|
وزارة الشباب والرياضة .. اربع سنوات من التخطيط الستراتيجي جاسم محمد جعفر وزير الشباب والرياضة لم يكن الفكر الستراتيجي ولا التخطيط المحوري مبدأ عمل وتطوير في أروقة وزارة الشباب قبل استيزارنا في 28/5/2006، رغم ان الوزارة تعتبر قاعدة انطلاق لشباب العراق نحو الاهداف المرسومة . فالعشوائية كانت في كل اتجاه والقرار الشخصي المتعنت تارة وغير المدروس تارة اخرى كان الشغل الشاغل لادارتها ، لذا كانت الوزارة مبتلية بالتخبط في خططها التنموية بل لم تكن بالاصل خطة تنموية تنطلق من فكر ستراتيجي بعيد المدى او تخطيط عام لسياسة عمل الوزارة . وإن وجد هنا أوهناك فأنه لم يرتكز على قواعد علمية تضمن له التنمية المستدامة بما يكفل لكل مؤسسة النمو المتسارع وفق منظومة الوقت والجهد والمال المحددة ، وهذا بالضبط ما تم تحديده من أجل الوصول الى السبيل الأوحد لنهوض الوزارة وانتشالها من حالة الجمود والانقياد . وعلى هذا سارعنا في اول وهلة لتفعيل ثقافة الفكر الستراتيجي المستدام وفق محاور متعددة وبمختلف مستوياتها في مركز الوزارة، ثم انطلقنا الى المديريات والمنتديات كل حسب تاثيرها الستراتيجي في تنفيذ الستراتيجية العليا واخضعنا العملية برمتها الى المتابعة والمحاسبة الدقيقة والحازمة . ووجهنا خطابنا من خلال الأجهزة الإعلامية والمؤسسات المرئية والسمعية بمختلف اتجاهاتها لنشر هذه الثقافة المتحضرة لتكون سلوكا وممارسات لنا كقيادات وأفراد وأنظمة قائمة وفاعلة في مختلف أروقة الوزارة ، وكم أتمنى أن تكون الخطط الستراتيجية لكل مؤسسة ذات أهداف واضحة ومحددة بدقة وذات برامج وآليات مدروسة يلتزم بتنفيذها كل وزير وفق المدة التي سيقضيها على رأس هرم وزارته ومن بعد ذلك يتم تقييم أدائه لتلك الخطط ومحاسبته على الاخلال بها . نقصد بالتخطيط الستراتيجي تلك العملية الفكرية التخطيطية التي تتصور بها الإدارة مستقبلها فتضع الإجراءات والعمليات الضرورية لبلوغ ذلك في المستقبل ، ونقصد بالإدارة الاستراتيجية هي العملية التي تتضمن تصميم وتنفيذ وتقييم القرارات ذات الأثر طويل الأجل والتي تهدف إلى زيادة قيمة المؤسسة من وجهة نظر المساهمين والمجتمع ككل. وعليه فالهدف العام لوزارة الشباب والرياضة هو تطبيق الستراتيجية الوطنية للتنمية الشبابية والتي هي (التخطيط المتوسط وبعيد المدى (ستراتيجية) المعتمدة من قبل الدولة بهدف تحقيق احتياجات الشباب وطموحاتهم على حد سواء، ويكون مدعوماً بقانون يصدر من الجهات التشريعية المختصة وباقتراح من رئاسة الوزراء وصولاً الى ستراتيجية تساهم في اعتماد إمكانيات الشباب اساساً لمشاركتهم في تطوير الوطن وبنائه ). فهذا أعلى سقف على الوزارة أن تحققه وهي بحاجة الى تواصل بقية الوزارات معها ملبية بعض المتطلبات للوصول الى هذه القيمة الكبرى للدولة وتحقيقها . الخطة المرسومة لتنفيذ الستراتيجية اكثر من اربعة عشر عاما اي لغاية 2020 انتهت دورة وزارية واحدة، وتحتاج الى دورتين وزاريتين أخريتين بشرط ان تؤمن الملاكات العليا في الوزارة تنفيذ هذه الخطة وفق الاسس المرسومة . ـ فاوائل استيزارنا حددنا نقاط الخلل ورسمنا خطة طموحة من ثلاثة عشر اساسا وحددنا مسارات الوزارة نحو تلك الاهداف . ـ تمت المصادقة على هذه الستراتيجية من قبل مجلس الوزراء وشكلت لجنة من وكلاء الوزارات المعنية لتنفيذ هذه الستراتيجية ـ الخطة لغاية 2020 تحتاج الى 20 مليار دولار امريكي مع 18.5 مليون مترمربع ارض (عرصة) و9.5 مترمربع بناء (اعيان) لتنفيذ الخطة . ـ ادارة الخطة لغاية 2020 تحتاج الى (بكلوريوس حسب الحاجة 16891 موظف ، معاهد مختلفة بعدد 604 موظف ، اعدادية بعدد 7210 موظف ، دون الاعدادية 11401 موظف ) المجموع 36106 موظف . ـ ميزانية الوزارة بعدما كانت 16 مليار دينار في 2006 بلغت الان 550 مليار لتنفيذ 450 مشروعا شبابيا ورياضيا . ـ الوزارة كانت تؤشر انها مهتمة للرياضة فقط شملت سترايجيتها المشاريع الشبابية من (برلمان الشبابي، المرصد الشبابي، مشروع اسكان الشباب ، المسح الوطني للشباب ...وغيره) هذا صارت وزارة مهتمة للمشروعات الشبابية اكثر . ـ ميزانية النشاطات الشبابية والرياضية زادت بشكل ملحوظ وانتقلت من عمل روتيني ضعيف الى عمل نوعي عال وبمشاركة فاعلة مع المؤسسات الحكومية العليا للتطوير والتاهيل والتنمية . تبقى الوزارة تحتاج في السنوات الاربعة القادمة الى عمل تقني وستراتيجي مع ادارة وتخطيط عال من التنظيم ليتسنى لها تنفيذ الخطة وادامتها والوصول الى الاهداف . نقاط اساسية تستحق الذكر لتطوير عمل الوزارة في السنوات الاربعة القادمة : ـ التخلي عن البيروقراطية (تبعات الحكم الشمولي والقوانين القديمة السائدة) وفتح الاستثمار في اروقتها على مصراعيها في منشآت واراضي الوزارة واقرار قانونها مع نظم وتعليمات داعمة للتطوير . ـ تشجيع المبادرات الفردية سواء الصادرة من فرد او مؤسسة من خارج الوزارة، وايجاد شراكات عمل ومنح الثقة وبعض الصلاحيات مع الجهات المذكورة لتنفيذ المرسوم . ـ التخلي عن التقنية القديمة والمتدنية واستبدالها بتقنية عصرية جديدة وكذلك تطوير هيكلية الادارة وعصرنتها بما يتناسب الحركة الشبابية المعاصرة . ـ الالتزام بالخطواط الملزمة لمراحل تنفيذ الستراتيجية وفق اسس صحيحة يعجل من ايجاد التفاعل في الوسط الشبابي . ـ فهم المعادلات السياسية والاجتماعية والثقافية والرياضية السالكة في الوسط الشبابي في العالم ليتسنى لشباب العراق البقاء على مسافة قريبة من موقع القرار. ـ يبقى الحفاظ على بعض الاسس والعادات والتقاليد الحسنة المنبثقة من حضارتنا وديننا الحنيف من اساسيات الستراتيجية والتي بدونها تبقى عرجاء لاتستند الى واقع اجتماعي وعمق ثقافي لشبابنا .
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |