|
أعود لأموت مع وطني هادي جلومرعي hadeejalu@yahoo.com حسرتي في هذا البعد ان الضحايا يسقطون بتفجيرات دامية لم تستثن احدا من الابرياء دون أن نستطيع فعل شئ .وفي البلد الذي ازوره الآن لاأحد منشغل بشان العراق .الصحف تنشر الاخبار والتقارير المحلية وتهتم باخبار الطقس والرحلات الجوية والالعاب الرياضية والبرامج السياسية المحلية دون ان يكون للعراق من ذكر سوى في نتف من الاخبار التافهة وسوى كلمات تصف التفجيرات الدامية في بغداد لقراء يفكرون باشياء عديدة ولايعنيهم من امر العراق سوى انهم يعرفونه بلدا مثقلا" بالمشاكل.. وطني الحبيب :ويجرحونك ..الاوغاد. ويقتلون فرح الربيع. وعلى البعد تحملني اليك الاشواق. والعالم كله يتصاغر قبالة ناظرى وتبقى الوحيد ..انت المعشوق والدار والاهل والصغار الذين احن لضحكاتهم تملأ المكان والخيال وتدفع بأشرعة تلتهم الريح وتقترب من شواطئك المسكونة بالحنين الازلي..كلما ابتعدت عنك لاسابيع افهم لم كان الشاعر السياب يقول:حتى الظلام هناك اجمل في بلادي..واسخر من أولئك الذين يسخرون مني وهم يتمنون الان الخروج من قداستك الى مبولة المهجر الأسنة.. أتحدث اليكم وقد جلت في البلدان وعاشرت الجمال ورايت المتع الدنيوية ولكني لا اجد رائحة الوطن .وجميع الذين التقيهم في تلك المدن القصية يتحسرون على العراق برغم انهم يمتازون بالراحة والعمل لكنهم يفهمون معنى ان تقتلع جذور الحياة ويفهمون ان الصغار يمكن ان ينشئوا في بيئة جديدة.لكن الكبار والذين مضت بهم السنين لايعلمون من الحياة سوى الوطن بكل مآسيه وترابه وجفافه وموته وقسوة الاحبة والصحاب والحياة فيه.. ويبقى العزيز العراق .العظيم.وهاهي دموعي تهوي على لوحة المفاتيح في جهاز الحاسوب المحمول الذي اكتب عليه مقالتي..لست في الداخل لاكذب أو أدعي الوطنية لكني جربت السفر عشرات المرات ولشتى البلدان وكلما فكرت في البقاء هناك رأيتني تافها فانا لاأتحدث وانا في بغداد بل في بلاد أخرى .يعني انني لاامثل ولاأدعي بل اقول الصدق.. أيها الوطن الحبيب .تمر بك النوب العاديات وتبقى العظيم .وشأن ابنائك الذين هجروك انهم أولاد طامحون ..انظر إليهم كأنهم يتوسلون بي البقاء ويحسدوني أو يغبطوني أني اعود اليك بعد مدة..وماشأني بمن يسوق الحجج على سوء الاوضاع..فانا اتحدث عن نفسي..وأنتظر نهاية هذه الرحلة اللعينة والطويلة فكل متعها زائفة..هل تعلم اني اشعر بالشجاعة والزهو حين أكون عندك كلما ضرب الاوغاد مدينتك الاثيرة بغداد.. وافخر اني اتحدى القتلة..ساعود اليك لنتحداهم معا..لنحيا معا أو نموت معا..
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |