مهزلة الديمقراطية في العراق!

 

يوسف الفضل

yousif432000@yahoo.ca

لست من دعاة الطغيان ولا الدكتاتورية. ولكن ضروف العراق غير جاهزة لممارسة الديمقراطية ! أقول ان بعض القائمين على العملية الديمقراطية لا يؤمنون بها بالرغم من تصديهم لقيادتها فضلأ عن عامة الناس الذين مارسوا العملية الأنتخابية من دون برامج ينتخبونها او مقاييس يقيمون من خلالها المرشحون ! فهذا احد أعضاء حزب الدعوة يهاجم العملية الديمقراطية بقوله ان الديمقراطية ابعدت الأمام علي ع عن السلطة بعد وفاة النبي ص وجعلت منه مستشارأ. ولكن هذا العضو المحترم رشح نفسه للأنتخابات بالرغم من ضعف امكاناته الثقافية والعملية لأحتلال مكان في مجلس النواب ! واظهرت الأنتخابات كذلك ان معظم العراقيون صوتوا لقوائم مغلقة بالرغم من معارضتهم لها !

لم يتردد السياسيون العراقيون بوصف الأنتخابات بالعرس ! نعم لعله عرسأ للساسة العراقيون ولكن ليس للناخب العراقي على أي حال ! فالعراقيون يعيشون مأساة الأنفلات الأمني والفساد الوبائي في اجهزة الدولة وتدني مستوى الخدمات في كل قطاعات الحياة بدون استثناء وانتشار الفوضى في معظم نواحي الحياة العامة ! فأين العرس ومن العريس ومن العروس ؟

ولا تزال الأحزاب القديمة والجديدة تتصارع او بالأحرى تتسابق للحصول على حضوة عند الدول الكبرى ودول الجوار مثل ما كانت خلال فترة النضال ضد الدكتاتورية كما صرح الرئيس طالباني ! والسباق طبعأ على رئاسة الوزراء والمناصب الأفر حظأ ومالأ وسلطة وجاهأ ! واذا كان غير ذلك فلم يسمع احد عن برامج يختلفون عليها ولكن وسائل الأعلام تنقل زيارات المسؤلون لدول الجوار وسفراء الدول الكبرى الصديقة !

العراقيون لا يحتاجون الى مزيد من الديمقراطية بل هم بحاجة الى امن نسبي وتقليل نسبة الفساد الأداري والمالي في اجهزة الدولة وبعض الكرامة للمواطن ! العراقيون بحاجة الى اجهزة كفوءة تخطط للبلد لتوفير الخدمات من ماء وكهرباء وتعليم ونظام مرور واجهزة قضاء كفوءة ونظيفة واجهزة تنفيذية كفوءة ولا ينخر فيها الفساد الى العظم !

ان الولايات المتحدة الأمريكية وانجلترا غير جادة بتصدير الديمقراطية الى العراق او غير العراق بل تلهث خلف مصالحها القومية ! ومخادع من يقول غير ذلك او انه ضعيق العقل. فالولايات المتحدة وانجلترا تسن القوانين الصارمة والتي ترقى الى القوانين العرفية في (الدول الديمقراطية) بدول العالم الثالث حينما تجابه ازمات حادة وخاصة في مجال الأمن. اما العراق الديمقراطي الجديد فانه يمارس كل المعايير الدولية لحقوق الأنسان مع القتلة والفاسدون بالرغم من كل المآسي التي تجتاحه !

متى تنتهي هذه المهازل في العراق الجديد !

 

العودة الى الصفحة الرئيسية

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com