طامات السلف وظلامية التحجرالسلفى الوهابى تشويها للرسالة ومحاربتا للمبادئها الانسانية .. (7)

 

هلال فخر الدين

hilal.fakhreddin@gmail.com

ان كل ما تدعيه معركة الاصالة والحداثة اومعركة التراث والتجديد التى اصبحت الكتابة فيها مستهلكة بعد ان اهرقت فيها بحورمن الحبروممجوجة وان بحت بها كثيرا من الحناجروذلك بسبب تزييفها للحقائق وتأويلها دفاعا عن القباب المقدسة الزائفة لما افتاه رهط السلف وما ارتكبه من جرائم ولو على حساب طمس صريح النصوص القران وتحريف السنة ومخالفة السنن الالهية..كبدعة (الفرقةالناجية) حيث تبقى اشد ما بليت به الامة من طامات منذو امد طويل ولازالت ترزح تحت ركامها فمزقت الامة طرائق قددا وحجرت على العقول وارودتها التقهقر وقطعت صلاتها بالفكرالانسانى والابداع الثقافى بل واصبحت امة الخيرامة الاستعلاء والجهل والتطرف والارهاب

ان الاسلام ثورة على الموروث والعقائد الفاسدة والنظم الجائرة والاحوال المتردية وكل قيم الجاهلية ونبثق لتكريم بنى ادم كافة وجاء رحمة للانسانية جمعاء فلافرق بين اسود وابيض اوعربى واعجمى الابالعمل الصالح والالتزم بقيم العدالة ومباديء التسامح واحترام الاخر ومحاربة كل اشكال التعصب العرقى والتمايزالاجتماعى ومقولة (الشعب المختار) لان الاسلام اكد (كلكم لادم وادم من تراب)من خلال ابرز سمات فلسفته بتحرير العقول من كافة الوان التبعية والتقليد والظلامية بتحرير الانسان من عبادة كافة الاوثان وبكل صورها كلاستسلام للشهوات والغرائزوالنزوات..اولا ثانيا:ان الاسلام وضع معيارا للامة لكى تكون خير امة اخرجت للناس بأمرها بالمعروف ونهيهاعن المنكر فمتى ماتخلت عنه اوتخلفت منه سلبت هذه الكرامة وزالت الخيرية عنهااوالافضلية منها..وثالثا:ان من تشهد الشهادتين اصبح له ما للمسلمين وعليه ما على المسلمين ويقول(ص) ما كنت لانقب فى الصدورولامسيطرا على النفوس ولكنه المبعوث رحمة للعالمين حيث وكلا حسب عمله وهو قرينه الى يوم نشره وهو القائل(ص):(لو سرقت فاطمة بنت محمد لقطعت يدها )و(يافطمة اعملى لا اغنى عنك من الله شيئا)فلا صفوة اولا فرقة ناجية الابعمل (ولله خلقكم وما تعملون)الصافات:96 و(لمن شاء منكم أن يستقيم)التكوير:28 (فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره *ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره)الزلزلة:7-8 ولووجد البارى تعبيرا ادق او مثلااصغراوقل من الذرة لضربه لنا..والخلاصة ان الاسلام هو(الاستقامة)فلم يجعل الله على خلقه سدانة كهنوتية اوعلى الامة وصاية تسلطية سلفية اوهيمنة لمؤسسة دينية لم يبح اي شكل من اشكال الصولة لعفاريت التكفيروالارهاب على الناس. الملاحظة الجلية لكل واعى وبصيرهو:

ان من اهم الافكار الجاهلية الخاطيئة والنظريات العنصرية المتطرفة وخرافة الاساطير الارهابيةفى الفكرالدينى هى فكرة(الطائفة المختارة) التي نشبت مخالبها في محيط المسلمين وخيم كابوسها عليهم ولازال تاثيرها ساريا ليس فقط في تفرق شمل الامة وشق عصا المسلمين وجعلهم  شيعا بل وقطعت اواصر التلاقح الفكري مع الثقافات الاخرى جلبت عليهم كل تقهقرحتى ادخلتهم في خانة الاتهام وفي زمر الارهاب ..!!وما تلك الطخية العمياء الا العصبية الجاهلية والبدعة السلفية بانهم وحدهم اهل الحق وباقي الامة وكل البشر كفرة مردة ملاحدة مستباحي الحرمات الثلاث ووجوب ابادتهم ..!!! 

وهذا المفهوم (الشوفينى)في منطق هؤلاء هو من العقائد الارهابية المستنكرة بادعائهم انهم (الصفوة) والطائفة (المنصورة) والفرقة (الناجية )دون كافةالمسلمين ...!!!

ان عقيدة  الفرقة الناجية إرهاب فكر إذ تتضمن الهجوم على كافة المسلمين بانهم ليسوا على صحيح الدين ومن المغضوب عليهم والضالين ومن هل الجحيم  .!

