انجاز امني لا يسيل له اللعاب!

 

جمال الخرسان/ كاتب عراقي

gamalksn@hotmail.com

مسيكنة هي الاجهزة الامنية التي رغم كلما فعلت الا انها لازالت تتلقى الاتهامات من مختلف الاطراف وكانها الرقم الاضعف في الساحة العراقية اما ابطال هذه الساحة فهم السياسيون الذين يظهرون عبر وسائل الاعلام اكثر من رجال الاعلام انفسهم!

لقد عملت الاجهزة الامنية رغم الامكانيات الفنية المحدودة التي تمتلكها وحققت العديد من الانجازات على الارهاب والخارجين عن القانون وفي نفس الوقت فانها ارتبكت احيانا وتلكأت فحصل مالايحمد عقباه فاستحقت كل اللوم وتعرضت للمحاسبة.

 لكن ما يلفت النظر فيما يخص الملف الامني في العراق ان هناك طبقة من الكتاب والمحلليين في المجال السياسي والامني الى جنب بعض الجنرالات الذين اكل الدهر عليهم وشرب وكذلك بعض الشخصيات السياسية لاتعلو اصواتهم الا حينما يتراجع الوضع الامني في العراق!

فما ان يحدث خرق امني هنا او هناك حتى تجد هؤلاء قد سجلوا حضورا مميزا في جميع وسائل الاعلام المرئية والمسموعة والمقروءة، في هذه القناة او تلك الصحيفة او هذه المحطة الاذاعية او على مواقع الانترنت، حيث تعاد نفس الاسطوانة البالية التي تثار كل مرة عبثا لا لاجل شيء انما فقط من اجل وضع العثرات بوجه العملية السياسية بشكل عام وليس من اجل كشف عورات هذه الحكومة او تلك كما تفعل جماعات الضغط التي نثمن جميعا دورها الريادي في اي تجربة ديمقراطية.

ان هذه الطبقة المذكورة ذات الرائحة واللون الواحد في طبيعة خطابها تشعرك بانها كجمهور كرة القدم يصمت لكنه سرعان ما ينتفض مع هجمة مرتدة تسفر عن هدف ! ولذلك فهم ينتفضون مع انفجار كل سيارة مفخخة او حزام ناسف.

لا يوجد ثمة شئ يستحق الاشادة في نظرهم على الاطلاق رغم كل ما حصل بعد التاسع من نيسان عام 2003 اذ انهم لايرقصون طربا الا حينما يسقط المزيد من الضحايا الابرياء، وهذا بالضبط ما يخرجهم من دائرة جماعات الضغط التي نشيد بدورها الضروري المطلوب ويضعهم في دائرة الجماعات التي اشتهرت في لعب دور المشاكس فقط دون المساهمة في تقديم الحلول. ولهذا لا يشعر هؤلاء باصداء الانجاز الامني الذي حققته الاجهزة الامنية العراقية باصطياد ابو ايوب المصري والبغدادي الى جنب القيادات العسكرية الاخرى التي تنتمي لتنظيم القاعدة ومن يتعاطى معها من جماعات مسلحة اخرى! ولا تجد في تلك الطبقة من يثمن ذلك وينظر اليه على انه معطى امني يستحق الاشادة والتقدير.

ان مقتل الخطرين المطلوبين والمدانين بدماء الابرياء في نهاية المطاف لايقل عن كونه خبرا سارا يبعث الفرح والسرور فينا جميعا، ولمن لم يستبشر بذلك نتوجه بالتساؤل التالي: هل انتم منزعجون من مقتل قيادات في تنظيم القاعدة؟! وهل تعتبرون ذلك نكسة وليس انتصارا ؟! قد يكون ذلك فالساحة العراقية مليئة دائما بالمفاجئات !

 الى الصفحة الرئيسية

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com