|
الله ياشيخ
هادي جلومرعي يا ايها الانسان ماغرك بربك الكريم الذي خلقك فسواك فعدلك.. الله ياشيخ .ربنا يكرمك يامولانا.صلوا عالنبي...وكلمات اخري تلوكها افواه المتيمين بسماع صوت الشيخ عبد الباسط محمد عبدالصمد والمتجمعين قريبا من مكان يعتلي فيه منبرا ويتلو القرآن بصوت يخلب الالباب. وامس ودون ان اتحسب لذلك وجدتني منساقا برغبة القت بها في دواخلي قناة فضائية لم اتبين اسمها ويبدو انها جديدة علي عائلة الستلايت الموقر لاكتشف اني في مواجهة الشيخ المتوفي وجها لوجه وهو يتلو من آي الذكر الحكيم مايبث الحزن الشفيف في النفس ويدفع لبكاء لطيف .واقول كا كان يهتف سامعو الشيخ ايام حياته.الله ياشيخ الله يرحمك ويرزقك الجنة فكم اهتدي بصوتك ممن كان محسوبا علي قائمة الضلال؟ وفي العراق كان ابناء الوطن يهتمون ومازالوا بتشغيل جهاز مسجل في سرادق ممتد ويصلونه بمكبرات صوت بمناسبة موت انسان قريب ويظل الجهاز يتهادي منه صوت القارئ الشجي بآيات الذكر الحكيم.وكنا نسمع لصوت الشيخ عبد الباسط وكان شجِيا..لكننا كنا كثيرا مانحفظ مايتلوه قارئ عراقي في تلك المناسبات الحزينة حين يقرا في كتاب الله وكانت سورة يوسف هي المفضلة حتي ظننا ان هذا النبي الجميل والمبتلي بدسائس ومكائد زليخة المصرية المغرمة واحدا منا ولم نعد نجد في القصة تلك سوي انها رواية لمصيبة اب بفقد ابنه العزيز ومصيبة شاب اختاره الله ليكون نبيا له في بني اسرائيل الحاسدين وقبلنا ذلك مادام المقرئ عراقيا قحا.. اليوم تعددت القراءات وحين انبلجت شمس التغيير صرنا نسمع للمراثي الحسينية اكثر من سماعنا للقرآن حتي تمنيت لو ان احدا يرغم الناس علي ان يخصصوا وقتا لتلاوة القران يسبق مجالس العزاء الحسينية مثلما يفعل عادة مجلس النواب العراقي حين ينتدب واحدا من الاعضاء حسني الصوت ليقرأ آيات من القرآن قبل جلسة المجلس الموقر.. وصرنا نسمع الاغاني المنافسة لتلك المراثي حتي صار سائق لتاكسي او سيارة الاجرة لايتورع في وقت عن تشغيل جهاز مسجل السيارة ليتلو قرآنا ثم وبعد وقت ليبث اغنية أو أن يسمعنا مرثية كربلائية لتختلط الامور وتتعقد فليس من الانصاف سماع الاغاني والمراثي والقرآن في وقت واحد..ويالها من ازدواجية.. لم يعد احد مولعا بصوت الشيخ عبد الباسط مع ان تسجيلات بصوته موزعة علي محال التسجيل وفي مكتبات الاذاعات والفضائيات والمرات القليلة التي يفاجئ فيها اسماع الناس لاينشغلون كثيرا به وكانهم نسوه او يجهلونه . الله يرحمك ياشيخ عبد الباسط ويرحم ايام زمان حين كانت ايام العزاء بقريب متوفي فرصة لسماع صوتك واصوات اخري غابت عن الذاكرة. وهذه الايام نسي الناس قصة يوسف القرآنية واستعاضوا عنها بمسلسلات تلفزيونية تظهر يوسف وزليخة كانهما (نور ومهند) في المسلسلات التركية وتوزع صور النبي الشاب والمغرمة زليخة في الاسواق وتقلد الفتيات ماكياج الست زليخة وفوطة الرأس وكحل العيون وحركات الوجه واشياء اخري..
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |