مَوطِنِي Mein Land

 

محسن ظافرغريب
algharib@kabelfoon.nl

مَوطِني مَوطِني

الجلالُ والجمالُ والسَّنَاءُ والبَهَاءُ

في رُبَاكْ في رُبَاكْ

الحياةُ والنجاةُ والهناءُ والرجاءُ

في هواكْ في هواكْ

هلْ أراكْ هلْ أراكْ

سـالِماً مُـنَـعَّـماً وَ غانِـمَاً مُـكَرَّمَاً

هلْ أراكْ في عُلاكْ

تبلُـغُ السِّـمَاكْ تبلـغُ السِّـمَاك

مَوطِنِي مَوطِنِي

مَوطِنِي مَوطِنِي

الشبابُ لنْ يكِلَّ هَمُّهُ أنْ تستَقِـلَّ أو يَبيدْ

نَستقي منَ الـرَّدَى ولنْ نكونَ للعِــدَى

كالعَـبـيدْ كالعَـبـيدْ

لا نُريدْ لا نُريدْ

ذُلَّـنَـا المُـؤَبَّـدا وعَيشَـنَا المُنَكَّـدا

لا نُريدْ بلْ نُعيدْ

مَـجـدَنا التّـليـدْ مَـجـدَنا التّليـدْ

مَوطِني مَوطِنِي

مَوطِنِي مَوطِنِي

الحُسَامُ و اليَـرَاعُ لا الكـلامُ والنزاعُ

رَمْزُنا رَمْزُنا

مَـجدُنا و عـهدُنا وواجـبٌ منَ الوَفا

يهُـزُّنا يهُـزُّنا

عِـزُّنا عِـزُّنا

غايةٌ تُـشَــرِّفُ و رايـةٌ ترَفـرِفُ

يا هَـنَـاكْ في عُـلاكْ

قاهِراً عِـداكْ قاهِـراً عِـداكْ

مَوطِنِي مَوطِنِي

مَوطِنِي Mein Land نشيد وُضعه عام 1934م أثناء توتر العلاقات بين بريطانيا والأقطار العربية، الشاعر الفلسطيني إبراهيم طوقان (وُلد عام 1905م في نابلس بفلسطين - توفي عام 1941م في فلسطين)، تتغنى به أجيال نكبة الإحتلال في العراق وتوأمه فلسطين، مذ زمن الإنتداب البريطاني عليهما، حتى خارطة الطريق العراقية الفلسطينية، أخذ بعدا إنسانيا انصهر في بوتقة محرقة هولوكوست النازية والبعثفاشية والإحتلال مثلث الأبعاد الألماني العراقي فلسطيني، في تجاريب شكلت في الشتات مقاومة الفن على خشبة أبي الفنون؛ مسرح السلام!.

من ميدان مؤسس جمهورية العراق، عبدالكريم قاسم، قبل عقد من الزمن على 14 تموز م، في كفر قاسم وجنين يستحضر فن مسرح السلام المقاوم: ثورة مخيم اللاجئين من حيث مقدم الشبان الفلسطينيين برعاية "نبيل راعي"، الذي يشرف على مشروع مسرح السلام وبمعيته "كاترين ريشتر". و"مسرح الفن المقاوم" كما يقول نبيل راعي يمثل القوة الخاصة للفن والمسرح ثم يشير إلى صعوبة العمل في منطقة الصراع! لعرض مسرحية "مَوطِنِي Mein Land" يومي 18 و 19 شباط الجاري على مسرح الشباب التابع للمسرح المركزي الضخم "شبين فيرك" في مدينة "لايبزيغ" الألمانية، من إخراج مجموعة من الشباب الفلسطيني بمشاركة شبان ألمان، تدور أحداث المسرحية على مدى الساعة، حول تجارب الطر فين مع الحدود والحرية والمشاكل اليومية.

تتراوح أعمار الممثلين بين 15 و 22 سنة، 9 منهم قدموا من جنين و 9 من لايبزيغ. ويعكس كل طرف منهما التجارب التي مر بها من واقع الحياة المعاشة. ويشرف على هذا النشاط المسرحي المشترك مديرة المشروع كاترين ريشتر وزميلها الفلسطيني نبيل الراعي من "مسرح الحرية" في مخيم جنين.

تقول كاترين ريشتر يتناول موضوع المسرحية في المقام الأول مشاكل الأسرة والأخوة والأخوات وفقدان الآباء ويتناول أيضاً "صراع الذات والبحث عن الهوية، من أنا؟ وكيف أهتدي إلى نفسي؟".

غطاء رأس هيفاء رمادي اللون، جسمها متراخ، ونظراتها منخفضة، دموعها تسيل فوق وجنتيها وجنديان يصرخان بوجهها، ويلقيان بها أراضا وينزعان الغطاء عن رأسها. الأسلحة التي يحملها حراس الحدود من البلاستيك، ومع ذلك تثير شعوراً بالانقباض. هذا أحد مشاهد مسرحية "Mein Land" الذي يريد الممثلون الفلسطينيون الشبان من خلاله نقل صورة عن يوميات نقاط التفتيش الإسرائيلية في الضفة الغربية قرب جنين، فهم كما يحكون، عايشوا حالات من هذا النوع عشرات المرات في طريقهم إلى الجامعة، كما تقول هيفاء التي تصف الوضع عند نقطة التفتيش، إذ يضطر الكل للمرور، وإبراز بطاقته الشخصية وخضوعه للتفتيش. وتتابع "أحياناً يتعين علينا الجلوس هناك والانتظار لساعات طويلة، لا أحد يتكلم وغالباً ما تُرغم النسوة الفلسطينيات على لكشف غطاء الرأس، ما يثير لديهن شعوراً عميقاً بالذلة. يهزأ الجنود الإسرائيليون بهؤلاء النسوة و "هذا الوضع يعرفه كل فلسطيني لهذا نعرضه هنا".

