اعلامنا العراقي الرسمي واعلامهم السعودي البعثي الارهابي!

 

 

حميد الشاكر
alshakerr@yahoo.com

ماهي مشكلة اعلامنا العراقي الرسمي الجديد وضعفه أمام شراسة اعلام اعداء العراق وقوته ؟.

بمعنى ثاني ، اين الخلل في اعلامنا العراقي الرسمي ، وهل هو في كوادره أم في استراتيجياته وفكره ؟.

بمعنى ثالث ماهي علّة اعلام دولتنا العراقية الجديدة ، ولماذا بينما الاعلام المعادي يعدو اعلامنا العراقي يزحف؟.

بمعنى رابع ، لماذا يبدو اعلام الدولة في العراق ولاسيما منه المقروء صحافيا ، تافها وعديم الفائدة ، بينما اعلام اعدائه مقاتلا ، ويدرك هدفه ويصل اليه باقرب الطرق ليرّوج للارهاب داخل العراق ويضرب استقراره ويشوّه من تجربته ؟.

بمعنى خامس كيف دولة تنفق على هذا الاعلام من قوت الشعب العراقي ،بينما كل مايطرح في هذا الاعلام لايشعر اي قارئ او مطالع له او مشاهد انه أمام اعلام يؤمن بالعراق الجديد ويحافظ على قيمه ويرفع من جماليته ؟.

بمعنى سادس كيف نقيّم اعلام اعداء العراق الذي يخترق الشأن العراقي بكل مفاصله ويؤثر عليه ويعربد ويخرّب ويشوّه الصورة العراقية بالكامل بينما اعلام دولتنا العراقية الجديدة يغفوا على مواضيع كيف ان (( حمدية تزوجت صديقتها !؟.)) و((ماهو السبيل لرشاقتك سيدتي)) و(( فدوة اروحلك يامظفر النواب بس تعال للعراق )) ؟.

بمعنى سابع هل اعلامنا العراقي الرسمي بالفعل بايد امينة بحيث انه لسان العراق الجديد الحادّ والمدافع عن دماء العراقيين وتجربتهم الديمقراطية أمام وحشية اعداءه من الارهابيين والقتلة ؟.

أم انه اعلام اولا ليس بايد امينه ولاهو اعلام مناضل من اجل العراق الجديد ثانيا وثالثا ولاهو اصلا شاعرا بنبض الشارع العراقي وكيفية قيادة فكره وثقافته بشكل ناضج يخدم التجربة ولايشوه صورتها ؟.

بمعنى ثامن بينما الاعلام المعادي للعراق الجديد يضرب بجميع الاتجاه وعلى جميع الاوتارالحساسة للشأن العراقي لشلّ حركتها وتدمير مسيرتها وتأليب الراي العام المحلي والدولي على العراق وشعبه وديمقراطيته ....،لماذا ومن الجانب الاخر لانرى للاعلام العراقي الرسمي الجديدلافعل ولاحتى ردّة فعل في صناعة الخبروالترويج له والانتصار من ثم للعراق واهله من اعداءه والمتربصين بتجربته الدوائر ؟.

يوجد هناك ايضا العشرات من الاسألة ، التي لو تركنا للقلم استرساله ، لعدّ منها العشرات ، في قُبالة اعلام دولتنا العراقية الجديدة الذي اعتبرها وربما من امثالي الكثير انها دولة المواطن اليوم قبل ان تكون دولة السلطة والحاكم والطبقة والفئة والعشيرة والعائلة ،ولذالك انا وغيري يتطلعون لرؤية دولة عراقية جديدة ناجحة في كل شئ لاسيما في اعلامها الذي يعدّ لسان العراق ووجهه الذي ينبغي ان يكون مشرقا وقويا وناهضا ومرهوبا اعلاميا !!.

نعم فيما مضى من سنين ، ومنذ الاطاحة بنظام البعث المقبور في 2003م ،وحتى اليوم كتبتُ عن ضعف اعلامنا العراقي الرسمي العراقي ، وذكرتُ عدّة عوامل لهذا الضعف الاعلامي العراقي الجديد اذكر منها عاملين :

اولا : غزو كوادر اعلامية فوضوية لشبكة الاعلام العراقي ، لاتؤمن اصلا بالعراق الجديد ، ولابتوجهاته السياسية الاستقلالية الجديدة ، ولها اجندات وايدلوجيات فكرية لاترى في العراق الجديد ، انه التعبير عن تطلعاتها السياسية التغريبية ولهذا تكتب هذه الكوادر وتخطب وتنظرّ من خلال منابر الدولة ، ومن وعلى حساب قوت الشعب العراقي لكل شئ هو بالضد من تجربة العراق الجديد لاسقاطها واستبدالها بتجربة العلمانية والفوضوية والانبطاحية .... وغير ذالك ، واسميتهم في بعض مقالاتي ب (( حية تبن )) !.