ان فكرة الفرقة الناجية هي امتداد لفكرة (الشعب المختار) اليهودية وان منبعها في الاسلام يعزى الى الحديث المروي في سنن الترمذي في تفرق هذه الامة إلى ثلاث وسبعين فرقة  فيقف العلماء الذين صنفوا في علم الكلام أو في (الملل والنحل )من هذا الحديث ثلاثة مواقف: فإما أحدهما: فألا يتعرضوا له بنفي ولا إثبات ومن هؤلاء شيخ أهل السنة الامام ابو الحسن الاشعري الذي صنف كتابه (مقالات الاسلاميين واختلاف المصلين) ولم يعرض لهذا الحديث وكذلك الفقيه الشافعي الامام فخر الدين الرازي الذي صنف كتاب (اعتقادات فرق المسلمين والمشركين) ولم يذكر هذا الحديث .وأما الفئة الثانية: فجماعة تعرضوا له ولم يصححوه ولم يأخذو به ومن هذا الفريق الفقيه الظاهري ابن حزم صاحب كتاب(الفصل في الملل والنحل) فقد أعلن عدم صحته بل حكم بضعفه وأما الفئة الثالثة: فقد تعرض لهذا الحديث واخذ به وحاول ان يحصر الفرقة التي نجمت تحت ظلال الاسلام في ثلاثة وسبعين فرقة إحداهن ناجية وهي أهل السنة والجماعة ومن هذا الفريق المتعصب  المتشدد الناصبي عبد القاهر البغدادي صاحب كتاب (الفرق بين الفرق) والاسفرائني الذي اتبع وحذا حذوا البغدادي في تبويبه وتقسيمه فلا يكاد يخالفه في كتابه ( التبصيرة في الدين) ومنهم القاضي عضد الدين الايجي الذي صدر عقيدته التي اشتهرت باسم(العقائد العضدية) وشرح في كتابه هذا مقالات الفرقة الناجية من هذه الفرق الثلاثة والسبعين

اختلاف في متن الحديث

عن ابي هريرة قال :قال رسول الله (ص) :(افترقت اليهود على إحدى وسبعين فرقة وافترقت النصارى على اثنين وسبعين فرقة وتفترقت أمتي على ثلالث وسبعين فرقة)

عن عبد الله بن عمرو ابن العاص قال :قالرسول الله (ص) :(ليأتين على أمتي ما أتى على بني إسرائيل تفرق بنو إسرائيل على اثنتين وسبعين ملة وستفترق امتي على ثلاث وسبعين ملة تزيد عليهم ملة كلهم في النار إلا ملة واحدة .قالوا:يارسول الله وما الملة التي تتغلب؟ قال:ما أنا عليه وأصحابي) ..كما رواه عن النبي (ص) جماعة من الصحابة كانس بن مالك وابي امامة وابي ابن كعب وابن مسعود والامام علي ومعاوية وابي هريرة وعبدالله بن عمرو بن العاص وغيرهم وفي اسانيد ها كلها ضعف لايمكن الركون اليها وهذا ما سنوضحه

الصحابة ورواية الاسرائيليات

من يطلع على التراث يرى عجبا مابعده من جب لكثرة ماتسرب من الاسرائيليات واسفار الانجيل الى التفسير والحديث والاخبارولعل هذا الحديث من ضمن ما استقرفى المصنفات

يذكر اصحاب التحقيق في المصنفات الرجالية ان كل الراويين للحديث سواء ابو هريرة الدوسي ام عبد الله بن عمرو ابن العاص كانوا ياخذون باقوال كعب الاحبار اليهودي ويمزجونها بالاحاديث النبوية ويؤكدوا على ان بن العاص اصاب حمل زاملتين من كتب اهل الكتاب وكان يحدث بها على انها احاديث نبوية.قال الحافظ ابن حجر في كتاب(النكت على كتاب ابن الصلاح) (2|532

شارحا قول الحافظ ابن الصلاح (إذا كان الصحابي ينظر في الاسرائيليات فلا يعطى تفسيره حكم الرفع) مانصه (وكعبد الله بن عمرو بن العاص فانه كان حصل في وقعة اليرموك كتب كثيرة من كتب اهل الكتاب فكان يخبر بمافيها من الامور المغيبة حتى كان بعض اصحابه ربما قال له :حدثنا عن النبي(ص) ولاتحدثنا عن الصحيفة فمثل هذا لايكون حكم ما يخبر به من الامورالتي قدمنا ذكرها الرفع لقوة الاحتمال)وهوكلام حسن نفيس جدا.

عن السائب بن يزيد انه سمع الخليفة عمر بن الخطاب يقول لابي هريرة :(لتتركن الحديث عن رسول الله او لالحقنك بارض دوس ! وقال لكعب الاحبار :لتتركن االاحاديث او لالحقنك بارض القردة) انظر ابو زرعة الدمشقي في تاريخه 1475 كما في حاشية (سير اعلام النبلاء للذهبي (2| 600-601 )وابو هريرة من الرواةعن كعب الاحبار كما في ترجمته في مثل (تهذيب التهذيب) و(تهذيب الكمال ) فعندي ان عمر بن الخطاب منعه من الرواية لاجل منعه روايةالحديث والاسرائيليات ومن التطرق لفضائل اهل البيت .

ويؤكد ذلك ما جاء عن بسربن سعيد وهو من كبار التابعيين ومن رجال الكتب الستة ومن تلاميذ ابي هريرة انه قال:( اتقوا الله وتحفظوا من الحديث فوالله لد رايتنا نجالس ابي هريرة فيحدث عن رسول الله (ص)ويحدثنا عن كعب ثم يقوم فاسمع بعض من كان معنا يجعل حديث رسول الله عن كعب ويجعل حديث كعب عن رسول اله)رواه مسلم في كتاب التمييز(1|175)وذكرالحفاظ لذلك امثلة من احاديث التجسيم والتشبيه وبذلك اعترف ابن تيمية في فتاواه(17|236) انظر البخاري في تاريخه الكبير(1|413-414) قال بعضهم عن ابي هريرة عن كعب وهو اصح) وقال ابن كثير في تفسيره (1|72) وهذا الحديث من غرائب صحيح مسلم وقد تكلم عليه ابن المديني والبخاري وغيرواحد من الحفاظ وجعلوه من كلام كعب الاحبار  وان ابا هريرة إنما سمعه من كلام كعب الاحبار وقد اشتبه على بعض الرواة فجعله مرفوعا وقد حررذلك البهقي )..يتبع 

العودة الى الصفحة الرئيسية

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com