فلنرحب بممثلي الشعب المنتظرين وأيدينا على قلوبنا

 

موسى غافل الشطري

moosashatri@yahoo.com

ها نحن بانتظار ممثلي الشعب لكي نرقب ماذا يريد المواطن، ما الذي يأتونا به، وبماذا يفكر ممثلوه الجدد. ستكون هناك ألقاباً مؤذية لمن تنكر لمهمته التي أوكلها إليه شعبه. فأن استمرت الحال على ما يدور من حراك في الكواليس وطرق تقسيم الكعكة حسب المفاهيم الحداثوية، والشعب العراقي في مهب إعصار( حير بير) عند ذاك ستكون الكوارث متلاحقة، بسبب أن لا يوجد من في قلبه وجع من أجل الشعب وتحسين ظروفه. وسنطبق المثل القائل ( شين التعرفه أحسن من زين الما تعرفه) .

والمسألة مرهونة بضمائر من تنافس حسب مبدأ فرهود المقاعد ومزوري الانتخابات. وطبعاً الأحلام الوردية التي خطط لها من حصل على مقعد في البرلمان وتنفيذ أحلام الزوجات، بعدم بيع أكياس الطحين لإكتناز ملايين الدنانير، سيكون هوالمهيمن على جدية الحماس من أجل المقاعد. ولكي ننصف سوف نعطي فسحة من الزمن لأولئك الذين يخافون الله لنر هل هم عند التزاماتهم أم ( فرهود يا جسابه )؟ .أما بعد هذا ستطلع الشمس على الحرامية . وأنا أُغبط من أُزيح عمداً من عملية الجلوس على مقعد في البرلمان القادم مخافة حرف توجهات المجلس والابتعاد به عن الاشتراك في معارك جادة من أجل قضية الشعب، لأني أعرف أن أولئك لم يصرفهم الشعب،بل هي كانت فعلة الفرهود الذي هومحط تندر الشارع . وهذا الفرهود واضح الأبعاد والنوايا. إحداها الاشتراك بحصة الأسد.

إنهم بمنحهم هذه الرواتب الخرافية أفسدوا مهمة متقاضيها، سواء من المواقع الوظيفية الحساسة، وما ينتظر مما يؤول إليه عطاء الناخب القادم كما كان عطاء المنتخِب الحالي، والذي حادوا به ـ سواء بعلمه ومن حيث لايعلم ـ عن صلب مهمته الأساسية. بل أوقعوا به لكي لا يكون هوالوطني المتفاني من أجل قضايا الشعب، وحلوا بمحله النفعي ألذي لا تهمه قضية الوطن، بقدر ما يهمه الثراء على حساب الشعب، وقتلوا الشعور لديه بالحياء من الشعب الذي تسلق على أكتافه، باعتماده على الانتماء القبلي والطائفي والقومي والمذهبي، كوسيلة لتحقيق ما يصبوا إليه .

فلوأنهم منحوهم رواتب متواضعة، لا تستفز مشاعر الجماهير والمكونات الشريفة، لساهموا بالحرص على انتقاء الوطني الحقيقي الملتزم بقضية الشعب والوطن . ولاكتفوا من متاعب البحث عن ذوي النوايا الصادقة، ولجاؤا دون تنقيب واستيراد علماء التنقيب. فهي امتحان لقياس صدق وطنيته .

أما النفعيون فلا وسع لديهم وسف لن يتورط في الحصول على مقعد لا يجني من ورائه غير المتاعب، لكون ذلك ليس من صلب ما يشغله، ولم يكن شاغله أساسا . وفي الغالب هي عناصر تفتقر لأي وعي رؤيوي خلاق ومسؤولية أخلاقية .

إن استمرار هذه الحالة المَرَضِيّة للعملية السياسية، وإتاحة المجال، دون رادع من ضمير، لكي تستمر هذه الحالة، وخلق الفرصة، على مدى ما تطمح له من مجال أمين ومشجع،، بل ورعاية حالتها بتكييف الأجواء المناسبة لرعاية حالتها المرضية، لكي يجني أصحاب الغاية الوصولية، على حساب الجماهير المتطلعة لا أن يجودوا بأنفسهم لصالح الشعب ( والجود بالنفس أقصى غاية الجود )، مثل هذا سيكلف الناس المحرومين الشيء الكثير. فهيهات أن تكون حالة الشعب هي الهدف والشعار من أجل الرفاه والاستقرار. وواقع الحال والمتوقع، ليس هناك سوى النقيض والمعوّق والمحبط لما يتطلع إليه الشعب .

كان ينبغي على القوى المخلصة والواعية ببعد واجباتها الوطنية ومهامها الشريفة أن تطرح أمام البرلمان السابق ورئاسة الجمهوريه والمخلصين الشرفاء الامتحان التالي هوالتنافس الشريف لا للحصول على الرواتب الخرافية بل وضع خيار ضمن راتب متواضع كإمتحان لجوهر المرشح ولفسح الطريق أمام الوطنيين الحقيقيين لكي يدلوا بدلوهم، كأن يكون الراتب 4 ملايين، وحتى أقل . وحين ذاك سيتوضح الوطني من النفعي . فالوطني سيرشح ولن يتراجع عن ذلك ولا يهمه الراتب الضخم، بل يهمه خدمة الشعب . بل ومستعد أن يقدم حياته من أجله ومن أجل معتقده الشريف الذي ناضل وضحى من أجله ودفع ثمناً غالياً لإطاحة بالنظام المقبور. . في حين سيحيد عن هذه المتاعب أولئك الذين ماعرفوا إسم النضال من أجل الشعب وجياعه.

وبذلك سيكون هناك مكونات تشريعية وحكومية وقضائية شريفة ونزيهة. ولكن بكل أسف،مثل هذا الامتحان لم يطرح حتى يتوضح من هوالذي تقدم لتمثيل شعبه : صاحب الراتب الخرافي أم صاحب الراتب المتواضع الذي لا يخجله أمام شعبه .

وفي كل الأحوال سنبقى بحاجة إلى هذا الطرح كنتيجة منقذة لنقاء وشرف المعني بتمثيل مطامعه ومصلحة الشعب الذي كان يفترض أن يكون مجيئه من أجل خدمته .

لوكان مثل هذا قد خطط له ووضع موضع التنفيذ لكان من الهيّن أن تتلاشى الخلافات والصراع على المواقع الحساسة . ولحصلنا على نخبة وطنية متماسكه نقية، تفكر بمهامها المقدسة وتعرف مخافة الله قولاً وفعلاً . ولكان تشكيل الحكومة لا يتعدى الأيام .

في كل الأحوال علينا أن ننتظر الصراع في حلبة شك النبال في ظهر البعض. وسنرى من هوالذي يبحث عن أحلام الذهاب إلى المنتجعات في الخارج وأكلات الكافيار ومن الذي يفكر بشعبه ومن الذي ينفذ اجندات خارجية والحبل على الجرار.

العودة الى الصفحة الرئيسية

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com