الظاهرة الغيلانيه

 

 حامد كعيد الجبوري
'hamid_gaid2000@yahoo.com'

لا أعرف لماذا كلما تذكرت الصديق الشاعر والأعلامي (كاظم غيلان) يذهب فكري صوب الصحابي الجليل (أبو ذر الغفاري)، مع ملاحظة الفرق الواضح بين المقدس وغيره، أذ لا وجه للمقارنة بين شخصانية الأثنيين، ف (محمد ص) أطلقها مقولة بحق (أبا ذر رض) تعدل الدنيا وما فيها ليقول (ماأقلت الغبراء وما أظلت الخضراء أصدق لهجة من أبي ذر)، و(أبو ذر) تحدث بحديث عن نفسه حيث يقول (ما أبقى ليّ الحق صديق)، وقف هذا الرجلُ الرجل بوجه خليفة راشد ليطرح قناعته بما يدور، لأنه يرى بديمقراطية الأسلام مظلة تأويه من كل شىء، ولأجل موقفه هذا نفي صوب الشام، وحين دخوله الحاضرة الأموية وجد البنائون والعمال بصدد أنشاء قصر الخضراء لمعاوية، فأطلق مقولته (يامعاوية أن كانت الأموال من مدخراتك فهو تبذير وأن كان من بيت المال فهو سرقة وكلاهما حرام)، فما كان من معاوية ألا أعادته للمدينة المنورة من حيث أتى، وحين وصوله المدينة تلقاه الخليفة وقال له أنا لا أتجاور معك بمكان واحد ونفيّ للربذة كما أخبره رسول الله (ص) حينما قاله له (يا أباذر تمشي وحدك وتموت وحدك وتبعث يوم القيامة وحدك) .

 عرفت (كاظم غيلان) بداية السبعينات من القرن المنصرم ولم يعرفني حينها، كنت متابعاً له ولمواقفه الوطنية وقولة الحق التي عرف به ولا تأخذه بها لومة لائم، لايخشى قولة الحق أمام السلطان الجائر فكيف به وقد سقط هذا السلطان، صب (غيلان) جام غضب قلمه على المتشدقين والمتمسكين بالحزب الواحد، والأمة الواحدة، والملابس الزيتونية التي أغرقت العراق والعراقيين ببحر من الدماء لا تزال تجري ليومنا هذا، فضح وبالأدلة المثبتة كافة المداحين والمطبلين سابقاً ولاحقاً، معتبرا ًممارساتهم أساءة للذوق والأخلاق والقيم الشعرية الرصينة، ينتقد أيّ شاعر أو كاتب أصطف مع الطواغيت – وما أكثرهم – وينتقد حتى نفسه أن كانت قد مارست هذه الأساءة للناس، ويعتذر أيّ أعتذار أن صدرت منه، وهي لم تصدر حقاً، توطدت علاقتي ب (غيلان) بعد التحرير مباشرة، ورايِّ به أنه لايصلح كصديق ألا لمن هو على شاكلته وما أقلهم، وبسبب كتاباته المتواصلة في الصحف العراقية ومواقع الأنترنيت هدد بتصفية حياته، وقال الكثير أن (غيلان) سيغادرعن هذه المباحث التي ستودي بحياته لربما أو من المؤكد، فكانت المفاجئة أنه لايزال وبأصرار على سلك منهجه الذي أقتنع به أيما قناعة، (كاظم غيلان) أسم عراقي أمتدت جذوره في هذا التراب الطاهر ليحتلب للوطنيين موقفاً يندر أن يسلكه الأخرون، وأني أرى في قادم الأيام من يتبع الدرب (الغيلاني) هذا رغم خطورته، .... للأضاءة ..... فقط .  

العودة الى الصفحة الرئيسية

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com