يستخدم الممثلون الفلسطينيون والألمان في المشاهد التي يعرضونها اللغتين العربية والألمانية ويعبرون عن تجاربهم ومشاكلهم بطرق مختلفة تماماً، تارة من خلال مشاهد تعبيرية يقل فيها الكلام، وأخرى من خلال حركات الجسم التعبيرية والرقص وأيضاً من خلال موسيقى (أيضا لا وطن لها)، لأن الموسيقى كما تقول كاترين ريشتر "تربط بين المجموعتين بشكل قوي".

تتدرب مجموعة الممثلين الشبان الفلسطينية والألمانية منذ 3 أسابيع بشكل مكثف من الصباح حتى المساء وقام كل من الجانبين بإبراز النواحي الهامة بالنسبة إليه. فالفلسطينيين يعيرون الأهمية الأولى لتحرير أرضهم ويريدون إبراز هذه الناحية، لأنهم مطبوعون بطابع الكفاح ضد الاحتلال الإسرائيلي المستمر منذ عودة الجيش العراقي لموطنه عام 1948م. لكن مجموعة الشباب الألمان رفضت أن تصبح بوقاً من أجل هذا الهدف، كما تقول كاترين ريشتر. وعندما قال الشبان الفلسطينيون إن مهمتنا هنا تتمثل في الكفاح من أجل حرية بلادنا، سارعت مجموعة الشبيبة الألمانية التابعة لشبكة المسارح والفنون في لايبزيغ إلى رفض الأمر قائلة " نحن لا نريد أن نصبح بوقاً لكم لأننا لسنا على اطلاع كاف على تاريخكم".

تمخض عن التعاون بين الجانبين مزيج من القصص السياسية والشخصية التي تطرح أسئلة ذاتية، مثلاً تساؤل الشاب عما تعنيه له حريته الشخصية، ومقاومة العقبات ومصدر خوفه وألمه ومعاناته؟

الشابان "طوني" من لايبزيغ و"طاهر أحمد" من جنين يتدربان على أحد المشاهد. طوني ذو شعر ملون ويلقب بالزهرة. يتأرجح مع طاهر أحمد بغضب فوق الأرض، وهما يمثلان دور المقاتل المنفرد الذي اضطر للدفاع عن نفسه. طوني يجد أن طاهر ينطلق من تجاربه مع صراع الشرق الأوسط، بينما يتعلق الأمر بالنسبة إليه، بمرضه السرطان. "على كل منا نحن الإثنين تقع مهمتان: مهمتي الدفاع عن حقي في الحياة والكفاح ضد جسدي والورم السرطاني!. أما دوره في حقه الدفاع عن نفسه في حال الإعتداء عليه وقتل أسرته."

في مشهد آخر من المسرحية تمثل الشابة الألمانية "جسيكا" (مواليد 1993م) والشابة الفلسطينية "ثورة" (مواليد 1988م) العلاقة مع الآباء. "جيسكا" لا تعرف أباها و"ثورة" رأت أباها أول مرة عندما كان عمرها 8 أعوام، عندما أطلق سراحه من السجن الإسرائيلي. ومنذ ذلك الحين تشوب علاقتهما الصعوبات والمشاكل. وتلاقي الشابة الفلسطينية كما تقول صعوبة في فرض إرادتها ضد التصورات التقليدية لأسرتها، ورغم ذلك تدرس علم الجنايات وتحاول رسم طريقها الخاص وتجد لايبزيغ وألمانيا على درجة كبيرة من التقدم وتقول "بالنسبة إلي كإمرأة فلسطينية الوضع صعب في جنين المُحافظة. وهذه المرة الأولى التي أغادر فيها فلسطين، هنا كل شيء مختلف، نحن نعيش هناك كما في سجن"
تعرض "مسرح السلام" إلى هجوم من قبل إسرائيليين وفلسطينيين لكن ذلك لم يؤثر على تصميم الفنانين على المضي، يضيف "نبيل راعي": إن الفنانين في مسرح السلام وجدوا طريقهم لمقاومة الإحتلال الإسرائيلي من خلال الفن والمسرح والسينما "نريد عرض بدائل على الشبان تتمثل في الطريق السلمي للمقاومة الفنية" ثم يؤكد على الفائدة التي ينطوي عليها تعاون الشبيبة الفلسطينية والشبيبة الألمانية في المشروع المسرحي "مَوطِنِي Mein Land" قائلا "في هذا المشروع يمكنهم التعرف على ثقافات أخرى، لدى الألمان قصص كثيرة مثيرة لسردها، قصص تختلف عن قصص الفلسطينيين" في نفس الوقت هناك كم كبير من المشاكل المشتركة التي يريد الشباب الفلسطيني والألماني التعبير عنها.

العودة الى الصفحة الرئيسية

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com