ولهذا فليس من المتوقع ان يكون لدى العراق الجديد اعلام قوي ومقاتل ومدافع عن الشعب العراقي، والمسيطرين عليه امثال هذه الكوادر التي تعمل لاسقاط العراق الجديد بدلا من بناءه ؟!.

ثانيا:هناك الكثير من المؤشرات التي تدلل على ان اعلام دولتنا العراقية الرسمي فيه تجيير حزبي او فئوي واضح لصالح جهة على حساب جهات شعب ووطن ودماء وتجربة سياسية باكملها مما يدفع اعلامنا الرسمي الى التقوقع والضعف والانشغال بمعارك الداخل بل وافتعال هذه المعارك الداخلية(مثال مقالات تافهة امثال البطانيات وغيرها)من جهة والتشتت والضياع وعدم انتهاج استراتيجية اعلامية محددة الاهداف في الوظيفة ،والعمل من اجل الدفاع عن العراق وديمقراطيته في مقابل اعداء العراق والمتربصين له اعلاميا بكل شرّ من جهة اخرى !.

ولعل هذين العاملين ،ان زرعا بارض اي ساحة اعلام وفي اي دولة من دول العالم ، فحتما ستكون النتيجة الفشل الذريع ، لهذا الاعلام امام اي اعلام مناهض ،لهذه الدولة وذالك المجتمع الذي ابتلي باعلام بدلا من ان يدافع عنه هو ينتهج الانتقام منه ومساندة اعدائه في ضرب استقراره ، ودعم الارهاب ضده ، فمابالك بالاعلام العراقي الذي هو وليد حديث في الوجود ، والذي كان ينبغي عليه ان يكون سيف ولسان العراق الجديد ، واذا به اعلاما سقيما وخاويا من الداخل وغير ذي صوت ولاتأثير وعاجز عن الدفاع عن شعبه ، لاوبل مساندا لكل من يريد تشويه وجه وطنه والنيل من تجربته هنا وهناك باسم النقد وملاحقة الفساد وحرية الراي ... والى ماهنالك من منصات استغلها الاعلام الرسمي العراقي والاعلام المعادي للعراق الجديد على حد سواء لضرب العراق من الداخل وتشويه صورة تجربته بابشع الصور والالوان والخطابات والمفردات الساقطة !!.

في الحقيقة انا عندما اقف متأملا لحالة اعلامنا العراقي الجديد (( جريدة الصباح مثلا ))، واقارنه بالاعلام الموجه لحرب العراق في الاعلام المقروء ومنذ سبعة سنوات خلت من عمر تجربته الديمقراطية ينتابني نوع من الذهول والصدمة ، بل وفي بعض الاحيان اتسائل مع نفسي حول هذا الاعلام العراقي الجديد التافه والسفيه وعديم الضمير والخبرة والحرقة على دماء الشعب العراقي : هل حقا انا امام اعلام عراقي جديد أم انني امام ويب سايت بامكان اي هاوي فن هابط القيام به ولوحده ؟.

في الاعلام المعادي للعراق الجديد مثلا (( صحيفة الشرق الاوسط السعودية او فضائية العربية ، او باقي الصحف السعودية والبعثية)) يكون الخبر حاضرا وبقوّة ،وسرعة تتسابق مع الزمن لتشدّ اكبر عدد من القرّاء لخبرها ومن ثم تؤثر على توجهاتهم الفكرية ، والثقافية والسياسية من خلال صياغة الخبر ،وكيفية تقديمه بتقنية اعلامية عالية ومكلفة ومدروسة !!.

في اعلامنا العراقي الجديد ينزل الخبر انترنيتيا صحفيا او ورقيا او فضائيا او ..بعد مضي اكثر من ثمانية واربعين ساعة على حدوثه وبلغةٍ ، لاهي موجهة ، ولاتدرك مامعنى الصياغة ولاكيف ينبغي ان توجه لصالح العراق الجديد ومن اجل حربه الاعلامية المعلنة عليه تلقائيا من اعداء العراق الجديد !!.

وايضا في الاعلام المعادي للعراق تلعب الصورة الفضائية تلفازيا والمقروءة صحفيا انترنيتيا وورقيا ، اقصى غاية المؤثرات البصرية ضد التجربة العراقية الديمقراطية الجديدةلاسيما صور الفساد وصور عدم الخدمات وصور الفقر وصور المتفجرات وصور الشحاذين وصور المجرمين وصور اطفال الشوارع وصور المزابل والنفايات .......الخ كل هذا يوظف في الاعلام المعادي للعراق لصالح تشويه وجه العراق وقتل تجربته واسقاط مشروعه وديمقراطيته ونفور المواطن العراقي منه فطريا وغريزيا ،ومن داخل العراق نفسه وليس فقط من خارجه عندما يلاحق الاعلام الوهابي السعودي البعثي المنحط العراقيين في المنافي والغربة ليتاجر في صور مأساتهم للحرب على العراق !!.

