قرار جريء لنقابة الصحفيين العراقيين

 

زهراء العميدي

zalameidi@yahoo.com

خطت نقابة الصحفيين العراقيين خطوة جريئة اخرى منذ الانتخابات الاخيرة في اتجاه تكريس الصحافة والاعلام الوطنيين اللذين تعرضا لهزات عنيفة منذ الاحتلال الامريكي في 2003 .

ويأتي قرار السيد نقيب الصحفيين الزميل مؤيد اللامي بشراء الوكالة الوطنية للانباء (نينا) رغم التكلفة العالية والتي بلغت مايقرب من 250 الف دولار لتعبر عن الحرص الوطني في جر الاعلام العراقي من دائرة التبعية للاجنبي اذا ما علمنا ان (نينا) كانت مشروعاً امريكياً صرفاً.

ان نقابة الصحفيين تستحق الثناء والتهنئة على خطوتها الجريئة تلك والتي سدت بها الذرائع التي طالما تبجح بها اخرون ادعوالحرص والوطنية في حين انهم يمثلون مصالح ضيقة لا أكثر .

لقد عاني الاعلام العراقي خلال المدة الماضية من الفوضى والتخبط وتطلب ذلك جهوداً جبارة لفك العزلة التي فرضت عليه من خلال التنسيق العالي والمبرمج الذي اتبع واستهدف ضمان ان تكون الرؤية الوطنية هي الغالبة على توجهات نخب الصحفيين العاملين وغير العاملين .

لقد حاول الاحتلال الامريكي ان يفرض رؤيته الغريبة على الاعلام العراقي في مرحلة ما بعد 2003 ولكن محاولته باءت بالفشل الذريع بسبب اليقضة وروح الاصرار العاليين اللذين تحلى بهما الوعاة من قيادات الاعلام العراقي التي استطاعت من خلال رؤيتها الثاقبة ان تلملم اوراق اللعبة وتمسك بخيوطها .

ولذلك فأن مادعا اليه الاخوة الصادقون من ان الاعلام ليس مهما ان يكون حراً في حال تعارض مع السائد الوطني وهي النظرية التي عملت عليها نقابة الصحفيين العراقيين حين وقفت بقوة في وجه المؤسسات الغريبة عن الواقع والتي دعت الى حرية الاعلام والوصول بحرية الى اماكن الحدث والمعلومة حتى لوتطلب ذلك المواجهة.

ان الحرية اذا تعارضت مع المصلحة الوطنية احدثت اذىً كبيراً ولذلك علينا ان نطور الاعلام العراقي ونخلصه من التبعية للاحتلال الامريكي وان ننهض به برؤية وطنية بعيدة عن التصورات التهويمية البعيدة عن المنطق والحجة السليمة .

واخيراً ان مافعلته النقابة بشراء وكالة نينا يعدُ تحولاً كبيراً في الاعلام العراقي وطريقاً الى الخلاص من الاحتلال الامريكي وتابعيه .

فهذه وكالة نينا التي اسسها الامريكيون تتحول الى السيادة العراقية برغم التضحيات والمبالغ الطائلة التي صرفها السيد النقيب وهي تضحية مطلوبة في هذا الوقت بالذات. وأننا نطالب الزميل اللامي بأتخاذ خطوات مماثلة لتكون وسائل الاعلام العراقية بعيدة عن نفوذ الاجانب الذين يدعون حرصهم على الحرية الفردية وحرية الفكر والديمقراطية فلا خير فيها جميعاً في وطن محتل.

العودة الى الصفحة الرئيسية

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com