مسيحيو العراق الطيور الطائرة التي تحن إلى أعشاشها

الكاتب والصحفي

ناجي لطيف العسكري

naseria2010@gmail.com

تعايش المسيحيون مع العراقيين في العراق منذ مئات السنين وشاركوا العراقيين وأفراحهم وأحزانهم وكانت تربطهم روابط تاريخية ووطنية وثقافية واجتماعية مع جميع مكونات المجتمع العراقي ولم يتم في أي مرحلة من المراحل التي مر بها العراق تهميش هذا المكون الأساسي من مكونات العراق حتى في أقصى الظروف التي مر بها العراق في زمن النظام السابق فقد كان هنالك عديد من القيادات والشخصيات اللامعة في الحكومة السابقة وهي يحضون باحترام كامل من جميع العراقيين .

وبعد احتلال بغداد عام 2003 بدأت مرحلة جديدة في تاريخ العراق فقد عانى المواطن المسيحي كأي مواطن عرقي أهات الاحتلال وارتفاع وتيرة العنف الطائفي التي أصابت جميع العراقيين بدون استثناء فقد قتل المسيحي مثل ما قتل المسلم وقتل اليزيدي مثل ما قتل الصابئي فلم يسلم أي مكون من هذا الإرهاب المسلح التي أشعلت فتيل ناره دولٌََُ خارجية تكمن للعراق البغض الشديد فاستغل التدهور الأمني من اجل الثائر من جميع مكونات الشعب العراقي فقد استخدم الشباب لتنفيذ مطامعهم بعد غسل عقولهم ومغالطتهم لحقيقة بحشو عقولهم الصغيرة ثقافياً بأفكار بعيدة كل البعد عن الدين المسيحي وأفكارهم وأرائهم الحقيقية فقد اقتنع البعض بهذه الهراءات وبدأت تملى عقولهم هذه الأفكار الهدامة من خطورة الدين المسيحي وأفكار الاستيطان التي يحلم بها كل مسيحي في العراق وان المسيحيين هم عملاء و امتداد لدى قوى الغربية فحورب كل مسيحي في العراق لأنه مسيحي عراقي حتى أصبح المسيحي يقتل بدم بارد ويهجر المسيحيون من مدنهم تاركين ذكرياتهم الجميلة خلفهم مع أنقاض بيوتهم التي هدمت أو حرقت وكان اكبر تهجيراَ حدث بعد الاحتلال من العاصمة بغداد فقد كان التهجير جماعياً ووحشياً وبدأت معانات المسيحيون بعد التهجير وفي عدم احتضانهم من دول الجوار وصعوبة العيش في ظل كل هذه الظروف الصعبة.

 وبعد التحسن النسبي لوضع الأمني عاد بعض المسيحيون إلى مدنهم التي لم يفارقوها ألا بأجسادهم رغماً عنهم وبدأت مرحلة جديدة في التعايش السلمي وشاركوا المسلمين جميع مناسباتهم الدينية والاجتماعية والثقافية حتى أنهم لم يحتفلوا في أقدس مناسبة لدى المسيحيين ألا وهي ولادة سيدنا المسيح تعاطفاً مع شيعة العراق الذي احيوا ذكرى شهادة الإمام الحسين (ع) وشاركوا شيعه العراق في عزاء الإمام الحسين وهذا أن دل على شي فانه يدل على الترابط والمحبة التي يبادلها المسيحي مع العراقيين بدون استثناء فحق أنهم طيور محبة وسلام في عراق أدمته طعنات الزمان .وأصبح كل عراقي يتمنى عراق دون حصار وعزلة دولية. عراق دون تمييز ومظالم بسبب الانتماء القومي أو الديني أو المذهبي. عراق جديد يقوم على المجتمع المنفتح واحترام حقوق الإنسان والديانات الأخرى والأقليات العراقية .

العودة الى الصفحة الرئيسية

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com