|
عندما يتسيس الدين
الكاتب والصحفي ناجي لطيف العسكري دائما ما كان الدين هو بصيص النور في الليلة الظلماء والبطل الذي يقاتل من اجل المظلوم ليأخذ حقه من الظالم فهو أساس لبناء كل دولة تريد التخلص من الظلم والجور وحماية لحقوق مواطنيها أذن هو الركن الأساس في البلد وخصوصاً أذا كان هذا البلد محتلاً أو يمر بمراحل تغير في الحكم أو انقلابات ويفتقد إلى قانون يحمي المواطنين فيبدأ حينذاك بريق رجال الدين يصدع في سماء البلد ويقع على عاتقهم دور محوري في هذا المرحلة وكيفية إيصال الناس إلى بر الأمان بدون نزف قطرة دماء أو إزهاق لأرواح فهذا هو دور رجال الدين وقد كان لهم دوراً كبير في تاريخ العراق القديم والحديث فقد لعب رجال الدين دور القادة في العديد من الثورات والمظاهرات التي حدث أبان الاحتلال العثماني والانتداب البريطاني فقد كانوا المحرك الأساسي لإرادة الشعب وخير شاهد على ذلك السيد محمد سعيد ألحبوبي وغيره الكثير فكان ولا زال لكلمة رجال الدين صدى لدى مسمع المواطن العراقي فيعتبرها قانون لا يمكن مخالفته ويسير على خطها هذا لدرايته الخاصة أن رجال الدين دائماً على حق وهم أدرى في مصلحته الخاصة من نفسه واثبت رجال الدين في السابق صحة نظريته وبعد احتلال بغداد على يد القوات الأمريكية المحتلة بدأت العديد من العادات والتصرفات السيئة التي لا تمت إلى الشارع العراقي بصلة ولكنها دخيلة علية نتيجة ظلم سنوات عجاف مر بها العراق من حروب وحصار وهذا كله ولد ردة فعل قوية بعد احتلال بغداد بدأت عمليات السلب والنهب لدوائر الدولة وحرق وإتلاف البعض منها واستمر الحال على ما هو علية حتى بدء رجال الدين انتفاضتهم لمحاربة هذا العادات وسن سبل الخلاص في هذه المرحلة وبدأت استجابة الشارع العراقي إلى صيحاتهم فقد استرجع البعض الذي سرق أو نهب إلى الجوامع أو الدوائر التي أخذت منها وهذا رد الفعل متوقع من الموطن العراقي وأصبح رجال الدين نبراس الذي يهتدي فيه العامة في شتى أمورهم وقد أتقن رجال الدين هذا الدور ولعبوه بشكل جيد ولكن تم استغلال هذا الانصياع من البعض ليشكلوا عصابات قتل وسلب ونهب بدواعي دينية بحته وانجر إليهم الملايين ليحنو برؤوسهم إلى ألههم الجديد الذي يتبعونه في كل شي حتى في معصية الله بدون الرجوع إلى عقولهم التي بها ميزهم الله عن الحيوانات فأصبح العراق يقتل بيد بيضاء وباسم الدين فأصبح المسلم يقتل باسم الدين والمسيحي يقتل باسم الدين فالكل يقتل باسم الدين فأصبح البعض من رجال الدين يتدخلون في العديد من الأمور السياسية والاقتصادية والاجتماعية تدخلات تخالف بها الأعراف والقوانين العراقية وطبعا ليس هنالك رادعاً لهم للفتات الملايين من الناس حولهم هولاء الذي يقول بحقهم الإمام علي (ع) ((همجاً رعاة ينعقون مع كل ناعق)) فأصبحت الحكومة بين ناريين فلا سياسة تنفع معهم ولا القتل لأنها بذلك سوف تسفك دماء الملايين وكل هذا من اجل مصالح شخصية وقد برزت على هذا المصالح على السطح بعد الانتخابات البرلمانية فقد كان واضحاً في هذا المرحلة النوايا الدفينة التي أحيكت على رقاب العراقيين فكل الإعمال الإرهابية والإجرامية التي كانت تسبب بمقتل المئات من العراقيين بدوافع طائفية والحفاظ على المذهب والإسلام وإخراج الاحتلال قد اختفت بعد حصولهم على مناصب في الحكومة العراقية الجديدة بينما البعض من رجال الدين فقد أيد قائمة معينة أو شخصية معينة وهذا خلاف ما على رجل الدين أن يفعله فعلى رجل الدين في هذه المرحلة أن يقف موقفاً أبويا من جميع القوائم لكي لا يكون هنالك تفريق على أساس مذهبي أو على أساس المصلحة الخاصة وها نحن نمر بمراحل أدت إلى تباع بين رجال الدين والمجتمع العراقي وأصبح صوت رجل الدين لا يوثر إلى في فئة قليلة جدا لا تملك من الإرادة والتغير الشي البسيط .
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |