|
التركمان .. والتوجهات الحقيقية أوزدمير هرموزلو يحاول البعض من خلال الكتابات أو التصاريح الإعلامية تصغير الحجم الحقيقي للتركمان في المعادلة السياسية العراقية..وبذلك يجيدون توجيه الاتهامات والاهانات اللاذعة مستغلين عداوتهم مع الحركات والأحزاب التركمانية بالإساءة إلى الشعب التركماني. فمنهم من يدعي بأن التركمان حديثي الدخول الى المنعطف السياسي في العراق!..ليس مهما الدخول المبكر أو المتأخر في الحراك السياسي لكن الأهم من ذلك مدى السمعة الطيبة التي تم كسبها من الرأي العام..او هل انك أظهرت النية الحقيقة في التعامل مع الواقع السياسي..التركمان ومنذ اللحظة الأولى يدافعون عن نظرية الحفاظ على وحدة الأراضي العراقية من الناحية السياسية والثقافية وعدم تغيب الدور الحقيقي للحكومة المركزية في قيادة الأزمات. طيب لماذا تبنى التركمان هذا الموقف؟ نظراً للتنوع الموزائيكي للمجتمع العراقي أدركنا بأن حلول جميع المشاكل السياسية والثقافية التي تعانيها هذه التنوعات تكون مفتاح نجاحها عند الحكومة المركزية وأي نظام أخر يراد به تضعيف دور الحكومة المركزية يقوم عليه هذا البلاد سوف يؤدي إلى مشاكل نحن العراقيون في هذه الفترة في غنى عنها..لكن في حال عدم تلبية مطالب التركمان الشرعية بمقدورنا إن نغير إستراتيجيتنا مع الحفاظ على الوسائل الديمقراطية المتاحة للشعوب المدافعة عن الحرية.بالنسبة إلى توقيت دخول التركمان إلى العملية السياسية فتجيب عنها المجازر التي تعرض لها هذا الشعب منذ بداية العشرينات من القرن الماضي.دعونا نعطي مثلاً حياً على مدى النجاح الذي حققته الإستراتيجية التركمانية في المرحلة المنصرمة."قضية كركوك".في بداية هذه المسالة كان الكثير من الكتل الكبيرة لا تستوعب أو تتهرب من ماهية خطورة هذه القضية على مستقبل السياسي في البلاد..ولكن بعد التوجهات والعمل الدؤوب من قبل الحركات والأحزاب التركمانية وتحت تأثير الرأي العام التركماني,أخذت هذه القضية تأخذ طابعا أخراً فصار التغير واضحا في النظرة الواقعية للكتل الكبيرة حول هذا الموضوع,بحيث وصلت الى أعلان هذه القضية قضية وطنية تخص جميع العراقيين. نظراً إلى إن التركمان شعب عاطفي.. فأنه تعاطف مع الكثير من التيارات السياسية التي تعرضت مثلها إلى الإقصاء والتدمير والتهميش..مثلما تعاطف مع شهداء مجزرة حلبجة..وتعاطف مع أهلنا في الانتفاضة الشعبانية..لان هنالك مصطلح اسمه"الإنسانية"..وكلمة الإنسانية فوق كل الاعتبارات..ولا يفكر احد اطلاقاً ,بأن الشعب التركماني بقياداته السياسية أن يتعاطف أو يتحالف مع الذين سفكوا دماء العراقيين الأبرياء..لأنها لا تتلائم مع مبادئهم الثابتة. إما نوعية علاقة التركمان بالعالم التركي والذي يعد نسبة سكانها مابين 200_300 مليون تركي فهي علاقة دم..ولنا الحق الكامل بأن نقيم علاقات مع هذه "الأمة" "من حيث وسيلة التقارب واعني اللغة والعلاقات الثقافية". وبخصوص الفبركة الغير الأخلاقية التي تقول بأن التركمان أقلية صغيرة في العراق.فان الدستور العراقي ومن خلال مادته الرابعة يعترف بأن التركمان القومية الثالثة في العراق ويحق لهم التحدث والتعلم بلغتهم ألام في مناطق انتشارهم.لكن بعد توسع التقنيات والتطور الغير المسبوق الذي شهدته الأفكار السياسية والثقافية في العالم لا يوجد مكان لكلمة "أقليات" في دول تشبه العراق في تنوع أفراد مجتمعاتها. الأفكار والآراء التي تصب في إظهار الحقيقة كما هي مرحباً بها في كل المحافل القيادية وستظل محطات مهمة في تعريف الشعوب والتاريخ سوف يكون مأوى لها..إما إذا كانت هذه الأفكار والآراء تزيفيه وبعيدة كل البعد عن الواقع الحي فأن الظلام والنسيان يكونان مأوى لها!
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |