|
إمام المايشوّر
حامد كعيد الجبوري منذ سقوط صنم الدكتاتورية ونحن نستمع للساسة الجدد سواء بلقاءاتهم الفضائية أو الأذاعية أو من خلال الصحف المقروءة ، سنبني وسنعمر وسنعطي وسنمنح إذا آلت السلطة لنا ، وكأنهم الأن خارج نطاق السلطة والكراسي السوداء التي كرهها وسيكرهها هذا الشعب المستباح ، فلم يجني هذا الشعب من التغيير إلا الديمقراطية الأكذوبة ، الحكام سابقاً تعتلي الكراسي الجوف من خلال الدبابات والأنقلابات ، واليوم يتلاهث السياسيون لكراسيهم الكارتونية من خلال صناديق الأقتراع التي وضعوا لها أحزابهم ألف عين و عين لا للمراقبة حاشى لله ولكن للتزوير بأذن الله ،سابقاَ لكل محافظة مايسمى (عضو القيادة) ومايسمى (أمين سر الفرع) لكل واحد من هؤلاء شرطي أو شرطيان يحرسانه أو ليقوما بواجب السكرتارية لهما ، أما الأن وبفضل ديمقراطيتنا المحمية بأتفاقية أمنية أمريكية طبعاً فمسؤلي الأحزاب الفاعلة لهم من مواكب الحماية مالم ينزل به سلطان ، ناهيك عن أغلاق الشوارع لهم ، ومعاملة حماياتهم الأخلاقية العالية ! لمواطنيهم محبوا الديمقراطية طبعاً ، وكأن هذه الأتفاقية الأمنية البغيضة جاءت لتلبي مطامع ومصالح هذه الفئة المحدودة حصراً وليذهب الأخرون لشرب ماء البحر ، ومن خلال هذه الديمقراطية المجلوبة أصبح العراق بطوله وعرضه ضياعا مقسمة حسب التقسيم العرقي والطائفي لهم ، وحتى من كنا نظن أنه يحمل مشروعاً وطنياً أتضح أن مشروعه الطائفي مغلب على مشروعه الوطني الستار-بكسر السين-،ولأننا على أبواب أنتخابات برلمانية ستعيد لنا أغلب الوجوه السابقة-(ودعنه علي والجاي أبوك أحسين) – لذا نلحظ المرشحون الجدد بلقاءات حميمية مع من يعتقدون أنهم مرشحيهم ، فالمرشح الفلاني الذي لم تره حتى عائلته وقف ثلاثة أيام بفاتحة أحد أفراد عشيرته ، ليستقبل تعازي الناس بنفسه ، بخاطر مكسور طبعاً ، وأخر لم تره مدينته منذ ثلاثة عقود بظمنها فترة التغيير الجديد ، ولأنه رشح عن مدينته بدأ الأن يمر على بيوتات أصدقائه بزيارات رسمية معلناً أنه المنقذ لهذه التخبطات غير المبررة ولولا المحاصصة البغيضة والطائفية الأبغض لما وصل حال البلد كما هو عليه الأن ، هكذا يقول ، ولولاهم لما قدم المحتل لتحرير العراق من سلطة جائرة ليرسم للبلد مستقبلاً أنصع مما مضى ، قلت له بسخرية واضحة ، أستاذي أنك من زملاء دراستي وكنا نتشاطر مقعد الجلوس وعلى مسطبة واحدة ولم تعرفني إلا هذا اليوم ؟ ، ومع ذلك لدي تعليقان بسيطان أولهما أن (دبي) أفتخرت أنها أنجزت أعلى برج في العالم يبلغ إرتفاعه 828 م بكلفة مليار ونصف دولار ، في حين أن السنة الماضية كانت ميزانية العراق كما يقول الساسة 90 مليار ولم نشهد برجاً واحداً وأن أحد الوزراء سرق ما يعادل ستة أبراج وذهب الى حيث أتى ، وثانيهما أن الشارع المسمى بشارع ثمانيين في الحلة الفيحاء حبذا لو ترافقني بسيارتي المتواضعة لأريك الحفر والتصدعات التي حدثت به جراء ملأ جيوب السراق بمال هذا الشعب المسكين ،أجاب بأعصاب باردة ليقول (لم تحسنوا الأختيار وعليكم أن تفتحوا عيونكم الأن) ، ختاما نقول أن الديمقراطية نظام فضائحي بمعنى كشف المستور وفضحه وهذا واجب الوطنييون أينما وجدوا بهذا العراق الذي أتصوره (أمام) ، والعامة تعلم جيداً أن الأمام الذي لا (إيشور) ينعتوه العامة (أبو الخرك) ولا يرغب أحد بزيارته ،........ للأضاءة .....فقط .
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |