حكاية الطفل الصغير
زاحم جهاد مطر
zahimmutar@yahoo.com
الاهــداء: الى الطفـل (حمودي) الذي لايزال قلبي يبكي عليه دماً ، حيث تركته أمه وحيداً وسافرت مع زوجها الجديد الى مصر.
طفل صغير
في الشارع المظلم يسير
أنهكه البرد
والريح والمسير
كعصفور صغير
يرتعش ويبرد
مال على الجدار واستند
ثم كور نفسه وتمدد
هرعت اليه بقلب كسير
وسألته بحنان
ايها الصغير المشرد
ماالذي بك أجلد
بصوت خافت أجش
كأنه الأنين
أجاب بعد ان تردد
أرمضني الجوع وجسمي أرمش
ليس لي مكان الجأ اليه
ليس لي من لحالي يسأل ويتفقد
منذ سنتين أو أكثر
انتهى بأبي الأجل
رحل عني وأجفر
وضاع مني صدر أمي
بعد ان قلبها تغير
قلب المرأة قد يتغير
يابني
ولكن قلب الأم لا يتغير
أجاب بعد ان تحيّر
لا ياسيدي
قلب أمي تغير
وصدرها ملَّ مني وضجر
بعد ان هامت برجل أمرش
وبعين فيها الدمع ترقرق
توقف برهة ثم أسرد
غابت عني ورحلت
الى حيث لا أعلم
دعني ياسيدي
فأنا متعب ومجهد
ثم تمدد وأبلد
على الأجلد
والى النوم أخلد
ماذا جنى هذا الصغير
ليحكم عليه الدهر أوالأبد
بهذا المصير
العودة الى الصفحة الرئيسية