مهما كرمناهم او مجدناهم ..وكانت هناك مواقف خطيرة للصحابة تقررمصير الاسلام بها كقوله سبحانه:(لقد رضى الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة)الفتح:48 فاصحاب بيعة الشجرة هل يستون مع من اسلم من طلقاء مكة او(المؤلفة قلوبهم)الذين استمروا يكيدون للاسلام واهله حيث رفع شفاف برقعهم يوم حنين بقول كبيرهم الذى علمهم السحرابو سفيان:(الان بطل السحرولاتنتهى هزيمتهم  دون البحر)سيرة ابن هشام ج4 ص124او(تلاقفوها تلاقف الكرة فوالذى يحلف به ابو سفيان فلا جنة ولا نار) حتى ان عمر ابن الخطاب منع من دخول الطلقاء ومسلمة الفتح لافى الشورى ولا فى الخلافة لانها محرمة عليهم (ان عمر قال لمن حوله هذا الامر –يعنى الخلافة- فى اهل بدر وفى اهل احد ثم لكذا وكذا وليس فيها لطليق ولا لولد طليق ولا لمسلمة الفتح شىء) عبد الرحمان الشرقاوى الفاروق عمر ص288 ..ويجدر بنا تعريف جموع هؤلاء المؤلفة قلوبهم  يعرف التابعى سفيان الثورى (المؤلفة قلوبهم) انهم(من يدفع لهم  سهم من الزكاة إتقاء لشرهم او تحبيبا لهم بالاسلام)موسوعة فقه ص739 تجميع د.محمد رواس قلعة جى  حيث حدد باتقاء الشر وثانياتحبيب الاسلام لهم ..ولمزيد الاطلاع عن كثب عن احوال هؤلاء راجع كتاب المغازى للواقدى ج3ص945  وسيرة ابن هشام ج4 ص154 عندما جمعت الغنائم بين يدى رسول الله (ص) ومجيء ابو سفيان بن حرب وبين يدى النبى(ص) اكداس الفضة فقال :يارسول الله أصبحت اكثر قريش مالا فتبسم النبى وقال:ابو سفيان أعطنى من هذا المال فاعطاه اربعين اوقية فضة ومائة من الابل وكذلك لابنه يزيد ومعاوية..فقال ابو سفيان ولقد حاربتك فنعم المحارب كنت ثم سالمتك فنعم المسالم انت ..اى انه مسالم الان بعد ان كان محارب ..ولم يقل اسلمت وان قالها فلا يخرج عن قوله تعالى(وقالت الاعراب ءامنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا ولما يدخل الايمان فى قلوبكم)الحجرات:14 وما حدث من شجار بين الصحابة فى المسجد النبوى واستلوا السيوف حتى قال لهم المصطفى(ص) متوجعا:انخوة الجاهلية وانا بينكم وتخلفهم عن (جيش اسامة) حتى لعن (ص)من تخلف عنه وعدم الالتحاق به ولغطهم واختلافهم وارتفاع اصواتهم عند طلب النبى (ص)(الدواة والكتف) واختلافهم وصياحهم عند النبى وهو فى لحظاته الاخيرة حيث ختموا الوفاء له برميه (بالهجر) حيث الرزية كل الرزية من حال بينه وبين كتابة كتابا لن يضلوا من بعده ابدا واخيرا حصل الانقلاب الذى تنبأ به الذكر الحكيم فى مخالفت امره بغزوة (احد) بترك الموكلين بحماية ظهر المسلمين من الجبل لاجل السلب

اختلاف الصحابة بعد النبى(ص)

