زيارتي الى الوطن بعد سنوات طويلة من الغربة .. (الجزء الأول)

 

محمود الوندي

m-w1948@hotmail.de

مدينة اربيل وتطوير معالمها

وانا اهبط من الطائرة اشعر بشعور خاص، ووضعت قدمي على أرض مطار اربيل لأول مرة بعد سنوات طويلة من الغربة، فوجدته كل شيء على ما يرام، وكان المطار مجهزاً بالأجهزة الإلكترونية من كومبيوترات وكاميرات جديدة ومتطورة، كذلك رأيت كافة العاملين من الشرطة والموظفين في المطار ودودين وبشوشين وليسوا عابسين كما صورها لنا البعض، ومرحبين بالقادمين الذي يضم بين طياتها اشخاصا من مختلف اطياف شعبنا، وكيفية التعامل معنا برحابة صدر وأسلوب حضاري دون أي نفعال وعرقلة معاملتنا او تفرقة بين مكونات الشعب العراقي، كما كنا نسمع من الدعايات المغرضة والملفقة من خلال الفضائيات المختلفة حول تعامل الكورد مع اطياف شعبنا، ويحاول البعض الإساء الى ممارسة الديمقراطية وتطبيق القانون بصورة صحيحة في اقليم كوردستان، الأمر الذي دفعني للرد على الاكاذيب والافتراءات المغرضة ضد العراق بشكل عام واقليم كوردستان بشكل خاص، إضافة الى نقل الواقع الحقيقي عن الإيجابيات والسلبيات لمدن كوردستانية   .

 بعد ختم جوازي فغادرت المطار لم اواجه أية صعوبة كما كانوا يتحدثون من قبل اعداء الكورد، وكان في استقبالي مجموعة من اقربائي، وكانت الساعة تشير الى الثالثة صباحا وفي تلك اللحظة غادرنا الى مدينة كركوك حيث اعطيت صورة واعدة في الامان والاستقرار في المناطق الكوردية. 

وعلى العموم أبدي فيه انطباعاتي عما شاهدته من إيجابيات وسلبيات داخل المدينة التي قمت بزياراتها  :

مدينة اربيل وتطوير معالمها

تجولت تجوال حر داخل مدينة اربيل اجد نظراتي تتقافز على تلك المشاهد الحية لأهلها ونشاطاتهم المختلفة ولاسيما اعمال البيع والشراء وزحام السيارات مع تنوع المحال التجارية والأبنية الفخمة والاسواق الضخمة والمحلات المتنوعة بالبضائع ومزدحمة بالناس، إضافة الى تطوير ورصانة شوراعها والتي تزدحم بالسيارات المختلفة منها الحديثة والقديمة، وقد لمست من خلال لقاءاتي مع اهالي المدينة واستمعت الى آراهم، بانهم بخير ومتمتعين بحياتهم الخاصة والعادية،  حيث يقومون بجولات يومية داخل المدينة وخاصة بعد ظهر، ولم يعودوا الى بيوتهم  إلا بعد الثانية عشر ليلاً دون أية مشكلة تذكر.

وفعلا هناك تغير كبير داخل مدينة اربيل عاصمة اقليم كوردستان من بناء البنية التحتية وتطوير معالمها الحضارية القديمة مثل " منارة وقلعة اربيل " وكذلك الحال في البناء والعمران داخل المدينة كما الحال في مدن اخرى كوردستانية، وهذه دلالة على حرص حكومة الاقليم على كوردستان العراق، وامكانية رئيس الوزراء السابق السيد " نيجرفان البارزاني " الذي كان مؤهلا لقيادة هذه المنطقة بصورة صحيحة ودقيقية، وانصافا للحق بأنه قائد فذ وذو عقلية براغمية، وهناك املا كبيرا للاستاذ بهرم صالح ان يستمر للتطوير في اقيلم كوردستان لتكميلة مسيرة الاستاذ نيجرفان البارزاني .

اثناء تجوالي في اربيل لقد التقيت بالفنان المعروف " احمد سالار " رئيس نقابة الفنانين الذي كان لقاء حارا بيننا حافلا بالمشاعر الأخوية النبيلة، ودار بيننا الحديث حول نشاطاتهم الفنية ودعم حكومة الاقليم لهم، واصدار المجلة الفنية باسم شانو بعدد اللغات المحلية لتنشر الاخبار الفنية من خلال متابعتهم للفن العراقي والاقليمي والعالمي، إضافة الى الفن الكوردي .  لقد استنجدت من كلامه هناك تطورا ملحوظا في الفن الدرامي في اقليم كوردستان ودعم المستمر من قبل المسؤولين لهم وكذلك تشجيع الجمهور لهم، ورغم يواجهم بعض المشاكل التقنية والفنية .

رغم انطباعي عما شاهدته من إيجابيات ولكن هناك بعض السلبيات تتحملها الحكومة والشعب معا، وخاصة من ناحية السير لم اشاهد خط العبور في بعض المكانات المزدحمة بالناس او باحرى يعبرون الاشخاص حسب مزاجهم وإرادتهم ولم يلتزموا بقانون مرور، وكذلك الحال الى السيارات ينطلقون بسرعة فائقة بدون اي احساس او شعور بالإنسانية والمسؤولية بسبب عدم تحديد سرعة السيارة في الشوارع المدينة، ومن ناحية اخرى لم يوجد هناك حاويات لجمع الاوساخ امام بعض المحلات .

ومن سلبياتها ايضا : قبل دخول الى مدينة اربيل توجد الساحة الكبيرة لاستقبال الوافدين الى مدينة اربيل والمدن الاخرى في إقليم كوردستان، وتؤخذ في تلك الساحة نوعا من الإجراءات الامنية لمنع دخول الارهابيين الى مدن الإقليم للحفاظ على الوضع الأمني وعدم السماح للإرهابيين باستخدام أية ثغرة أمنية للدخول إلى الإقليم، وسد الثغرات الأمنية بوجه من يرغب في استغلال الثغرات للقيام بعمليات إرهابية ( وهذا من حقهم )، لكن هذه الساحة تنقصها الخدمات الحياتية والمرافق الصحية ونقص في الكوادر الإدارة المؤهلة، وتحتاج الساحة الى المباني على شكل القاعات لاستراحة الوافدين او السائحين وتوفير فيها المطاعم والكازينوات وانشاء مدينة العاب للاطفال حتى لإنهاء إجراءات الدخول الى الإقليم .

وانصافا للحق هناك تقدما وتطورا بليغا من جميع نواحي وانعاش الوضع الاقتصادي والاجتماعي والحياتي  في مدينة اربيل .

 تتبع عن مدينة كركوك وخانقين 

 الى الصفحة الرئيسية

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com