|
صدى الانتخابات السودانية
هادي جلومرعي لم تتح لي الفرصة لمراقبة الانتخابات في البلد الشقيق السودان والسبب اني كنت اتابعها من خلال محطات لاتبث باللغة العربية ولغتي الانجليزية لاحضور لها .المتابعة عن قرب لم تكن متاحة بالفعل لكنني لم اكن لاستسلم لعجزي في ذلك وتتبعت المعلومات ثم سخرت من نفسي لهلعي فانا ومن سنين طوال لااجهل بالشان السوداني واراقبه ,على الاقل اني اقرأ لادبائه وصحفييه وكتابه واشجع نادي الهلال. فلم الجزع؟ الانتخابات ينتظر منها ان تكون الوسيلة التي تتيح للشعب التعبير عن ارادته ولم اكن اريد النظر لممارسة الشعب السوداني بالسلب او الايجاب لاني لابد لي من البحث في عوامل وظروف تساعد الاطياف السودانية ان تتعايش وان لايظلم احد من مكوناته وهو أمر تعلمته من حوادث وسجالات عراقية مؤذية اصابتني بالاحباط على مدى السنوات السبع الماضية. كان مفرحا ان يمارس شعب عربي اسلوبا ديمقراطيا حتى مع مااعتراه من خلل في بعض الموارد. ولم يكن جميلا ان يتخذ البعض من هذه الممارسة اسلوبا للاستحواذ وتأكيد حضور يراد له ان يتغير ليشعر الشعب ان معاناته قريبة الى محطة النهاية. وماجرى الحديث عنه في مجال التزوير ومصادرة اصوات الناخبين ليس مقبولا على الاطلاق لانه يخرج بالممارسة عن الطريق الذي ينتظر ان تسير فيه. هذا لايعني تدخلا في شان الشعب السوداني لان دعم الديمقراطية امر مطلوب شريطة ان لايحاول الداعم ان يكون وصيا او متعاليا كما يفعل البعض مع العراق ولبنان ويريد ان يكون صاحب الرأي والموجه دون ان يترك لابناء الشعب ورموزه ان يكونوا هم اصحاب القرار. ولايجب ان نحرض او ان ندعم جهة على حساب اخرى بل الواجب ان ندعم ارادة جماهير السودان بقوة وان نعتبر التغيير في الشرق وفي البلاد العربية ضرورة لنهضة كل الشعوب في المنطقة. لقد احدثت الانتخابات السودانية صدى واسعا ليس لاهميتها في المنظومة الدولية وحسب وانما للظروف الخاصة التي يمر بها السودان والمشاكل التي يعاني منها ولذلك فالعالم كان يراقب هذه الانتخابات. من جانبي فاعتقد ان اهمية الانتخابات فيما ستسفر عنه من نتائج وماستغيره من وقائع وإن لم تفعل فالسؤال يبقى معلقا عن اهميتها.
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |