صبراً أيها العمال إن موعدكم.. !!


حامد كعيد الجبوري
hamid_gaid2000@yahoo.com

لربما أنا من الحالمين جدا، كنت أمني نفسي بتغيير جذري لنواحي الحياة العراقية بكاملها، و راسماً حلماً وردياً لكل شئ، كنت أظن أن المحتل لن ينفذ وعده و مجيئه للعراق لتقويض نظامه الدكتاتوري، وحينها بدأ صاحب الطرفة الحلي الشهير (لطيف بربن) ليقول، (يمكن الأمريكان ضربونه بوري)، ولكن الأمريكان دخلوا العراق ولست بمعرض ذلك الدخول، في الأيام الأولى بدأت ملامح الديمقراطية تأخذ بعدا حقيقيا جديدا، وبدأنا نرى المظاهرات التي لم يكن أي موجب لها سوى إثبات حقنا بعد التعبير، وحين أحتجنا لهذه المظاهرات هذه الأيام حقيقة لم نعد نراها، ولأني شاعر شعبي أخذت مساحة أكثر من غيري من الشعراء الشعبيين ولا علم لي سبب ذلك، وقد يكون سبب علاقاتي العمالية الكثيرة سببا لها، وبسبب هذه العلاقة فأنا أتولى عرافة إحتفالاتهم في محافظة بابل منذ السنة الأولى للتغيير، ولا أذكر أننا إحتفلنا عماليا سنة 2003 م وأذكر أننا نظمنا تظاهرة بذلك شارك معنا فيها شيوعيو محافظة بابل، في العام 2004 م هيأت احتفالية وما أجملها صبيحة يوم 1 آيار عيد العمال العالمي، كنت حينها سكرتيرا للجنة تنسيق الأحزاب الوطنية والدينية في المحافظة، ممثلاً لحركة الضباط والمدنيين الأحرار إضافة لعرافة الحفل الذي كلفت به من قبل السيد (سعد الشلاه) رئيس إتحاد نقابات عمال بابل، كان الحفل بهيا بتنوع حضوره، المحافظ ونائبه، رئيس مجلس المحافظة وعدد من أعضائه، مسئولو التنظيمات الحزبية، منظمات المجتمع المدني، وعددا لا حصر له من الشغيلة الواعية،في العام 2005 م وما يليه بدأت هذه الوجوه المسئولة تتشظى شيئا فشيئا حتى وصولنا لعام 2009 م حيث لم يحضر لهذا الأحتفال سوى العمال الغيارى و عدد من محلية بابل للحزب الشيوعي العراقي، كل هذا السرد الذي يظن أنه خارج حدود الموضوعة، بل أقول أنه من صلب الموضوع والتدرج به تاريخيا، وعودة قليلة للوراء لنظام الطاغية المقبور الذي شرع القرار (150) الذي حول بموجبه جميع العمال لموظفين، والقرار إياه لم يكن له حتى مردود مالي للعامل إن حسبناه هكذا مادياً، بل أساء لهذه الشريحة الشغيلة، منذ اليوم الأول للتغيير بدأ العمال ونحن معهم المطالبة بإنصافهم والعودة لقانونهم العمالي القديم ولم تفتح لهم أي قناة مع حكومتهم الجديدة، والأمرُ من ذلك بدأت أحزاب أخرى تنشأ نقابات عمالية جديدة تسير وفق ما ترسمه لهم هذه الأحزاب الجديدة، وكأن إتحاد نقابات عمال العراق شبيه لوزارة الدفاع أو وزارة الإعلام المنحلتين، وأمرُ من ذلك وأكثر إيغالا بالأذى ما شرعه رئيس الوزراء الأسبق بتجميد أموال وأرصدة هذه النقابات وفق الأمر الرئاسي ( 8750 )، وحين الاستفسار عن ذلك قيل انتظروا قانونكم الجديد الذي سيشرعه مجلس نوابكم العراقي، وشرع القانون إياه وأنا على ثقة أنه لا يرقى لأي قانون ولأي دولة مجاورة أو غير متجاورة معنا تحترم عمالها، وعلمت أيضا أن اتحاد نقابات عمال العراق ساهم أيضا بسن قوانين هذا الاتحاد وهو مرضي لطبقة واسعة من العمال، وهذا شئ جيد أيضا،أحيل القانون من البرلمان العراقي لمجلس شورى الدولة وهكذا سنبدأ ونبدأ الانتظار، ومهما تحدثت لم يصل حديثي لأذن أحد من المسؤلين لأنهم إذن طين وإذن عجين، وأنهي موضوعتي بطرفة حقيقية، وقفت على منصة غرفة تجارة بابل وكانت قصيدتي جريئة الطرح والنقد اللاذع، حين عودتي للجلوس بمحلي بعد قراءة قصيدتي، قال أحد الأصدقاء مازحا، هيأ نفسك للمسائلة و للتوقيف بسبب هذه القصيدة، كان أحد المسئولين جالسا جنبنا فقال، ( لا بويه ماكو توقيف، الفرق بين نظام صدام ونظام اليوم كبير، إبوكت صدام اليحجي يموت، هسه إحجي حته تموت، لأن محد يسمعك) .

سنرى هذا العام ماذا ستقدم الشغيلة بإحتفالهم الذي أبلغت بعرافة حفلهم منذ مدة وجيزة، وللحديث بقية بعد الأحتفال، للإضاءة ..، .. فقط.

 الى الصفحة الرئيسية

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com