ملا شجر! وحقوق المرأة الكندية

 

د.عصمت موجد الشعلان

at_shalan@hotmail.com

علق ملا شجرعلى مقالي  المنشور في الحوار المتمدن بتاريخ 8-3-2010 وتحت عنوان"اوضاع المرأة الكندية في عيدها الأممي" بالقول"اخترنا لكم ما تقرأه من الصحافة الكندية"، كما ارسل شخص آخر وقد يكون ملا شجر رسالة بأسمه الحقيقي ينصحني فيها بالكتابة عن حقوق المرأة العراقية ويستفسر عن الهدف من وراء الكتابة عن اوضاع المرأة الكندية. 

عزيزي ملا شجر: لقد احسنت الأختيار بأتخاذك ملا شجر كأسم مستعار، وكمعلومة اذكرك بها بأن الناس في الفرات الأوسط يطلقون على احد انواع اليقطين بالشجر وعلى نوع آخراسم ملا احمد وهو يقطين له رقبة طويله، يجففه البعض فيصبح فارغا من وسطه ومتخشبا من الخارج وله عدة استعمالات منزلية. 

والآن لنعود لصلب الموضوع، يقول الأمين العام للأمم المتحدة بان كي – مون" هناك حقيقة عالمية واحدة تنطبق على جميع البلدان والثقافات والمجتمعات وهي: أن العنف ضد المرأة لا يمكن على الأطلاق القبول به او التماس العذر له او التهاون بشأنه" وانا اقول طالما هناك استغلال تبقى حقوق المرأة تاقصة اكثر من حقوق الرجل في الدول الرأسمالية المتطورة.  

ان المرأة مستضعفة ومستغلة في كندا وبقية البلدان الغربية فحقوقها ناقصة وخاصة الأقتصادية منها، فما بالك في دولنا المتخلفة،يبحث الرأسمالي عن قوة عمل رخيصة من اجل مراكمة رأسماله، فيستعيض عن الذكور بالأناث وعن البالغين بالأطفال كما يقول كارل ماركس. 

عدم مساواة الأجور بين الجنسين قديمة منذ بدايات تطور الرأسماية حينما كان يساق الأطفال ذكورا واناثا من لندن والمدن المجاورة الى شمال بريطانيا للعمل في المصانع الجديدة حيث يقوم رب العمل بأيواء الأطفال من الجنسن في مكان واحد بالرغم من اختلاف اعمارهم وميولهم مما ادى ذلك  الى استشراء الرذيلة بالأضافة الى انهاكهم بالعمل الجائر. 

ولا يعلم ملا شجر بأن بريطانيا في عهد استعمارها البلدان الأخرى 1869-1939 ارسلت 150000 طفل يتيم واطفال الشوارع الى كندا واستراليا والى مستعمراتها السابقة بالتعهد لعوائلهم بحياة افضل للأطفال ولكن كان مصير الأطفال الأهمال والأستغلال البشع جنسيا وعضليا وتشغيلهم كعمال في المزارع.

بمناسبة يوم الطفل في 20  تشرين الثاني العام الماضي  اعتذر رئيس وزراء استراليا كيفن رود عن دور بلاده في اساءة معاملة الأطفال الذين اطلق عليهم اطفال الوطن home children ،لا زال يعيش 7000 منهم في استراليا، واحد هؤلاء جون هننسيري الذي ارسل الىاستراليا عندما كان عمره 10 سنوات حيث قيل له بأن الطعام وفير والأطفال يذهبون الى المدارس على ظهر الكنغر فبدلا عن ذلك عومل معاملة سيئة تركت جروحا نفسية لازمته طيلة 60 عام التي عاشها في استراليا، كما اعلنت الحكومة البريطانية على لسان رئيس وزراتها جوردن براون بأنها ستعتذر رسميا السنة القادمة عن ارسال الأفال خارج بريطانيا وعن معاملتهم السيئة، فعلقت على ذلك ساندرا انكير الى بي بي سي التي ارسلت الى استراليا عندما كان عمرها 6 سنوات في 1950" اسف الحكومة جاء متأخرا ولكنه خطوة بالأتجاه الصحيح و وعند الحكومة الكثير لأنصافنا عن معاناتنا". 

جاء في موقع الأمم المتحدة وفي حملة امينها لأنهاء العنف ضد المرأة ما يلي : ان العنف ضد المرأة يتخذ اشكالا متعددة والذي يفضي الى افقار النساء واسرهن ومجتمعاتهن وبلدانهن،ووفق تقديرات منظمة الصحة العالمية فان نسبة تتراوح بين   40% الى 70% من نساء استراليا وجنوب افريقيا وكندا والولايات المتحدة الأمريكية ضحايا القتل قد ازهقت حياتهن من قبل شركائهن اي من قبل الزوج او الصديق، ويرتفع احتمال تعرض نساء الشعوب الأصلية في كندا للموت نتيجة العنف بمقدار 5 اضعاف مقارنة بغيرهن من النساء وبنفس العمر. 

وجاء في تقرير الأمم المتحدة ايضا بأن تكاليف العنف ضد المرأة باهضة للغاية وتتضمن تكالف العلاج ودعمهن ماديا وتقديم مرتكبي هذه الأعتداءات للقضاء بالأضافة للتكاليف غير المباشرة كفقدان العمل والأنتاجية وكلفة الألام والمعاناة الأنسانية التي لاتقدر بثمن، ففي الولايات المتحدة تتجاوزتكلفة عنف العشير اي الزوج او الصديق 5,8 مليار دولار في العام منها 4,1 مليار للخدمات الطبية و1,8 مليار تقريبا من جراء الخسائر في الأنتاجية، وان التكالف المباشرة وغير المباشرة للعنف العائلي في المملكة المتحدة سنة 2004 يصل 23مليار جنيه استرليني في العام.

فهل لا زلت اصم يا ملا شجر لا تسمع صرخة الأمين العام للأمم المتحدة"اتحدوا لأنهاء العنف ضد المرأة" وصرخات نساء كندا ومطلبتهن بأجور مساوية لأجور الرجل ودور حضانة لائقة بأطفالهن؟.

العودة الى الصفحة الرئيسية

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com