الملاحظة الجلية ان الصحابة اختلفوا ليس فى حياته بل وبعد رحيل النبي (ص) الى الرفيق الاعلى وحتى الانقلاب والتقهقركما تؤكد ذلك النصوص المقدسة قال تعالى:((وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفإين مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئا وسيجزي الله الشاكرين)ال عمران:144 والحديث المتواتر الذي رواه اصحاب الصحاح وعن كتاب الجمع بين الصحيحين للحميدي في حديث (131) من المتفق عليه من مسند انس بن مالك قال رسول الله (ص) :(ليردن علي الحوض رجال ممن صحبني حتى اذا رأيتهم رفعوا إلي رؤوسهم اختلجوا فاقول:رب أصحابي.فيقال لي: إنك لاتدري ماأحدثوا بعدك وفي الكتاب المذكورايضا حديث رقم(267) من المتفق عليه من مسند ابي هريرة قال النبي (ص):بينا أنا واقف –يوم القيامة- اذا زمرة حتى اذا عرفتهم خرج رجل بيني وبينهم فقال :هلموا فقلت :الى أين؟ قال:الى النار قلت:ما شأنهم؟ قال:انهم ارتدوا بعدك على ادبارهم القهقرى ) وقد تواترت الاحاديث الصحيحة بذلك عن النبى (ص) كما تؤكدها الصحاح والمسانيد وبصيغ متعددة (سحقا سحقا)او(بعدا بعدا) لاتدرى ماذا احدثوا بعدك ..حتى فاقواعصيانا وانقلابا بنواسرائيل ..ويكشف عن ظاهرة انقلاب الصحابة عند وفاة المصطفى (ص) المفكر الاسلامى العقاد كما يحسبها فى جيل واحد من الصحابة فقط  والجيل كما يذكر علماء الاجتماع 20 سنةعلما بان مدة تبليغ النبى للرسالة كان فى هذا الحدود يقول:(لم يكن طبيعيا أن يصمد الناس على سنة النبوة اكثر من جيل واحد تثوب بعده الطبائع الى فطرتها)عباس محمود العقاد عبقرية الامام على ص87 ..ويؤكد الفاروق عمررغم ما ينقل عنه من الزهد والتقشف والحياة الخشنة لكنه يعترف :(فقال عمر:غرتنا الدنيا كلنا غيرك يااباعبيدة)الرياض النضرة المحب الطبرى ص806 وهذا اعتراف صريح من عمر ان الدنيا غرت الصحابة حتى ابو عبيدة ابن الجراح حيث كان يبكى وهو يرى قصره فى الشام بعد الفتح وقد ملئت بالجوارى والخيل والاموال وقال اوصانا رسول الله(ص) ان يكون متاعنا كزاد الراكب ولان انظروقد تكدس عندى هذا الثراء العريض..!! يقول د.طه حسين في الفتة الكبرى ج1ص40 في افتتان الصحابة  بالسلطان والمال واقتتالهم مع بعضهم: (إن جماعة من الصحابة التي قد حسن بلاؤهم في الاسلام حتى رضى النبي عنهم وبشرهم بالجنة او ضمنها لهم ثم طال عليهم الزمن واستقبلوا الإحداث والخطوب وامتحنوا بالسلطان الضخم العظيم وبالثراء الواسع العريض ففسدت بينهم الامور وقاتل بعضهم بعضا وقتل بعضهم بعضا وساء ظن بعضهم ببعض الى ابعد مايكون بسوء ظن الناس بالناس).. كما وان منهم من لم تحسن استقامتهم فغرتهم الدنيا بغرورها وفتنتهم بزبرجها فكانت خواتيم اعمالهم غير محمودة لانهم بشرولم ولن تكن الصحبة عاصمة لهم من ارتكاب كل منهى عنه وماهو محرم او محضوريقول د.طه حسين في الفتنه الكبرى ج1 ص40:(ان اسباب الفتن ودواعي الغرور كانت كثيره وقويه وخلابه لا يثبت لها الا اولوا العزم من الناس واولوا العزم من الناس قله في كل زمان  ومكان ).لكن الطامة الكبرى فى التماس الاعذارلهم (اجتهد فاخطأ)والتمحل بالتبرير(نعم البدعة )واطرائهم بمكذوب الفضائل وزيوف الثناء(لوكان نبى بعدى لكان..)اوان فلان(لتستحى منه الملائكة)وذاك(كاتب الوحى او امينه..) وهورأس الطلقاء وزعيم الفئة الباغية التى تدعوهم الى النار.. فلازالت هذه الافكار تخيم على العقل العربى منذ قرون فتحجب عنه الهواء النقى والشمس الساطعة والى كسر القيود التى تكبله وتشل حركته وتمنعه من الانطلاق الى الافاق الرحيبة والفضاءات غير المحدودة التى تسبح فيها عقول الاخرين والى تسليط الانوار الكشافة الى تعرية رموز كبيرة الشأن رفيعة المقام ونضع الهالات المصطنعة التى احاطوها بها وعرضها بالصورالواقعية بلا رتوش كما مرسومة فى كتب التراث بعد اقصاء التجميلات وساعتها سوف يصيح من يعاينها على الطبيعة :كم كنا مخدوعين ؟!

صوراختلاف الصحابة كما يؤكدها السلف

ويذكر الشيخ عبد القاهرالبغدادى في(الفرق بين الفرق) ص14صورا من اختلاف الامة بعد نبيها وان الاختلاف بدأ أول ما بدأ بين كبار الصحابة ..وجاء في مقالات الاسلاميين ص34 للاشعري والتبصرة لابي المظفرالاسفرائيني ص12 والبدء والتاريخ للمطهر المقدسي ج5ص121والملل والنحل لشهرستاني ج1ص12 وشرح المواقف للايجي ص619 فقد ذكروا اختلف الصحابة في وفاة النبي الاكرم(ص) فمن قال انه لم يمت وعرج الى السماء كما رفع عيس ابن مريم ومنهم من قال غير ذلك وما قاله ابو بكر قول الله لرسوله (ص):(انك ميت وإنهم ميتون) الزمر:30 ثم اختلفوا بعد ذلك في موضع دفنه (ص)فمن قائل ادفنوه في مكة لانها مولده ومبعثه واراد اهل المدينة دفنه في المدينة لانها دارهجرته وقال اخرون بدفنه في بيت المقدس ثم اختلفوا بعد ذلك في(الامامة )–وهو الانقلاب على الاعقاب الذى عنته الاية الكريمة-وهذا الخلاف باق الى اليوم كما يذكر ها عبد القاهر البغدادي ص15 ويقول العلامة الشهرستاني في هذا الصدد:(مارفع سيف في الاسلام كمارفع على الامامة) واختلفوا فيمن يولونه عليهم فكانت السقيفة وما ادراك مالسقيفة..!! ان الانبياء كانو يقولون:(قل ما أسئلكم عليه من اجرإلا من شاء ان يتخذ الى ربه سبيلا) الفرقان:57ثم اختلفوا في شأن فدك التى نحلها النبى(ص)لابنته فاطمة كرد لما بذلته امها السيدة خديجة لنصرة الاسلام واسوة ببقية الصحابة الذين اعطاهم الحيطان واقطعهم الاقطاعيات لكن لم يسرى عليها جميعا زعم ابو بكر:(نحن معاشر الانبياء لانورث وما تركناه صدقة )لاجل اختطافها وسلبها فلماذا لم يطبق هذه القاعدة على انفسهم ..؟وقد تحدوا بذلك النصوص التى تبين توزيع الارث وما حصل فيها من احتجاج بضعة المصطفى (فاطمة) التي خلفها في امته ولم يسألهم شيء سوى المودة في القربى (قل لا أسئلكم عليه أجرا إلا المودة فى القربى)الشورى:23فاصرالقوم على مصادرتها وتعدوا عليها وانتهكوا حرمتها وفي هذا الصدد يستنكر الباحث الاسلامي الكبيرعبد الرحمان بدوى في كتابه(نشاة الفكر الفلسفى في الاسلام ) قائلا عجبت من مواقف كبار الصحابة في هظم وتعنيف ابن بنت نبيهم التي لم يخلف سواها بينهم وقد اوصاهم باهل بيته خيرا والزمهم الذكر الحكيم بحبهم ومودتهم فعدوا عليهم بالاضطهاد...وهذا منافي حتى للشيم العربية والاعراف البدوية !! واختلفوا واختلفوا ..!!!

 

العودة الى الصفحة الرئيسية

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com