بينما في اعلامنا العراقي الرسمي الجديد منذ التغيير والاطاحة بحكم العفالقة الصداميين وحتى اليوم لم ارى صورة واحدة من داخل دول العداء للعراق تنشر ولو القليل من الفساد الموجود في السعودية او الاردن .....الخ اي دولة تناصب الاعداء الاعلامي للعراق في باقي الدول ،التي تأوي الارهاب وتدعم التخريب في العراق ،وكأنما في الدول المعادية للعراق الجديد باعلامها الضخم كالوهابية السعودية لايوجد اي فقر ولاصورة ليتيم في الشارع ، ولامزابل ونفايات تملئ مدن باكملها داخل السعودية او غيرها ،ولافساد حكومي بحيث ان كارثة السيول في جدة بامكانها ان تبرز كمية الفساد والاهمال في هذا البلد ، ولا ادمان على مخدرات من قبل الاحداث في هذا البلد ...الخ ، بامكان اعلامنا العراقي اظهاره كنوع من الدفاع عن النفس امام الحرب الاعلامية العملاقة التي تشنها السعودية وغيرها ضد العراق الجديد وكلّ منجزاته !!.

وهكذا ان اخذنا اعلامنا الرسمي العراقي وفشله بابراز وجه العراق الجديد ، الذي ينبغي ان يصل اليه او دوره في هذا الابراز وليس بالضرورة ماهو قائم الان فحسب ، فسنكتشف اننا امام اعلام ، لااعلم حقيقة هل هو نائم عن القيام بوظيفته ام انه متعمد تشويه صورة العراق وتدمير كل مقوماته النهضوية !!.

من الداخل لايبرز الاعلام شعرائنا ولا ادبائنا ولامفكرينا ولاعباقرتنا ولامثقفينا الا اذا كانوا من ايدلوجيا ثقافية منقرضة ولاتمت لاصالة العراق بصلة !!.

ومن الخارج يصعد عراقي الى الفضاء لانسمع عنه الا في الاعلام الخاص والتجاري وعراقي اخر يخترع ، وثالث يزرع ويبتكر ، ورابع يكدح ،كل هؤلاء ليس لهم نصيب محترم من اعلام دولتنا الرسمي الذي يُنفق عليه الملايين من اموال الشعب العراقي ،وانما مايستهلك كل وقت وحيز اعلام الدولة في العراق الجديد ليس هو الفكر والابتكار والصناعة ، بل الشعراء الشعبيين والاحباب الاشتراكيين والاخوة العشائريين وغيرهم !!.

نعم على اعلامنا العراقي الرسمي ان ينشط ويراعي الله في لقمة عيشه وضميره امام شعبه ، وعليه ان يدرك انه في الخط الاول من معركة الشعب العراقي مع اعدائه من الارهابيين والاعلاميين المرّوجين ، لاسقاط العراق ونزع الشرعية من وجوده وديمقراطيته ولتكن لهذا الاعلام الكسيح مراسلين في كل بلد من اعداء العراق الجديد يلتقطوا الصورة من هناك لتتكافئ الحرب الاعلامية ولاتبقى صور العراقيين الباكين فقط على صفحات صحفهم بينما صور السعوديين الارهابيين النائمين سطلا من المخدرات بعيدة عن صحفنا وقنواتنا الاعلامية واذا اعلن بلد علينا الحرب الاعلامية من داخل العراق على العراق واعلامه ان يدافع عن نفسه ، وبنفس الطريقة ومن داخل دول ومجتمعات هذه المؤسسات الاعلامية ، ليري العالم والعراقيين ،ان الفقر موجود في كل بلد والبؤس كذالك والجريمة والبيوت والشوارع المتسخة......على ان العراق بدأ طريقه للرقي بخدماته وبحرية بينما الاخرين لاحرية لديهم ولامشاريع للتطوير والازدهار وغير ذالك لردعهم اعلاميا عراقيا وبنفس المستوى والقوّة من التاثير ، وعلى الاعلام العراقي الرسمي ان يدرك انه امام شعب حيّ سوف لن يصمت طويلا على هذا الكساح الاعلامي المريض الذي يحمل اسم العراق الا انه لايمثل اي شئ من حياة العراق واماله وتطلعاته والدفاع عنه !!.

العودة الى الصفحة الرئيسية

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com