|
غيابك ياعزيز
هادي جلومرعي تعودت من سنين أن اشارك عائلة المفكر المغيب عزيز السيد جاسم التحضير للاحتفال السنوي الذي تقيمه تخليدا واستذكارا لشخصه ولحضوره الفكري والادبي وفي مجالات معرفة متعددة. هذه المرة شاءت الاقدار أن اكون بعيدا عن المشاركة لسبب لامجال لدفعه.لكنه لم يحل بيني وان أكتب عنه كما فعلت في سنوات مضت.وفي ذكرى تغييبه والاحتفال بها فإن المسعى يكون من أجل أن يكون الاستذكار لكل المغيبين طوال حقب الحكم الشمولي والذين ذهبوا شهداء الكلمة والموقف النبيل ولم ينظروا الى حطام الدنيا ومكاسبها الزائلة ومتعها الفانية وآثروا الرفض على الممالات والمحابات ومجاراة الظالم في ظلمه وهم يعلمون أن هذا الظلم يهوي على رؤوس المستضعفين من الناس الذين لايقدرون على رده وحماية أنفسهم منه . في العام الماضي كان الادباء والمفكرون والصحفيون وعامة من الناس واهل واقارب المفكر عزيز السيد جاسم وكما في الاعوام الماضية حاضرين ويقيني انهم لن يكلوا او يملوا المشاركة والمواساة وأنهم على أستعداد لقطع المسافات مهما طالت في سبيل تأكيد حضورهم لمكان الاستذكار. وكان سياسيون ونواب في البرلمان السابق قد حضروا وتحدثوا ومنهم من تحدث بلاعلم وربما كان لم يطلع على مؤلفات وافكار عزيز السيد جاسم لكنه استحضر معان انسانية وتصورات ليشهد انه كان من المشاركين والمتفاعلين مع المناسبة. وليس عيبا ان يجتهد المجتهدون في استذكار المناسبة والحديث عنها وإقامة الاحتفالات التي تمجد فعل الرفض والاباء لكل أشكال التجبر والطغيان لان في ذلك ضمانة للاجيال التالية ان تقنع بفعل التضحية وتجد ان فيه الخلاص من كل جور وظلم وتجبر. ولعل من الآمال التي عقدناها منذ الايام الاولى للتغيير ان تتحرك جهة ما في وزارة الثقافة وسواها من مؤسسات معنية بالشأن الابداعي لطباعة كتب المفكر المغيب لاهميتها التاريخية والسياسية ولانها ارخت لمرحلة غاية في الحساسية من تاريخ هذا البلد ولتكون حاضرة في المشهد الثقافي العراقي ولتعبر ايضا عن شكل من أشكال الوفاء للمفكرين والعلماء والمضحين من أبناء وطننا العزيز.تحية حب وتقدير لكل الدماء والتضحيات التي صبغت مسيرة هذا الشعب وعلى مر الازمان.
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |