أضغاث أحلام أم ماذا؟

 



بشرى الخزرجي

bushra_thebest60@hotmail.com

الأحلام عالم مباح ليس لأحد التحكم في فحواه، ننسى بعضها  لكننا نحتفظ بما يؤرقنا منها، نرويها كما تروى قصص الخيال بفارق ذكرنا بين جزئية وأخرى "خير اللهم اجعله خير"، ..ووالدتي العزيزة تحكي لي حلما  مطولا متشعب التفاصيل مع كل اتصال هاتفي أو الكتروني يحصل بيننا، فبعد أن تعلمت كيفية استخدام جهاز الكمبيوتر مؤخرا، وأصبح عندها لابتوب (خصوصي) صارت الأحلام تنقل صوتاّ وصورة، و أمي تهتم بالرسائل التي تبعث عبر الأطياف، تأخذ  بقسم منها مأخذ الجد لدرجة تغيير مكان السكن على خلفية حلم مر بجفنيها ليلا..وهذا ما حصل بالفعل.

الاهتمام بالأحلام  وتفاسيرها يشكل مصدر قلق غير متناهٍ عند البعض، يشطب قرارا وينسف عهدا، عالم يسير بنا كيف ما شاء متى ما شاء، والامثله لدينا عديدة تضرب من واقع  حال نعيش تفاصيله خطوة بخطوة، ما أريد البوح به هو الموقف الذي جرى في بيت  قريبتي الواقع وسط  لندن، والتي جمعتنا على خير مناسبة طيبة هي ذكرى صاحبها الإمام الحسن العسكري (ع)،  حيث تزامنت مع فرحها ببيتها الجديد.. حيثيات ما حدث الآتي.

لما اكتمل عدد المدعوات الأخوات الأنيقات، وبينما كن يتجاذبن أطراف الحديث والتحايا المفعمة بحرارة الاجتماع بوجوه شح اللقاء بها إلا في المناسبات،.. وإذا بصوت (الملة) أو القارئة التي احسبها من الدارسات المثقفات والمدعوة خصيصا لأحياء المناسبة بالمديح والمواليد العطرة،  يعلو معلنا أمر إلغاء مراسيم الاحتفاء والبهجة، وتحويلها إلى مجلس عزاء، ذلك بناء على حلم، أجل حلم كانت إحدى العلويات الفاضلات قد حلمت به وصل عاجلا على هاتفها الجوال، يقضي الحلم بعدم الفرح! وتأجيله إلى إشعار أخر، لأن العلوية رعاها الله  تشرفت بلقاء السيدة فاطمة الزهراء (ع)  في المنام، موصية بالحزن والأخذ برواية (الفاطمية الأولى) بدلا عن ذكرى مولد الأمام الحادي عشر!،.. "الأحوط وجوبا أخواتي العزيزات"

فالعزاء على السيدة الجليلة فاطمة الزهراء (ع) أصبح بثلاث روايات، بتصنيف أولى وثانية وثالثة، لا نبغي  الدخول في كم العشرات التي تسمى باسم أهل البيت عليهم السلام  فهذا موضوع وظاهرة على العلماء الأجلاء إبداء الرأي فيها، لكن ما نخوض به  الأحلام كيف تمكنت منا، أضغاث تغير مناسبات فرحنا إلى حزن وبكاء، كيف فرضها البعض وتحكمت بمقدرات محيطنا الاجتماعي الذي يعيش في بلدان الغرب الحرة الحضارية، " أحلام مقدسة" حالة لا نجد لها من تفسير تأمرنا فنطيع!...عجب أي منطق! .

العودة الى الصفحة الرئيسية

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com