دفتر الذكريات .. (2)

 

نبيل يونس دمان

nabeeldamman@hotmail.com

في 30- 7- 1967 نقلت ما دونته بالاوراق لاحتفظ به الى يومنا هذا. سجلت ملحمة جلجامش التي راواها مدرس التاريخ الاستاذ سعدي شيت الجبوري في ربيع عام 1964 وانا في الصف الاول متوسط، انقلها هنا بنفس الاسلوب والنحو والسرد وحتى الاخطاء التي رافقتها، بامكان القارئ اكتشافها بسهولة، فالى المدونة التي انقلها من الدفتر المذكور، الذي يعود الفضل في الاحتفاظ به من الضياع طوال الفترة الممتدة الى 43 سنة الى والدي العزيزين: يونس ياقو دمان وكرجية كوريال اودو اطال الله في عمرهما:

ملحمة جلجامش

كان( جلجامش) حاكم لمدينة( الوركاء) وكان الناس يكرهون حكمه لهم لهذا اتصلوا بالإله( آنو) وقام الإله المذكور بالاتصال مع الإلهة( ارورو) التي خلقت( جلجامش) بالذات. فخلقت الإلهة من الطين رجل كبير يشبه الحيوان سمته( انكيدو) فذهب الى البراري وعاش عيشة الحيوانات. وصل يوما قريبا من( الوركاء) وكان يوجد في تلك الامكنة عين ماء كان ( انكيدو) يشرب منها الماء كباقي الحيوانات وفي احد الايام بينما كان احد رعاة الغنم ذاهباً الى العين رآى فيها انسان يشبه الحيوان وهو( انكيدو) فخاف منه لاول وهلة ورجع مسرعاً الى المدينة مخبراً الملك( جلجامش) بكل ما رأى.

فدبر( جلجامش) حيلة استطاع بواسطتها الراعي ان يجلب( انكيدو) الى المدينة وهكذا دخل( انكيدو) الى( جلجامش) وعاشا معاً عدة ايام حتى استطاع يوماً( جلجامش) ان يسيطر عليه واراد قتله فرجا منه( انكيدو) كثيراً فلم يقتله واصبحا منذ ذلك اليوم صديقين لا يفارق احدهما الاخر كالاخوين. وفي يوم من الايام ذهب( جلجامش) ( وانكيدو) الى احدى الغابات التي كان البشر محروم من الدخول اليها من قبل الآلهة ولم يسكنها غير الآلهة فدخل البطلين فيها وخلال دخولهما وجدا على بابها شيء كبير جداً يسمى( خمبابا) وكان حرساً صنعه الآلهة للمحافظة عليهم ولم يصعب على( جلجامش) لانه كان ثلثيه اله وثلثه بشر فاتصل بالاله( الشمس) ان ينقذهم من هذا الخطر فصنع الاله ريحاً قوية فجمد في محله وادخله( انكيدو) بقوته في الارض. وبعد ذلك رجعو الى المدينة ظافرين بهذا النصر واحتفلو في ذلك اليوم احتفالاً رائعاً.      وعندما جرى الاحتفال بحضور جميع افراد القرية احبت الإلهة( عشتار) بنت( الإله) ( انو) ( جلجامش) ولكنه لم يحبها لانها كانت متزوجة من احد غيره وقتلته فخاف( جلجامش) ورفض الزواج بها فذهبت الإلهة الى والدها واخبرته بكره( جلجامش) وغيضه لها فخلق( آنو) مرض في( انكيدو) دام ثلاثة ايام وتوفي فحزن عليه( جلجامش) لان قوته كانت به.

وهكذا خرج( جلجامش) من( الوركاء) الى الغابات والبراري حتى وصل الى جبل يقال انه جبل في لبنان وهو جبل( نصير) فدخله بعد ان قتل الحرس المبعوثون من قبل الآلهة وفي داخله وجد بيتاً يسكنه إلهاً مع زوجته فقال( جلجامش) اين جدي( اتونابشتم) فسأله الإله عن السبب فقال كيف صار خالداً فاجابه قائلاً ان الخلود يمنح للالهة فقط وليس للبشر واراد الاله قتل( جلجامش) ولكنه فشل لان( جلجامش) كان ثلثيه إله وثلثه بشر.

فاخذ ( جلجامش) يسير عبر الجبال حتى وصل الى بحر يقال انه البحر المتوسط فدخل احد البيوت الذي يسكنها الآلهة وسال عن جده( اتونابشتم) وكيف صار إلهاً فقال ان الخلود يمنح للآلهة وليس للبشر ولم يخبره عن مكان اقامة( اتونابشتم) ولكن زوجة الاله عطفت عليه وقالت له ادخل في هذه السفينة فدخل فيها وعبّرته الى الطرف الثاني من البحر. فنزل( جلجامش) مع الإلهة وقالت له هذا بيت( اتونابشتم).

فدخل ( جلجامش) فيه وقال( لاتونابشتم) كيف صرت خالداً فقال الخلود للآلهة وليس للبشر ثم اخبره القصة وقال غضبت الآلهة على البشر فارادت احداث طوفان وكنت ساكناً في قرية( شروباك) ولكن احد الآلهة المسمى( اياه) وصاح بجانب بيتي وقال اصنع لك سفينة وادخل فيها انت مع جميع انواع الحيوانات. فصنعت سفينة ودخلت فيها مع جميع انواع الحيوانات ودخلت الى البحر.

فحدث الطوفان اذ هاجت الزوابع واملأت الماء اليابسة ودامت ستة ايام ومات خلالها جميع البشر والحيوانات عدى الآلهة وسفينة( اتونابشتم) وفي اليوم الرابع من الطوفان ارسلت حمامة ولم ترجع وارسلت طير السنونو ولم يرجع ولما ارسلت الغراب ولم يرجع عرفت انها دلالة ظهور اليابسة فخرجت من السفينة مستقراً في جبل( نصير) فاحبوني الآلهة واصبحت بينهم خالداً.

اما بالنسبة الى ( جلجامش) ، فان( اتونابشتم) بعد ان قص عليه خبر الطوفان وبرهن له على العذر حصول الانسان على الحياة الخالدة ودلهُ على نبات عجيب ينبت في غور البحر اذا اكل منها الانسان عاد اليها شبابه.

وحصل( جلجامش) على ذلك النبات الذي دله عليه( اتونابشتم) لانه كان ثلثيه اله وثلثه بشر ورجع الى( الوركاء) وفي الطريق ذهب الى مكان لشرب الماء ووضع النبات جانباً وبدأ بالشرب وخلال ذلك سرقت الحية ذلك النبات التي استطاعت فيما بعد بواسطته ان تعيد اليها شبابها بنزع جلدها كل عام.   

العودة الى الصفحة الرئيسية

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com